أثيوبيا إسرائيل أفريقيا
بقلم/ احمد البدرى…. البحر الاحمر
يبدو ان الدوله الاقدم أفريقيا من حيث صداقتها مع اسرائيل قد انعكست تلك الصداقه على سلوك اثيوبيا مع جاراتها حيث تتصارع معهم وترفض الاحكام الدوليه وتضرب بها عرض الحائط.
صراع اثيوبيا واريترا
في عام 1998، اشتعلت الحرب بين إثيوبيا وإريتريا على قطعة من الأرض المتنازع عليها تسمى بادمي، وكان نتيجه هذه الحرب مراره عميقة بين البلدين بعد مقتل مايقرب من ٨٠ الف جندى وبالرغم من حكم المحكمه الدوليه لصالح إريتريا إلا ان اثيوبيا تجاهلت الحكم ولم تنسحب منها حتى أعادت القوات الإريترية احتلال المنطقة خلال القتال في تيغراي في نوفمبر من عام 2020.
الصراع المصرى الاثيوبى
في أكتوبر 2019، توجه آبي أحمد لحضور القمة الروسية الأفريقية في سوتشي حيث التقى على هامش تلك القمة بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وعلى عكس استراتيجية إثيوبيا بشأن مياه النيل فقد وافق على اقتراح الرئيس السيسى بأن تتوسط وزارة الخزانة الأمريكية في النزاع بشأن سد النهضة وكانت الصدمه.
كان الزعيم الإثيوبي الذي فاز بجائزة نوبل للسلام لدوره في إنهاء التوترات مع إريتريا، قد اعتقد بأنه يمكنه أيضا تأمين اتفاق مع مصر فقد كان مخطئا وعلى عكس توقعاته فقد مال موقف الولايات المتحدة نحو مصر، لقد حدث العكس حيث وضع الزعيم الإثيوبي الشاب، البالغ من العمر 44 عاما، نفسه في موقف صعب، وقد انقلب الرأي العام الإثيوبي على المقترحات الأمريكية واضطر آبي لرفضها، وبعد ذلك علقت الولايات المتحدة بعض المساعدات لإثيوبيا
وكان السودان ثالث دولة تمت دعوتها للتفاوض في العاصمة الأمريكية واشنطن، وبسبب تعرض الخرطوم للضغط الأمريكي لأنها كانت بأمس الحاجة إلى أمريكا لرفع العقوبات المالية التي كانت مفروضة عليها عندما تم تصنيف السودان “دولة راعية للإرهاب” عام 1993، مال السودان إلى الموقف المصري، بالرغم من الوعود الأثيوبية لها بالفوائد التى سوف تحصل عليها.
ثم كانت الضربه القاصمة حينما حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أن مصر قد “تفجر” السد وان امريكا تتفهم هذا الفعل فأعلنت إثيوبيا منطقة حظر طيران فوق المنطقة التي يقع فيها سد النهضة.
الصراع السودانى الاثيوبى
يحب المسافرون أن يقولوا إن إثيوبيا تبدأ عندما تفسح السهول السودانية الطريق للجبال الإثيوبية هذا هو الوصف للحدود السودانية الاثيوبيه.
تعد الاشتباكات المسلحة على طول الحدود بين السودان وإثيوبيا الحاليه أحدث تطور في تاريخ من التنافس المستمر منذ عقود بين البلدين، رغم أنه من النادر أن يقاتل الجيشان الإثيوبي والسوداني بعضهما البعض مباشرة للسيطرة على الأراضي إلا اننا فى اقرب مايكون من هذا الامر الان، ويدور النزاع بينهما حاليا حول منطقة تعرف باسم الفشقة حيث يلتقي شمال غرب منطقة أمهرة الإثيوبية بولاية القضارف في السودان.
معاهدات الحقبة الاستعمارية
إن الحدود في القرن الأفريقي متنازع عليها بشدة، وقد خاضت إثيوبيا حربا مع الصومال عام 1977 على منطقة أوغادين المتنازع عليها.
كانت الفشقة هي أصعب منطقة لتسوية الخلاف حولها، فوفقا لمعاهدات الحقبة الاستعمارية لعامي 1902 و 1907 تمتد الحدود الدولية إلى الشرق منها، وبعد حرب عام 1998، قام السودان وإثيوبيا بإحياء محادثات كانت قد دخلت في سبات منذ أمد طويل ليحددا بدقة حدودهما التي يبلغ طولها 744 كيلومترا،الامر الذى يعني أن الأرض ملك للسودان، لكن الإثيوبيين استقروا في المنطقة حيث مارسوا الزراعة وهم يدفعون ضرائبهم للسلطات الإثيوبية.
وصلت المفاوضات بين الحكومتين إلى حل وسط في عام 2008 حيث اعترفت إثيوبيا بالحدود القانونية، لكن السودان سمح للإثيوبيين بالاستمرار في العيش هناك دون عائق.
لقد كانت حالة كلاسيكية لـ “الحدود الناعمة” التي تمت إدارتها بطريقة لا تسمح لموقع “الحدود الصلبة” بتعطيل سبل عيش الناس في المنطقة الحدودية حيث ساد تعايش لعقود حتى طالبت إثيوبيا بخط سيادي نهائي.
وترأس الوفد الإثيوبي إلى المحادثات التي أدت إلى تسوية عام 2008 آبي تسيهاي، المسؤول الكبير في جبهة تحرير شعب تيغراي.
وبعد الإطاحة بجبهة تحرير شعب تيغراي من السلطة في إثيوبيا في 2018، أدان زعماء عرقية الأمهرة الاتفاق، ووصفوه بأنه صفقة سرية، وقالوا إنه لم تتم استشارتهم بشكل صحيح بشأن ذلك الاتفاق.
والان فإن الوضع ملتهب على الحدود حيث تطالب اثيوبيا السودان بسحب قواتها من الفشقة اما الجانب السودانى فيعبر عن تعجبه من الامر حيث ان الفشقة ارض سودانيه الأصل،وتحشد كلا الدولتين قواتها على الحدود.