أنين الروح تلهو بجرحها
بقلم/ مصطفى سبتة
أيا من أسرني في زنزانة العذابِ
أفلا تكف عن ألمي و تعذيبِ
و تمضي الأيام بحقدها و بطيبِ
من زرف الدموع و نارها اللهيبِ
تباركني السماء بلعنتها و تغفوا
أترى الكريمُ عينهُ لجرحي رقيبِ
أنين الروح تلهو بجرحها بمذلتي
و كأس الخمر للجنون سكيبِ
كأنها تسكنُ معي بمركب الريح
و حزن القلب للشربِ رحيبِ
تغافلني الأوقات بسكرتي و
تمضي بحقدها في تخريبِ
و دمع الأمس ماتزالُ تقاسمني
جرح السنين و الروح الكئيبِ
في الليالي تدمع العيون حزناً
تشيع جرح دمعتي بموكباً مهيبِ
للزمانِ كم منها سيوف الألمِ لا
تبرحني و اللوم في مهد المغيبِ
فأجبرتني الأيامُ بنجدة الموتِ
أيحسبني الموت بأني له قريبِ
أم كما الأقدارُ سيتجاهلني و
يمضي في تعثري بفشلِ و ترتيبِ
أنا السرابُ في صدى الريح و
داري بدمع الدهرِ جمر النصيبِ
الرحيل طابت للخاسرين دربها
فكيف البقاء بزمنٍ دارها معيبِ
فلا الدارُ داري و لا الزمانُ زماني
و لا الحياة كانت بيوماً بترحيبِ
تأسرني كأبة الدهر بدمعي و ألمي
و يسكنني دائماً الجرح الشحيبِ
و اليوم البغيض بسقوطهِ يلهو
مع جرحي بسقوطي و ترهيبِ
هي الأقدارُ التي لا تبرحني أبدا
تغزو بأحقادها في تصويبِ
و قد مضت السنينُ كلها بكسرتي
ولم تكف الأقدارُ يوماً عن تأديبِ