إذا أراد الله شيئًا أتاك به دون أسباب وإذا أراد ان يمنعك شيئًا منعك إياه مع وفرة أسبابه
كتب /مجدى الكومى
عندما بشّر الله زكريا بـيحيى عليهما السلام، تعجب عجبًا شديدًا، فهو يعلم إنقطاع الأسباب، هو شيخ كبير، وإمرأته عاقر لم تُنجب منذ شبابها، فكيف سيُرزق الآن بمولود وهو الأمر الذى لا يستوعبه عقل بشر.
حتى بلغ به من شدة تعجبه، أن طلب من الله علامة تدل على أن هذه البشرى حق ومن الله تعالى، أراد أن يطمئن إنه لا يتوهم ما سيحدث له من الفرح المنتظر أعوامًا وأعوام وأنها ليست أضغاث أحلام ليطمئن قلبه.
فقال “رب اجعل لى آية”
وكان جواب الله عليه أن قال له “آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليالٍ سَوِيًا”
يعنى أن آيتك يا زكريا والتى تدل على صدق ما بشرتك به، أنك لن تستطيع أن تكلم الناس لمدة ثلاثة أيام، وانت سَويًا سليم اللسان، والعقل، والمَخارج، لا عيب بك يمنعك من الكلام مطلقًا، لا مانع جسدى يمنع قدرتك على الكلام ، لكن الإعجاز فى الأمر أنك رغم ذلك لن تستطيع الكلام مع الناس لمدة ثلاثة ايام.
كيف هذا ؟ هذا أمر الله.
ولعلك إذا تفكرت فى البشرى بـيحيى والآية بعدم الكلام
تجد أن الله أراد ان يعلمك امرًا عظيمًا.
ففى البشرى بـيحيى ، كان زكريا لا يملك الأسباب جميعها، هو شيخ كبير وامرأته عاقر لا تنجب، ورغم ذلك رزقه الله بالذرية رغم انقطاع أسبابها.
وفى الآية بعدم الكلام، فقد كان زكريا يمتلك جميع الأسباب، صحيح اللسان، والعقل، والمخارج، لديه الإرادة فى الكلام، ورغم ذلك لم يستطع التكلم مع غيره لمدة ثلاثة أيام، فقد سلبه الله المقدرة على الكلام رغم وجود أسبابها.
لتعلم ان الله إذا أراد شيئًا أتاك به دون أسباب، وإذا أراد ان يمنعك شيئًا منعك إياه مع وفرة أسبابه.
لأن الله لا يُعجزه شئ فى الأرض ولا فى السماء ، وهو على ما يشاء قدير.
فسبحان من يرزق بسبب ودون سبب وضد السبب، سبحان من إذا أراد شيئًا قال له كن فيكون.