فصائل الدم وعلاقتها بخطر الموت من إصابة كورونا
بقلم : جمال القاضي
ذهب الكثيرون ممن يستاءلون عن علاقة كورونا بفصائل الدم وخطر الموت بهذا الوباء لفصائل معينة والنجاة من الموت في حالة الإصابة به لفصائل آخرى .
وهل هناك دورا للمناعة في الشفاء السريع من هذا الوباء أم أن نوع فصيلة الدم لها الدور الأكبر في الشفاء يفوق دور المناعة؟
علينا أولا أن نذكر بعض الحقائق التي تم رصدها في حالات كورونا لنجد لها تفسيرا مقنعا.
من هذه الحالات إصابة رجلا تجاوز من العمر سن ال 75 عاما ويعاني الكثير من الأمراض المزمنة مثل تضخم في الطحال والفشل الكبدي والفشل الكلوي وضغط الدم المرتفع ويخضع للغسيل الكلوي ويعاني ضعفا شديدا في المناعة ثم يصاب بكورونا ويتم علاجه والشفاء منه فما كان الدور للمناعة هنا ؟
الحالة الآخرى سيدة عمرها 90 عاما تصاب بكورونا ويكتب لها الشفاء منه ، فهل مناعتها هي نفس مناعة شاب في عمر ال 30 عاما ؟
الحالة الثالثة رجل يصاب بكورونا ويقع مغشيا عليه ويقوم بنقله إلى المشفى لتلقي العلاج من كورونا ثلاثة من الشباب أعمارهم تتراوح مابين 25 عاما إلى 30 عاما يصابوا الثلاثة بالعدوى فيموت إثنان منهما وينجو الثالث فقط والرجل المصاب يتم شفاؤه ويبقى على قيد الحياة.
فما كان دور المناعة عند جميع الحالات السابقة ؟
المناعة ليست هي العامل الأول للشفاء من الإصابة بكورونا ولو كانت تلك المناعة هي العامل الأساسي للحد من إنتشار العدوى والنجاة من خطر الموت بها لكانت نجاة الشباب ووفاة الحالات المسنة التي تم ذكرها ، ولم نهمل أبدا قضاء الله وقولنا بأنها الأعمار المكتوبة لهم جميعا .
وعن فصائل الدم وسرعة التجلط فيها :
على حسب الدراسة التي أجريت في مدينة ووهان وسط الصين، مهد الفيروس القاتل، فإن أولئك الذين يحملون فصيلة الدم A أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا، مقارنة بأصحاب باقي الفصائل.
كما قال الباحثون الصينيون إن أصحاب فصيلة الدم A، هم الأكثر عرضة للموت بسبب الفيروس الذي يعرف أيضا باسم “كوفيد 19″، وفقا للنتائج التي نشرتها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وفي عموم البشر، تعد فصيلة الدم O الأكثر شيوعا بنسبة 34 بالمئة، مقابل 23 بالمئة للفصيلة A، لكن الأمر بدا مختلفا بين ضحايا كورونا.
فقد بلغت نسبة أصحاب فصيلة الدم A بين المصابين في ووهان 41 بالمئة، مقابل 25 بالمئة للذين يحملون فصيلة الدم O.
وفي دراسة غيرها جديدة توصلت إلى أن أحد الأسباب المحتملة لتجلط الدم هو وجود مستوى معين من بروتين في دم مرضى فيروس كورونا يسمى “فون ويلبراند” (VW).
لكن السؤال لماذا عدد الوفيات من كورونا تنتشر أكثر بين فصائل الدم A،B، AB مقارنة بفصيلة الدم O .
من دراسة قام بها العلماء اليابانيون تبين من خلالها أن أصحاب فصيلة الدم “O” لديهم مستويات أقل من عامل “فون ويلبراند”، وهو عامل تخثر الدم الذي قد يساعد في منع النزيف المهدد للحياة .
ومن بعض الأضرار التي يسببها فيروس كورونا، حدوث تجلط للدم الذي يكون فيه لهذا البروتين عاملا مهما في حدوثه وكما سبق فإن أكثر الفصائل التي تحتوي على هذا النوع من البروتين هي فصيلة دم A
لذلك فإن أكثر الأشخاص المهددين للتعرض للوفاة نتيجة الإصابة بفيروس كورونا هم من يحملون فصيلة دم A أو B أو AB نتيجة إرتفاع نسبة البروتين المسئول عن سرعة تجلط الدم
مقارنة بفصيلة دم O .
على العلماء في النهاية وضع دراسة واضحة تبين من خلالها بعض البيانات التي يمكن بها وضع إستراتيجية معينة للتعامل مع كورونا ومن هذه البيانات :
كم عدد حالات الإصابة لكل فصيلة على حدة ؟ و ماهي نسبة حالات الشفاء بين كل حالة ؟ ماهي الأعمار الأكثر إصابة في كل فصيلة ؟ وماهي الحالات التي تم فيها الشفاء أكثر ؟ وماهي نسبة الوفيات بين الأعمار المختلفة ؟
لنصل بكل هذه النتائج إلى قاعدة بيانات تمكن الجميع من التعامل بالشكل الصحيح مع فيروس كورونا ومن هم أولى أولا بلقاح كورونا قبل غيرهم حتى نعبر بأمان جميعا إلى طريق النجاة وينتهي شبح كورونا المخيف .