رفقًا بنا أيها الأبناء
رفقًا بنا أيها الأبناء
بقلم: حنان حامد
الأم.. كلمة تختصر كل معاني الحنان والتضحية. هي المدرسة الأولى، والسند الذي لا يهتز، والملجأ الآمن مهما تبدلت الأيام وتغيرت الأحوال. الأم التي لا تعرف الأنانية، ولا ترى في حياتها إلا سعادة أبنائها، ونجاحهم، وعلو شأنهم.
منذ اللحظة الأولى لولادة الطفل، تبدأ رحلة لا تنتهي من السهر والتعب والتضحية. كم من الليالي نامت على وجعها لتطمئن على راحة صغيرها، وكم من المرات أغمضت جفونها على جوعها لتُشبع أبناءها. كانت تخاف عليهم من الهواء الطائر، وتبذل الغالي والرخيص لتراهم في أرقى المراتب.
وكبر الأبناء بالفعل، وحققوا ما تمنته لهم الأم، فرفعت رأسها بهم، وفاخرت الدنيا بما أصبحوا عليه. لكن في المقابل.. ضعفت هي، وانحنى ظهرها، وباتت خطواتها بطيئة، واحتياجاتها أكبر مما كانت.
في أحد الأيام، خرجت أم مع ابنها لتنجز بعض الأوراق الخاصة بالبيت. كانت تمشي متكئة على ذراع ولدها، وفجأة لم تحملها قدماها فوقعت أمام أعين الناس.
ابنها أسرع إليها، مدّ يده ليسندها، لكن عينيه افترسهما الحرج، فقد خشي أن يراها الناس ضعيفة في حضنه.
وهنا كان الجرح الحقيقي للأم.. لم يكن ألم السقوط على الأرض، بل ألم أن ترى ولدها يخشى من صورتها أمام الآخرين، وكأنها صارت عبئًا أو مصدر خجل.
أيها الأبناء..
أما تذكرون أنكم حين كنتم صغارًا، كنتم تسقطون عشرات المرات؟ أما تذكرون من الذي كان يجري إليكم دون تردد؟ من كان يأخذكم في حضنه أمام الدنيا كلها غير مبالٍ بنظرات أحد؟ كانت الأم التي لم تعرف الخجل يومًا من ضعفكم، بل رأت فيه سببًا لمزيد من الحنان.
فلماذا حين سقطت هي، بدلًا من أن تحتضنوها وتخففوا عنها، تراجعتم بحرج من نظرات الناس؟ أي قسوة هذه التي بدلت القلوب؟ وأي زمن هذا الذي جعل الأمهات يخشين زعل أبنائهن من مجرد ضعف طبيعي؟
رفقًا بنا أيها الأبناء..
فنحن، الآباء والأمهات، مهما كبرنا وضعفنا، لا نحتاج منكم إلا القليل: كلمة طيبة، لمسة حنان، حضن صادق.
لا تجعلونا نخاف منكم، بعد أن أمضينا العمر كله نخاف عليكم.
اللهم اجعل أبناءنا قرة عين لنا، واملأ قلوبهم برًّا ورأفة ورحمة، ولا تجعلنا يومًا ثقلًا عليهم، بل اجعلنا زينة حياتهم كما كانوا زينة أعمارنا.
نقدم لكم من خلال موقع (الرأى العام المصرى )، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
لمتابعة صفحة الرأى العام المصرى على فيس بوك اضغط هنا
لمتابعة صفحة الرأى العام المصرى نيوز على فيس بوك اضغط هنا
لمتابعة صفحة قناة نيو دريم على فيس بوك اضغط هنا
لمتابعة الرأى العام المصرى على الانستجرام اضغط هنا
لمتابعة الرأى العام المصرى على الواتساب اضغط هنا
لمتابعة الرأى العام المصرى على التليجرام اضغط هنا
