الابتزاز العاطفي
كتب / محمود جنيدي
تطور العالم وتغيرت أحداثه وظل الإنسان كما هو له مشاعر تتحكم به وعقل يحاول جاهداً تولي الأمور ؛ قديما كان يهدد حياة الإنسان خطر الحروب والأوبئة والحيوانات المفترسة ولكن قد تحول الخطر في العصر الحديث الآن إلي البشر بعضهم علي بعض وتحول الوباء الحقيقي بأشخاص سامة تحتل حياة الكثير ولا يدركون بذلك حتي ينتهي بهم المطاف إلي الهلاك .
دعني اسألك :
هل بيوم حين إنتهت علاقتك بشخص ما شعرت أنك كنت اسير وتم تحريرك ؟؟
وهنا ياتي سؤال قد يشغل تفكيرك , وكيف نعلم ونفرق بين الأخيار والأشخاص السامة فالجميع متشابه نختلف ونتفق ؟
دعني أخبرك بأن الإبتزاز العاطفي جريمة بحق الآخرين لها آثار تدل دائما علي الجاني وتتمثل بتصرفات عديدة تظهر حين يحدث خلاف بينك وبين أحد ما وحين تعاتبه علي خطأ قام به لا يعترف بخطأه ولكن يقوم بتذكيرك بجميع الأخطاء التي قمت بها سابقا حتي ينلقب من جاني لمجني عليه وتكن النتيجة انك تصبح المخطأ , ولن يكتفي بذلك بل يحاول ان يجعلك تشعر بالذنب اتجاهه وأنك مخطئ بحقه بشدة وينتهي بك المطاف بلعنة الشعور بالذنب , وبيوم اذا انغرست بمشغوليات الحياة وأهملته قليلا لا يقوم بتقديم العزر لك وانك بشدة انشغالك , بل ينقلب عليك كما ينقلب كوب القهوة من علي الطاولة ويتجاهل اتصالاتك وحديثه معك وحين تسأله عن سبب تصرفاته يقول لك أنك مقصر بحقه وأنه يشعر بعدم الإهتمام منك وهذا ليس تصرف صحيح , وبوقت ما قد يتسبب هذا الشخص بجرحك بكلماته وحين تشعر بالانزعاج يخبرك انه كان يصدر فكاهة لا يقصد شئ ويتهمك بأنك أصبحت شديد الحساسية …
الان اخبرني هل تعلم أحد يشبه هذه الأسطر ؟؟
الآن لك مفتاح سجن هذه الشخصيات
اولا : حدد احتياجاتك
ما الأسلوب الذي لا تطيق التعامل به وما الطريقه الأمثل لك , إعلم انه من حقك ذلك فلا احد يستطيع ان يتعامل معك وكأنك ملك له تتقبل كل ما يريده دون ان تتحدث
ثانيا : ثق بالاحتياجات الخاصة بك
تحدث مع كل شخص تشعر اتجاهه انه يتسبب لك بالضغط والابتزاز النفسي واخبره بثقة عن احتياجك
ثالثا: تعلم تقول لا
من حقك أن ترفض ما لا تريد وتقبل ما تريد لا أحد يستطيع ان يجبرك علي شئ انت لا تريده
رابعا : تعلم متي تبتعد
إن تكرر وتوالت نفس التصرفات التي تُحزنكَ من الذين قمت بتحذيرهم , فإعلم أنك لا تستطيع تغير الآخرين كل انسان له الحريه ان يبقي كما هو وليس من حقك أن تغير أحداً , ولكن من حقك أن تقرر الابتعاد عن من تريد
وبالنهاية : إعلم أن نفسك لها قيمة أكبر من تركها ضحية تصرف الآخرين
