الدكروري يكتب عن أكثر من يستحق الإلتفات والطاعة

الدكروري يكتب عن أكثر من يستحق الإلتفات والطاعة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن أكثر من يستحق الإلتفات والطاعة، بسم الله الرحمن الرحيم العلي القادر المقتدر الذي خلقنا فسوانا في أحسن صورة وجمل خلقنا وهدانا الى سبيل الرشاد، وصلاة وسلاما على النبي الهدى والرحمة والسعادة الذي ترك لنا اعظم وأجل أثر في تاريخ الكون من معاملاته وصداقه وابوبته ورفقه وحنانه وعطفه فحضرته كان خير صديق وخير أب وخير زوج وخير جار وخير الورى اجمع فهو كان إذا جلس او تحدث مع احد فلابد أن يترك جميل الاثر فكان إذا قام جلسة كريمة تباهى به وافتخر من كان يجلس معه، فمن لدينا نرجع اليه في حسن خلقه وجمال أثرة وطيب ذكرة ولطف عشيرته إلا رسول قد بعث بالهدى ودين الحق وجمال اخلاقه فذاك سواه ربه فجعله نور يستضاء به في البشريه، فاللهم صلي وسلم وبارك عليه أما بعد فإن الأم هي أولى الناس بالحب والرعاية والعطف والعناية.

وهي أكثر من يستحق الإلتفات والطاعة، ليس فقط لأنها السبب في وجود أبنائها وتربيتهم، بل إنها أكثر مَن يتمنى الخير للأبناء، ولا يمكن أبدا أن يعثر الإنسان على شخص يُحبه محبة خالصة كما تفعل الأم، فحب الأم يكون حبا خالصا ليس فيه أي مصلحة أو رياء، وهي بهذا تتفوق على الجميع بما فيهم الأب، وإن للأم حقوق كثيرة يجب على الأبناء أن يقوموا بها كاملة، ومن حق الأم على أبنائها أن يُحسنوا إليها، ومن حقها عليهم طاعتها وعدم التأفف في وجهها أو التسبب لها بالأذى، ومن حقها أيضا أن يبرّوها في كل وقت خصوصا في أوقات مرضها وعجزها، وتجنب معاملتها معاملة فظة أو غير لطيفة، لأن الأم التي منحت أبناءها كل سُبل السعادة لا تستحق منهم إلا كل خير، ومن حق الأم على أبنائها أيضا أن يُدخلوا السرور إلى قلبها في كل وقت.

وأن يُخففوا عنها التعب والإرهاق، وأن ينفقوا عليها إذا احتاجت إلى النفقة، وأن يكرموها في كل وقت، وتقول فتاة كنت بذات يوم من الأيام حائرة بين الورى فتركتهم وذهبت الى ربي أناجيه ياربي ابعث لي من يحن علي من بعد أمي فإنها هي كانت الحنونه القريبة مني وبقيت مع ربي الى أن ذهبت الى مكان فيه أشجار فجلست تحت ظل شجره فرأيتها تحميني بظلها فقلت لها اتحنين علي قالت نعم ولما لا فقلت لها أتحميني فقالت نعم احميكي من حرقة الشمس ونارها، فقلت لها إذا ستحنين علي وتحميني كما كانت أمي تفعل معي، فقالت لي بغضب شديد فيه من الحرقة ما يكفي والله لا والله لا والله لا حنان ولا حمايه ولا عطف كعطف الام أبدا فترقرقت ادمعي وعلا صوتي منهمرا بالبكاء.

ومن حينها عرفت أن الانسان إذا ماتت أمه سيكون مواجه للعقبات وحده ولمصاعب الحياة بنفسه لا أحد معه وسيكون” عجي ” والعجي هنا بمعنى يتيم الأم وعجي معناها ان هذا الشخص فقد الحنان وفقد العطف والدعوات القلبيه الصادقه واعلموا جيدا أنكم إذا اصبحتم ورأيتم امهاتكم فقبلوهن واسعدوهن فإنهن يقومون بالليل والانام نيام يدعوان لكما بكل خير وسعادة ورزق وهناء وقد قيل أن المرء إذا ماتت أمه نزلت الملائكة وقالت “ماتت التي كنا نكرمك لأجلها” وذهب رجل الى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال أوصني يا رسول الله قال له “أمك قال له ثم من قال ثم امك قال ثم من قال المصطفى ثم امك قال ثم من يا رسول الله قال ثم أبيك” وهذا هو المصطفى فقد أمه وكان حينما يزور قبرها يدعو لها ويبكي.

حتي قال اصحابه ان الدمع ليبلي لحية رسول الله حزنا على أمه فنسأل الله أن يبارك في الاحياء منهن ويرحم الائي انتقلا الي دار الخلد والسلام وان يظلهن تحت ظل عرشه ويسكنهن الفردوس الأعلى دون عقاب ولا سابق حساب يارب العالمين.