أرجوك لا تحاول أن تفهمني !!
د عصام كمال المصري
أجلس وحدي أحاول لملمة شتات نفسي المبعثرة , كي استطيع مواصلة السير , أصادق نفسي بلا خوف ولا تردد… فأراني مع نفسي نبحث سويا عن الأمل بلا ملل ؛ فقد تعلمت أن أروع هندسة في الحياة هي أن تبني جسراً من الأمل فوق بحر من الألم . وأجدني أردد لمن يحاول أن يدخل في محيط حياتي … أرجوك لا تحاول أن تفهمني !!
الحياة مليئة بالمواقف والعقبات … والبشر مكتظون بالأسرار والخبايا , ومن الشجاعة وسط الآلام أن تكون نفسك ولا تتغير ,, في عالم يحاول إجبارك علي أن تكون شخصا آخر ولكن علي هواهم … خاصة أن بعض الناس كلماتهم لكمات تؤذي وتجرح , متعللين بأنهم يقولون الحقيقة دون خوف ولا مجاملة … لذا عليك بالهجرة ,,, نعم هاجر !! فربما هـــناك مــــــن يــــمكنك أن تـــــحجز مقــــعدا في قــــــلبه ….فأى انجاز عظيم يمكن أن تحققه من تجميل حياتك بوجود الخيرين فيها …
أرجوك لا تحاول أن تفهمني وتتساءل هل أنا خيّر أم شرير ؟؟ فالخير والشر قوي تتصادم في كل أجزاء الحياة بما فيها داخل الفرد نفسه الذي يعيش صراعات لا تحصى ، فيكون نتيجة هذا التضاد المتأجج صراع النفس مع النفس لنقل الميزان بين الرغبة والامتناع وبين النور والظلمة وبين الكذب والصدق والحقيقة والضلال.
أرجوك لا تحاول أن تفهمني .لأن رضا الناس غاية لا تدرك ، وكسب ودهم من أصعب ما يكون ، ومعاشرتهم تحتاج إلى الحذر ، بل كل الحذر , فموقف واحد منك يلغي كل إيجابياتك لديهم ، كن نفسك فقط , ولا تكن كريشة في مهب الرياح ,, كن جبلا صلدا لا تكسبه العوامل المحيطة إلا صلابة فكلمة واحدة منك وأنت لا تدري قد تهدم جدران الود بينك وبين الناس من سنين ، يتناسى الإنسان بلحظة كل جميل لديك , ويقف عند موقف قد يكون مصنوعا من وهم خياله… فقمة الفشل أن نطلب الرضي من الآخرين ,, وأن نقف على أعتاب حياتهم راجين ، ونُضيّع أعمارنا منتظرين … ونكتشف بعد مرور الوقت والعمر والسنين … أننا لم نع الدرس ولم نتعلم من حياة السابقين ,,, فيا من تفتش في كتابي وبين سطوري .. أرجوك لا تحاول أن تفهمني !!