بنك مصر
بنك مصر
2b7dd046-8b2b-408c-8c9e-48604659ffe0
البنك الاهلى المصرى
منوعات

إنسـان علــي درجــة تعـيس بقلم محمود جنيدي

كتــب : محــمود جنــيدي

يحيا البشر بحثاً عن السعادة بكل شئ من حولهم .. السعي للنجاح هو بحث عن السعادة والسعي للزواج أيضا يُعد بحثاً عن السعادة .. ولكن السؤال الذي قد أصابني بالحيرة هو أن كثيرٌ من الناس أصبح يغلب عليهم الحزن فهل الانسان يبحث عن التعاسة أيضا أم لا ؟
ليس من الطبيعي أن يتمني الإنسان أن يكن تعيس ولكن ربما يجهل الإنسان أن مايفعله يجلب لحياته البؤس.. مثل من يتمتع ببخار الماء عند الإستحمام ولكن لا يعلم ان هذا الجو الدافئ الممتع يقتل الأوكسجين ويغزو رئتيه مما قد يتسبب بموته.
ومن هنا بحثت عن ما قد يفعله الانسان حتي يجلب لحياته الحزن الشديد .. وبعد بحث بين العديد الأسباب وجدت اكثر خمس عادات يقوم بها كثيرٌ من البشر دون وعي .

أولا: ربط السعادة بالمستقبل
من الرائع البحث والسعي من اجل ما نحب ونتمني ولكن ليس من الحكمه أن يعلق أحد سعادته علي ما يتمني حتي يحققه .. يقع كثير من الناس بخطأ فادح وهو أنه لا يريد ان يشعر بالسعاده حتي يحقق ما يتمني حتي تحولت الأمنيه لطوق نجاه اذ لم يتحقق قد يتسبب بموت صاحبه.

ثانيا : عدم التسامح
الخلافات والأحداث السيئة من طبيعة الحياة فلا تكن الحياة كلها مزدهرة وكذلك لا تكن كلها جافة .. ولكن يوجد كثير من الناس متوقفه علي حدث وخلاف ما حدث بالماضي تمر الحياة وتتقدم ولا يتقدمون لتمسكهم بالماضي والتفكير والحقد لمن كان سبب بجرحهم وحزنهم .. ولكن ما يجهله هذا النوع من الاشخاص ان عدم التسامح هو استهلاك جزء كبير من طاقة الإنسان وتحمله مالا طاقة له من التركيز علي ماضي حزين .. فيقول الله تعالى: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) المغفره والتسامح ليس ضعف وليست تنازل عن الحق ولكنها باب لراحة الانسان من ضغوط ما تسبب له الم كلما تذكره .. والتسامح صفة لا يمتلكها سوي الاقوياء.

ثالثا: عدم تحمل المسؤلية
برحلة الحياة يواجه الانسان العديد من الصعوبات والعقبات والتحديات .. ولكن كثير من الاشخاص يقوم بلوم الآخرين علي ما يحدث معه ويشكي بدلاً من البحث عن الحلول .. الشكوي واللوم تجعل الانسان لا يري غير أنه الطرف الاضعف ويريد من يقوم بدعمه.. هنا يتحول الشخص لشخصية اعتمادية ويحمل نفسه جزء كبير من الحزن نتيجة تركيزه علي سلبيات الحدث وليس البحث عن حلها.

رابعا : التشاؤم
نظرة الانسان للحياة تحدد نتيجة ما سوف يتعرض له فيوجد كثير من الاشخاص لا يتفائلون بأحداث الحياة ولا يرون شئ بخلاف السلبيات .. والتشاؤم والتعاسة تنجذب للإنسان بقانون الانجذاب .. وهو ما يفكر به الانسان يتحول ويصبح واقع بحياته وهذا تصديق لقُولُ اللَّه تَعالى: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعهُ إِذَا ذَكَرَني، فَإن ذَكرَني في نَفْسهِ، ذَكَرْتُهُ في نَفسي، وإنْ ذَكَرَني في ملإٍ، ذكَرتُهُ في ملإٍ خَيْرٍ منْهُمْ)

خامسا : إجهاد النفس
أصبح الآن بعصر السرعه وتغيرات الحياة السريعة غلبت الحياة المهنية علي حياة الانسان , ومع الوقت تحول كثير من الاشخاص الي آله تعمل لتنتج علي مدار الوقت وهذا بسبب الظروف المعيشية والتقلبات الحياتية , وهنا نشأ تقصير الانسان بحق نفسه , وإجهاد ذاته والابتعاد عن الإسترخاء والعطله , مما نتج عنه ضغوط تسببت بشعوره بالتعاسة .
وبالختام :
الحياة صراع وتقلبات منها الإيجابي وكذلك السلبي , ووعي الانسان هو الذي يشكل النتائج , فإدراك الانسان لطبيعة الامور , يحدد مـدي سعادته .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى