سبحانَ مَنْ زانَ السَّما بنجومِها….والأرضَ زانَ بزمرةِ العلماءِ
أولاءِ إنْ فسدَ الورى بربوعِها….أمسَوا صلاحَ الكونِ والأنحاءِ
لمْ يُلههِمْ بيعٌ وربحُ تجارَةٍ…..عنْ ذِكْرِهِ وفرائضٍ ودعاءِ
وقلُوبُهُم من خوفِ مولاهم بها….وجلٌ وتقوى في الضُّحى ومساءِ
والخوفُ يملأُ قلْبَ كلِّ موحِّدٍ…..مِنْ ربِّهِ ذي البطْشِ والآلاءِ
أكْرمْ بقلبٍ خائفٍ وكأنَّهُ……يرى ربَّهُ كظواهرِ الأشياءِ
ويكادُ يمْلأهُ الرجا متفائلاً……بالقربِ من ربٍّ عظيمِ علاءِ
فيصيرُ بينَ الحالتينِ مخافةٍ……ورجائِهُ لمليكِهِ وعطاءِ
فالخوفُ حاجبهُ عن اللذاتِ في…..سخطِ الإلهِ وغضبةٍ بسماءِ
ورجاؤُهُ حادٍ لفعلِ نوافلِ الـ.. ..طاعاتِ في رغبٍ وكلِّ فناءِ
من دونِ أيِّ سآمةٍ وتكاسلٍ……وتباطؤٍ وترددٍ ودهاءِ
لكنَّهُم مُستحْضِرونَ معيَّةًً…..أمسَوا بها في قمَّةِ استحياءِ
ميزانُهُم سخطٌ ومرضاةٌ لمن….لهُ عزمُهُم في مجمعٍ وخلاءِ
أكرمْ بأؤلاءِ الهداةِ ودربِهِم…..أكرمْ بِهم في مجمعِ الأحياءِ
فهم الشموسُ أدلةٌ لعبادِهِ……وهم البدورُ بظلمةٍ ظلماءِ
واللهُ فضّلَهُم بآيِ كتابِهِ….عن خلْقِهِ في آيةِ العلماءِ
وكأنَّ خشيةَ ربِّنا مقصورةٌ……في خلقِهِ على زمرةِ العلماءِ
وأحلَّ ربُّكَ صيدَ كلِّ مُعَلَّمٍ…..من ذي نباحٍ ميزةً لأؤلاءِ
حتى البهائمَ بالعُلومِ تفاوتتْ……في صدر(مائدةٍ)أتتْ بجلاءِ
واقرأ لقولِ اللهِ في تنزيلِهِ……(هلْ يستوي)في آيةٍ حسناءِ
واقرأ أوائلَ سورةِ العلقِ التي…..هي مُبتدا التنزيلِ جوفَ حراءِ
واللهُ أقسَمَ بالكتابِ وبالقلمْ….وما خطَّهُ يازمرةَ العقلاءِ
لم يكتملْ وصفُ العلومِ لأهلها…..إلَّا بخشيتهِم وطولِ بكاءِ
حدُّ البصيرِ أخا العلومِ هو الذي….يخشى الإلهَ مدواماً برجاءِ