ماذا فعلنا ، لتتحول ضمائرنا إلى أشلاء أخلاق ؟
و ما ارتكبنا في حق أنفسنا كي نغرق في المهالك ؟
أين نحن الآن من قوم عاد و لوط أو حتى ثمود ؟؟
ففي ظل ما تشهده البلاد من جائحة كورونا الكبرى ، التى طالما شعرنا أنها ستوقظ العالم من غفوته و ستكون سببًا في إعادة هيكلة التربية بداخلنا : من محو السودوية بداخل القلوب ، و جلو الدناءة من العقول .
لكن ما يحدث الآن كان عكس ما توقعناه و خيب ظنوننا لتكن أمور تخر لها الشياطين صرعى من هول ما تراه ، فلقد انتشر بشكل رهيب في مجتمعاتنا إضطرابات الهوية الجنسية لدى الشباب ؛ و بخاصة عند الرجال فنجد الرجال يتشبهوا بالنساء من لبسهن و زينتهن وطريقتهن في الحديث و غيرها …………و العكس صحيح .
و نسوا ما قد قاله رسولنا الكريم عن ذلك ” لعن الله المخنثين من الرجال و المترجلات من النساء ، ” رواه البخاري ، و اللعنة بمعنى الطرد من رحمة الله ، و رحمة المولى عز وجل هي التي تنقذنا دائمًا مما نهابه فهي الحبل المنجد الوحيد الذي لا يقطع إذا تمسك العبد به .
و في تايلاند و بانكوك يتبعون فلسفة بوذا ، فتجرى مئات عمليات التحول الجنسي يوميًا ، من زراعة أعضاء بلاستيكية و نفخ و حذف بعضها ، فملايين الدولارات تنفق من أجل الخروج عن الفطرة التي خلقوا بها ، فبذلك يتبعون أهواء الأبالسة كما جاء بالقرآن الكريم ” لأمرنهم فليغيرن خلق الله ”
و من الخطير أن العديد من الدول الغربية تتسارع في إجراء هذه العمليات بهدف الربح و الإستثمار ، و العديد من الشباب العرب و لاسيما اللبنانين يخضعوا لعمليات التحول الجنسي بهدف الإتجار بأجسادهم .
و زيادة عن ذلك الشذوذ الجنسي أو ما يسمى بـــ(المثلية الجنسية) ، و قد قال فيها رسولنا الكريم من قبل ” يأتي على أمتي زمن يكتفي فيه الرجال بالرجال ، و النساء بالنساء ، إذا رأيتهم اعلم أن الساعة قد إقتربت ” .
و لقد بدأ الإفصاح بالشذوذ الجنسي منذ عام 2018 من قبل فتاتين إسكندريتين يدعيان (م .خ) و (ن .م) ، و لقد ازداد الأمر سوءً بعد إنتحار الملحدة سارة حجازي التي كرست حياتها في إنتقاد الدين ، و دعوة العالم بتقبل ما هو مرفوض شرعًا شئ تشمئز له الأجساد ، و لقد حذرنا رسولنا من قبل عن الجهر بالسوء فقد قال ” كل أمتي معافى إلى المجاهرون ” ، أي أن رحمة الله ستلحقنا دائمًا عدا الذين يفصحون بأخطائهم أمام العالم دون إستحياء و خجل .
و من المضحك أن رئيس دولة زيمبابوي أمر بحبس المثلين و إطلاق سراحهم عندما ينجبون طفلًا ، مما دفعني الفضول حينها للتفكير كيف لشخص ان يجعل نزواته تسيطر عليه و التفريط في نعمة الأبوة أو الأمومة ، التي قال الله عنها بأنها من زينة الحياة الدنيا الثانية بعد المال ، كيف لشخص يمتلك عقل يطالب بجريمة تدعو لإنقراض البشر ؟
و من الأفعال التي أرى أنها غير مدروسة حول تلك القضايا هي التشهير بها على مواقع التواصل الإجتماعي ، فهي تساعد بشتى الطرق في إنتشار تلك الظواهر الغير سوية ، و تدفع الكثير من ضعاف الإيمان للإنضمام لصفوف الملحدين .
غير أنها تجعل صوت هؤلاء الأشخاص يعلو ، فـلابد لنا بأن نسير على القاعدة الإسلامية التي تقول ” درء المفاسد مقدم على جلب المنافع ” و ” أميتوا الباطل بالسكوت عنه و لا تثرثروا ” و ذلك لنخمد من صوتهم و نبطل من بطشهم و نضعفهم حتى لا يكون لهم بيننا مكان و لا وجود .
أما عن المحاسبة القانونية فلابد لكل دولة بأن تستفيق من غفوتها و أطالب بإجراء تعديلات سريعة في القانون المدني يعاقب كل من تسول له نفسه بإرتكاب تلك الفواحش لاسيما التي وقع بها من قبل قوم لوط اللذين خسف الله بهم الأرض .
و من الجدير بأن مثيل تلك القضايا يهدد أمن الدول القومي و الإضرابات الأمنية ، فالعديد من الرجال يجروا عمليات التحول الجنسي لأغراض طاغية و نشر الفساد بالدولة التي يتوجه لها ، و إيقاع العديد من الرجال فريسة في شباكهم .
و على كل أسرة مراقبة دائمة لأولادهم و لا يتركوا للشر ثقبًا ليتخلل بينهم ، فقد قال الحبيب محمد صلي الله عليه و سلم ” كلكم راع و كل راع مسؤل عن رعيته ، الرجل راع في أهله و مسؤل عنهم يوم القيامة ” فنحن على الحافة إما نجونا أو هلكنا ، فقال عز و جل “قوا أنفسكم و أهليكم نارا وقودها الناس و الحجارة أعدت للكافرين ”
و لا ننسى بالآخير اننا ما جئنا إلى لنعبد الله ، فقد قال الله تعالى”و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون ” و أنها مهما طالت الرحلة سنكون بالتراب فالقبر اثنان لا ثالث لهم : إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار .