الإرادة سر النجاح

بقلم/عبد الله الغنام

أن العظماء الذين أثروا البشرية بمنجزاتهم و مخترعاتهم لم يحققوا ذلك بسبب ما لديهم من قدرات خارقة بل ان العامل الرئيسي لنجاحهم و تحقيق أهدافهم هو ما يتمتعون به من إرادة قوية و عزيمة حديدية و إيمان عميق بذاتهم يدفعهم كل ذلك لسعي دؤوب لا يعرف الكلل و ، إصرار لا يعرف الإحباط مهما كانت العقبات . فكما مر علينا ان حياتهم لم تكن مفروشة بالورود . فالرغبة والعزيمة على تخطي الصعاب وتجاوز المحبطات والمثبطات إنما هي سمة العظماء و الناجحين عموماً . وعليه اذا أردنا النجاح لا بد من التمسك برغباتنا وطموحاتنا حتى تكلل بالتطبيق العملي في أرض الواقع ولو بعد حين، فما من شيء في هذه الدنيا يكون لنا بين الكاف والنون، انما علينا العمل للوصول للغاية النبيلة التي نرنوا إليها، وكلما سمت غايتك عليك مضاعفة العمل وتقوية العزيمة والإرادة أكثر فأكثر . فالنجاح ما هو إلا إرادة توجهها الأهداف الواضحة .
إن الإرادة القوية تعني الاستعلاء على كل مظاهر الإغراء والمتع اللحظية؛ بغية الوصول إلى الهدف المرسوم..
الإرادة القوية تعني التحلِّيَ بالصبر على معوِّقات العمل التي تقابلنا في الطريق، وإيجاد الحلول المناسبة لها حتى نحقِّق مرادنا ونصل إلى أهدافنا..
ولأن الإرادة القوية تعني الاتصاف بالقدرة على تحمل الأذى، وتجاوز الأزمات حتى يتحقق المأمول ونصل إلى الهدف المنشود..
ولأن الإرادة القوية تعني التصديَ لكل عوامل الضعف وبثّ اليأس والإحباط في قلوب أصحابها؛ وهو ما يميز الناجحين ..
إن الإرادة هي تلك النقطة الصغيرة التي تمكث في عقلك الباطن وتحركك تجاه ما تريد وتعطيك الدافع والحافز في اتجاه هدفك و تمكنك من تذليل الصعاب و تحدي المعوقات لإكمال طريقك و إنجاز مبتغاك مهما صعب المشوار.
قال الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله ” لو أن رجلاً وقف أمام جبل وعزم على إزالته، لأزاله .
تأمل أخي القارئ هذا القول الحكيم لهذا الإمام الجليل الذي سبق عصره بمئات السنين فقد أختصر بهذا القول ما أورده كثير من رواد فن الإدارة و الإنجاز و كتب تطوير الذات بهذا العصر . فاجعل من هذا القول العظيم دافع إلى مزيد من العزيمة، و قوة الإرادة و الثقة بالنفس، و القوة النفسية، لتحقيق أهدافك . و أعلم أنك قد تواجه سيلاً عارماً من التثبيط و من التشكيك، و من التنقيص،لذلك عليك أن تكون على على قدر طموحاتك ورغباتك، وأن تعمل على تقوية إرادتك لتصبح عصية على على الانكسار .
و مع عود طلابنا إلى مدارسهم و جامعاتهم و معهم أساتذتهم و القائمون على العملية التعليمة . بعد التمتع بإجازة قصيرة حصل فيها الجميع على قسط من الراحة . و كما تحتاج النفس البشرية للراحة تحتاج للعمل و النجاح أكثر فبالنجاح نححق الذات و نصل للهدف المنشود . و لتكن لدينا الإرادة القوية و العزيمة التي لا تلين على تحقيق أهدافنا و إثبات الوجود بالعزيمة و الإصرار .
فمن تكن العليا همة نفسه
فكل ما يلقاه فيها محبب.