دور الأزهر فى إبراز حقوق المرأة وتنميةالأسرة المصرية
دور الأزهر فى إبراز حقوق المرأة وتنميةالأسرة المصرية
بقلم الدكتورة:أيمان محمد الشماع
عميدة كلية الدراسات الاسلامية والعربية بالإسكندرية السابق
حقيقه يجمعنا اليوم فى هذه الندوة حديث شيق وشائك فى الوقت ذاته فهى المرأة فحسب نعمة الله فى الأرض هى الأم والزوجه والأخت والأبنه هى مظهر الجمال وطيب النفوس وإن كانت المقوله الشهيرة أن ( المرأة نصف المجتمع) مقولة صحيحة ولكنى أزد فأقول بل هى المجتمع بأسره ليس فقط لكونها سبباً فى وجود البشرية ولكنها سبباً فى نهضه أو سقوط مجتمع بأسره ولذلك اوصى بها ديننا الحنيف ونصرها فى كل المجالات ولما كان الأزهر مؤسسة ترمز لتعاليم الدين الأسلامى الوسطى السوى الصحيح ولما كان يمثل ويجسد مضمون رساله النبى محمد (صلى) فما لى الأن إلا أن أبرز دور هذه المؤسسة الأزهرية العريقة فى الحفاظ على مكانه المرأه وبيان دور الأزهر فى مسانده ومعاونه المجلس القومى للمرأه فى تحقيق هذا الهدف .
وكما نعلم أن هذا المجلس القومى من مهامه الأساسية إبراز حقوق المرأه وطرح مقترحات سياسيه ومجتمعيه للنهوض بها وتمكينها من اداء دورها الاجتماعى والاقتصادى والسياسى خاصة فى هذا العصر عصر رئيسنا / عبدالفتاح السيسى فقد اصدر قانوناً بسنه 2018 لتنظيم المجلس القومى للمرأه يمنح المرأة صلاحيات واسعه للمجلس لتحقيق أهدافه لتنميه المرأة وحمايتها وترسيخ قيم المساواة وتكافؤ الفرص وعدم التميز فنجد لعلماء الأزهر دور بارز فعال فى هذه النهضة فينتهجون فى لك منهج ديننا الإسلامى الحنيف الذى كرم المرأة منذ قرون عاتية مضت
فأكد على أن المرأه قسيم الرجل ونصيفة وزوجه وشريكه وقد عبر القرآن الكريم فى جميع أياته عن المرأة بالزوج ولم يذكرها بلفظ الزوجه مرة واحدة للتكافؤ حتى فى اللفظ يقول سبحانة (والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً )
وأمامنا الأكبر فضيله شيخ الأزهر الجليل أ.د أحمد الطيب
قد حسم الجدل حول العديد من القضايا الفقهيه المعاصرة التى تخص مكانه المرأة والحفاظ على حقوقها ومن أبرز هذه القضايا وأحدثها تأكيده على ضرورة إحياء فتوى (حق الكد والسعايه )
وقد دعا شيخ الأزهر من خلال برنامجه الرمضانى (الأمام الطيب) إلى ضرورة إحياء هذه الفتوى وفى عام تال ٍ لهذا التصريح كرر الأزهر الشريف دعوته هذه من خلال مؤتمر التجديد الذى عقد فى يناير 2020 وذلك لحفظ حقوق المرأه العامله التى بذلت جهداً فى تنمية ثروة زوجها فيكون لها جزءاً من مال الزوج حال وفاته بجانب نصيبها الشرعى وقبل توزيع تركته وقبل إخراج أى مصروفات أخرى كديون وخلافه وهذه الفتوى يرجع فى أصلها إلى أدله الشريعه لإستقلاليه ذمة المرأه الماليه ففى من سوره النساء ” للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن ”
بالإضافه إلى أن الخليفه عمر بن الخطاب – رضى الله عنه -قضى بحق زوجه من مال زوجها الذى نمياه معاً قبل تقسيم تركته وسار من بعده العلماء والفقهاء على هذا النهج وقد وجه المجلس القومى للمرأة الشكر الرسمى لفضيله الأمام الأكبر على هذه الفتوى التى بها إنصافاً لحقوق المرأة وحفظ مكانتها
أيضاً من أهم القضايا التى حسم الجدل فيها إمامنا الجليل جواز تولى المرأة الوظائف العليا والقضاء والإفتاء فبين فضيلته أنه من مكاسب المرأة أتفاق علماء المؤتمر الأزهر العامى للتجديد فى الفكر الأسلامى على أنه يجوز لها شرعاً ان تتقلد الوظائف التى تناسبها كافه بما فيها وظائف الدوله العليا ووظائف القضاء والإفتاء مادامت مؤهله لذلك واستدل على ذلك بقوله تعالى “والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر “فالأيه الكريمه لم تفرق بين النساء والرجال فى هاتين الشعيرتين المهمتين كما أن الكثير من الايات القرآنيه والأحاديث النبويه تخاطب الذكر والأنثى بلفظ (المؤمنين ) وبلفظ (الناس) وبلفظ ( الذين أمنوا) فالأنثى تدخل فى لفظ التذكير للعموم كما حققه العلماء
