بافتتاح المحتف الكبير مصر تفرح... ومصر قد الدنيا

                                                       مصر

                           بافتتاح المحتف الكبير مصر تفرح… ومصر قد الدنيا

كتبت: نجوي الدياسطي

كثيرًا ما كنت أجلس في بعض النقاشات التي تدور حول مشروعية تجارة الآثار، وكنت أجد من يرى أنها ليست محرّمة، وأن الاتجار بها أمر لا بأس به. وكنت دائمًا أعارض هذا الرأي بشدة، مؤكدًا أن تجارة الآثار حرام شرعًا ومرفوضة وطنيًا وأخلاقيًا.

كنت أذكّرهم بأن الحفاظ على آثارنا واجب ديني ووطني، فهي ليست ملكًا لفرد أو لجيل بعينه، بل هي إرث يخص كل مصري ومصرية. كان بعضهم يقول: “هاتِ آية من القرآن الكريم تُحرّم تجارة الآثار!”

وكنت أجيبهم: كيف لا تكون حرامًا وهي في حقيقتها سرقة لتاريخ وطن بأكمله؟
إن أصغر قطعة أثرية في أرض مصر هي ملك لكل أبناء هذا الشعب العظيم، وكل ذرة تراب تحمل قدسية وذكرى وتاريخًا لا يُقدَّر بثمن.

واليوم جاء الرد العملي من الواقع نفسه، لا بالحديث ولا بالجدال، بل بالفعل. فقد تجلت الحقيقة في فرحة وفخر وسعادة أكثر من 120 مليون مصري بافتتاح المتحف المصري الكبير، أكبر متحف في العالم، الذي شُيّد على أرض مصرية وبأيادٍ مصرية، ليكون شاهدًا على عظمة هذا الوطن وقدرته على حماية تراثه وصيانته.

إن من لا يشعر بالفخر والاعتزاز في هذا اليوم، يحتاج أن يعيد النظر في علاقته بوطنه وتاريخه. فهذا الحدث العظيم

يؤكد أن كل أثر مصري هو حق مشروع لكل مواطن، وأن صيانة التاريخ واجب مقدس على كل فرد فينا.

اليوم تحتفل مصر، وتعيش لحظة عيد حقيقية؛ عيد الحب لمصر. فمصر لا تزال تصنع المجد وتُقدّم للعالم دروسًا في الوطنية والانتماء والقدرة على الإنجاز. تحية خالصة لكل مصري ومصرية، بل تحية بعدد أبناء هذا الوطن العظيم – 120 مليون تحية مصرية أصيلة.

أنا ابنة مقاتل مصري شارك في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 – رحمه الله – الذي غرس في داخلي حب الوطن وقدسية ترابه. وليس من الغريب أن أكون من مواليد السادس من أكتوبر، يوم النصر والفخر والعزة، الذي يرمز إلى صمود هذا الشعب وإرادته التي لا تُقهر.

وفي حضرة مصر… ينبغي أن نتأدب.
فمصر تفرح، ومصر تستطيع، ومصر بالفعل قد الدنيا، بل هي كل الدنيا. 🇪🇬❤️

{ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}