بقلم نجلاء فتحى
القدماء المصريين يعتبروا أيقونه حضاريه مهمه جدا فى تاريخ البشريه . هذا لأنهم تفوقوا فى مجالات عديده بشكل ملفت ومثير للإعجاب . فتفوقوا فى العماره وبناء الأهرامات والمسلات الضخمه وهذا يدل على مدى مهارتهم فتفوقوا فى علوم الفلك وتركوا معابد فلكيه وتقويم شمسى غايه فى الدقه .
وأحد الأشياء الذى أتقنوها وكانت تستوقف الباحثين والمؤرخين وهو تفوقهم فى علوم الكيمياء والطب وعلى وجه التحديد ممارستهم لعمليه فى غايه الدقه وهى عمليه
( التحنيط )
فهى عمليه طبيه معقده أشتهر بها المصرى القديم واستطاعوا من خلالها الحفاظ على بقاء بعض الجثث المحنطه لآلاف السنين وهذه العمليه إلى الآن محاطه بالعديد من التساؤلات والغموض . هل عمليه التحنيط تعتبر سر لا يعرفه احد وهل هى شئ أشبه بسر بناء الأهرامات أو غيرها من الأشياء الغامضه التى اشتهر بها المصريين القدماء . وهل فى عصرنا الحالى نستطيع أن نفعل هذه العمليه كما كان يمارسها المصرى القديم ؟
كيف كانت عمليه التحنيط
كان المصرى القديم يؤمن بالحياه فى العالم الآخر وإن الموت ليس نهايه لحياه الإنسان لكنه بدايه لمرحله جديده للحياه و لكى ينتقل للحياه الأخرى يجب أن يستوفى بعض الشروط وهى أن يبقى جسده بشكل سليم ومحافظ على هيئته بشكل سليم لكى يبقى من السهل التعرف على ملامح جثته وتكون مقبرته مجهزه بكل الأشياء التى سيحتاجها فى العالم الآخر . فلذلك اتجهوا لما يسمى بالتحنيط .
وهو عمليه طبيه يقوم بها الكهنه وبعض المختصين للملوك والأثرياء وبالفعل نجحوا فى تحنيط الجثث لآلاف السنين .
هل عمليه التحنيط تعتبر سريه وغامضه
فى الحقيقه لا و كل الخطواط الخاص بهذه العمليه معروفه فى عصرنا الحالى من قبل العلماء والمختصين وعندهم القدره على محاكاه نفس ما كانوا يمارسوه القدماء المصريين .
كيف تتم عمليه التحنيط وما هى أدواتها
خطاطيف ؛ سكينه حاده ؛ وعاء به زيت ؛ شمع عسل ؛ صمغ نباتى ؛ كتان ؛ نشاره خشب ؛ بخور ؛ وعدد من العطور الطبيعيه بالإضافه لنبيذ النخيل وأنواع من الأعشاب والمواد الطبيعيه وكميه كبيره من ملح النطرون فهو من أشد المواد التى تتغلب على البكتريا والإنزيمات والتعفن . هذا كل ما يحتاجه المصرى القديم .ومن الغريب أنهم يستخرجون كل الأعضاء الداخليه ماعدا القلب لأنهم كانوا مؤمنين أن القلب هوا مقر الروح والعاطفه وله دور مهم فى العالم الآخر . وكان يتم وضع كل أجزاء الجسم فى قاروره مملوئه بملح النطرون تسمى بالأوانى الكانوبيه وكانوا يعتقدون إن فى العالم الآخر تبدا هذا الأعضاء فى التجمع فى الجسم مره آخرى وبعد ذلك يتم تغطيه الجسد بالملح لمده ٤٠ يوم لحين إزاله الرطوبه منه وتم فرك الجسد بالزيوت العطريه وراتينج النباتات ولف الجسم بالكتان ووضعه على لوح خشبى ثم يضعونها فى التابوت المخصص لها ويتم نقش أسم و صوره الملك أو المتوفى عليه . وكان يرتدى المحنط قناع مخصص وهو للإله أنوبيس إله التحنيط والعالم السفلى وهو قناع أشبه بوجه الكلب ولونه أسود .ويضعون فى المقبره كل ما يخص المتوفى من ملابس وأدوات وكنوز وغيرها بناء على مكانه الشخص وثرائه ثم تأمين المقبره ضد اللصوص والمعتدين من خلال نشر المواد الكيميائيه السامه فى أماكن معينه بغرض منع وتخويف اللصوص من أقتحام المكان ثم يخرج الكهنه من المكان ويغلقوا المقبره ورائهم للأبد وتنتهى رحله التحنيط الخاصه بالمومياء .