فكل تكليف للذكر هو تكليف للأنثى وأنه لا يجوز شرعاً وضع العقبات أو التعقيدات الإداريه ممن يستكبرون أن تجلس المرأة إلى جوارهم ويحولون بينها وبين حقها المقرر لها شرعاً ودستوراً وقانوناً وأكد فضيلتة على أن كل محاوله من هذا القبيل هى إثم كبير يتحمل صاحبه عواقبه يوم القيامة
كما أن الأزهر دور فعال فى قضايا فقهيه أخرى كثيره تعلقت بحقوق ومكانه المرأة ومنها ( الطلاق التعسفى بغير سبب أو كما أطلق عليه فوضى الطلاق ) فهو حرام وجريمة اخلاقيه يؤاخذ عليها مرتكبها يوم القيامه وذكر شيخنا فى الحلقه (25) من برنامج (الإمام الطيب ) أن الأزهر حسم الجدل فى تلك القضايا الخلافيه سواء كان ذلك برغبة الزوج أو الزوجه وذلك للضرر الذى يلحق اسرة كل منها وبخاصة الأطفال
وأيضاً من الفتاوى التى حسمها الأزهر أنه (لا وجود فى الأسلام لما يسمى ببيت الطاعه ) وأكد الإمام على إلغاء ما يعرف ببيت الطاعة إلغاء قانونياً قاطعاً لا لبس فيه ولا غموض لما فيه من إهانه للزوجه وإيذاء نفس لا يحتمل ومعامله غير أدميه لها كإنسان يجب أن تحترم مشاعره وأحسايسه
وأيضاً ضمن القضايا التى حسمها أمامنا الجليل قضية جواز سفر المرأة بدون محرم وأوضح فضيلته أنه فى ظل تغير نظام الأسفار فى عصرنا الحديث وتبدل المخاطر بالرفقه والوسيله الأمنه ولم يعد السفر يستغرق ليالى وأياماً فلا تتعرض لما تكره فإنه يجوز للمرأة السفر بدون محرم مادام سفرها آمناً
وأيضاً لقضيه خروج المرأة من المنزل هل هو بإذن زوجها أم يجوز لها الخروج فكان إمامنا وسطياً كما عهدناه وصرح بأن للزوجه أن تخرج من البيت فى الأحول التى يباح فيها الخروج شرعاً أو عرفاً كما أنه تطرق إلى العادات المؤسفة التى تلجأ إليها بعض الأسر مثل ( تعنت ولى أمر البنت وحرمانها رغبتها فى الزواج بشاب مناسب ، انتظاراً لشاب ثرى أو شئ من هذا القبيل وجعل ذلك كله غير مباحاً ولا مشروعاً فحق الفتاة فى الإختيار مكفول لها شريطه التكافؤ
كما أكد شيخ الأزهر على أنه لابد وأن يسود بالأسرة روح التعاون وهو الود والمحبة ومساندة الزوج زوجته حتى لو فى الأمور البسيطه كمساعدة الزوج لزوجته فى الأعمال المنزليه فهو أمر حسن مستحب كان يفعل الرسول (صلى) مع أهل بيته فكان يخيط ثوبه ويخصف نعله يحلب شاته ويخدم نفسه وهو بهذا يضرب مثلاً للتيسير على أهل البيت
وكما كان للأزهر هذا الدور الكبير فى مساندة المجلس القومى للمرأة لتمكينها من حقوقها فكان له أيضاً دور كبير فى مساندة المجلس القومى للتصدى للعنف الأسرى لخطره على المجتمع ، ودور كبير أيضاً فى مساندةالمجلس لمحاربه العادات السلبية والمفاهيم الخاطئه للشباب
وحينها أنشأ الأزهر (المركز العالمى للفتوى الاكترونية ) تعاون مع المجلس القومى للمرأة فى إصدار القوافل الدعويه من وعاظ الأزهر لتنفيذ برنامجها (العنف الأسرى وخطره على المجتمع ) وجدير بالذكر أن هؤلاء الوعاظ مختارون بعناية فهم حاصلون على دورات فى التنميه البشرية والإرشاد الأسرى والصحة النفسية والبرمجة العصبية والإعلام ليكونوا مؤهلين لاختراق تجمعات الشباب وهذه القوافل توغلت فى جميع محافظات وقرى مصر وصححت مفاهيم عدة تدور بأذهان الشباب كالألحاد والفتاوى الشاذة والعمل والتعامل مع البنوك والمخدرات والتحرش الجنسى والأنتحار
كما أطلق شيخ الأزهر مبادرة (الأزهر يجمعنا )
والتى تتضمن عدة مبادرات أخرى تحت مسميات مختلفة منها
( الأزهر لنبذ العنف والتطرف ) ومواجهه الظواهر السلبية ودعم الأخلاق الحميدة ) وذلك للوصول إلى 4000 مركز شباب لأنحاء الجمهورية للتواصل مع الشباب بالتعاون مع وزارة الشباب ووعاظ الأزهر وكثير غيرها من المراكز (كالمرصد بمبنى البحوث الأسلاميه ) والذى أنشأ بلغات مختلفه لمواجهه دعاوى التطرف وأنشأ الأمانه العامه لدور هيئات الإفتاء فى العالم والتى اتخذت دار الإفتاء المصريه مقراً لها
وقد حرص الأزهر جامعا وجامعة علي تنظيم مؤتمر علمي سنوي لمناقشه كل ما يستجد من قضايا إسلاميه ومحاربة الظواهر السلبيه ومن أحدث مؤتمرات الجامعة في ذلك مؤتمر بعنوان (تغير المناخ.. التحديات والمواجهة)
كما أن الأزهر استضاف مؤخرا إجتماع المجلس الأستشاري الإسلامي للتوعية بضرورة لقاحات شلل الأطفال خاصة في بعض الدول النامية التي تعاني من انتشار الفتاوي التي تحرم هذه اللقاحات.
كما كان لفضيلة الأمام مشاركات عالمية عديده للتوعية بحقوق الإنسان والبيئه ومنها قمه قادة الأديان لمناقشة تغير المناخ خلال العام الحالي بالفاتيكان؛ وقمة قادة الأديان للحفاظ علي كرامه الطفل في العالم الرقمي وقمة قادة الأديان من أجل التعليم وغير ذلك من المشاركات العالميه التي تؤكد عزم الأزهر علي التصدي لكل الظواهر السلبيه.
بيت العائله المصرية ودوره في مساندة المجلس القومي للمرأه والتعاون معه
قبل ان نتطرق إلي دور بيت العائله في مساندة المجلس القومي نعطي نبذة في كلمات مختصرة عن بيت العائله، ففكرة بيت العائله المصرية جاء نتاج مقترح من شيخ الأزهر أ د / أحمد الطيب في عام ٢٠١١
حين زار قداسة البابا شنوده الثالث كي يؤدي العزاء في شهداء كنيسة القديسين وعرض الفكرة علي قداسة البابا فرحب بها و بالفعل صدر قرار رئيس مجلس الوزراء بتأسيس بيت العائله المصرية عام٢٠١١وهو يجمع بين ممثلي الطوائف المسيحية وعلماء الأزهر المتخصصين وأهم أهدافه هو حفظ القيم ونشر السلام و تأكيد المواطنه و العمل معا والحفاظ علي نسيج وطنى واحد وهوية الشخصية المصرية وقضاياها المتعددة وملف مناهضة العنف ضد المرأه مازال يحظى بدعم واهتمام كثير من القيادات الدينيه المصرية (مسجد وكنيسة) ومنها (وثيقه الأزهر لحقوق المرأه) التي أقرها هيئه كبار العلماء و دعم الكنيسة القبطيه الأرثوذكسية لجهود المجلس القومي وعلي سبيل المثال في حملات طرق الأبواب التي يطلقها المجلس بجميع المحافظات والتى نجحت فى طرق 35 مليون باب نجدها فى الراهبات موجودات مع الواعظات في مائده افطار رمضان والواعظات موجودات في دير وادي النطرون وقت الإفطار مما يدل علي المحبه والوحدة الوطنية.
ومن أهم أدوار بيت العائله المصرية في المجتمع المؤتمر الذي عقد في نوفمبير الماضي يوم ٢٠٢١/١١/٨ بحضور شيخ الأزهر والبابا تواضروس الثاني بمناسبة مرور ١٠اعوام علي تأسيس بيت العائله المصري. وكان من أهم محاور هذا المؤتمر (مواجهة العنف ضد المرأه )وفي مواجهة الفساد وقد شاركت في هذا المؤتمر (رئيسة المجلس القومي للمرأه) وأشادت بالشراكة المثمرة بين المجلس القومي للمرأه،وبيت العائله المصرية الذي أطلق العديد من المبادرات للنهوض بالمرأه في كافة المحافظات.
و ختاما فإن المرأة كانت و ستظل محل عناية الدين الاسلامي و اهتمام الأزهر الشريف مساندة مع المجلس القومى للمرأة.
فتحياتي للقائمين عليه كما أكرر التحية لكل من له يد بيضاء على هذه الندوة المثمرة.
إقرأ أيضا :
- نماذج قصصية رائدة للكاتب يوسف إدريس بثقافة الدقهلية
- محافظ القليوبية يتفقد طريق خط 12 و أعمال تطوير كوبري عرابي وأعمال النظافة بشوارع مدينة شبرا الخيمة
- رؤيه جديده تليق بالجمهورية الجديدة.. ضخ دماء شابة بحزب حماة الوطن بالإسكندرية
- محافظ المنوفية ورئيس شركة المياه يضعان حجر أساس إنشاء المبني الإداري الجديد للشركة
- محافظ الشرقية يُتابع أداء ملف تقنين أراضي أملاك الدولة
ونقدم لكم من خلال موقع (الراي العام المصري)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، كأس مصر , دوري القسم الثاني , دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.