التسامح وأثره على الفرد والمجتمع ..
بقلم د. شريف البنداري
يعتبر التسامح من جملة الأخلاق الفضيلة الحميدة التي تُضفي على صاحبها الكثير من الهيبة ، فالشخص المتسامح يكون محبوباً من جميع الناس لأنه يتجاوز عن الأخطاء والزلات ولا يحمل في قلبه أية بغضاء أو ضغينة أو حقد، وإنما يتعامل مع أخطاء غيره بمبدأ حسن الظن والطيبة الكبيرة، فالشخص المتسامح يعتبر من الأشخاص الأقوياء الذين عرفوا كيف يملكون قلوب غيرهم بالحب وغفران الزلات، ولهذا يترك التسامح أثراً طيباً على الفرد والمجتمع في الوقت نفسه. يستطيع الشخص المتسامح أن يدخل إلى قلوب الناس دون أن يكلفه هذا أي عبء سوى أن يكون متجاوزاً عن المواقف والزلات، بعكس الشخص الذي يحقد ويكتم كل أسباب الكره في قلبه ويراكم المواقف فوق بعضها البعض، فالشخص المتسامح يعطي للشخص الذي يتعامل معه شعوراً كبيراً بالارتياح ويُشعره بأن كل شيء سيكون أفضل عندما يتعامل الشخص مع الآخرين بروح المتسامح. من الآثار الطيبة التي يتركها التسامح في المجتمع أنه يؤلف بين القلوب ويرفع من قدر صاحبه كما أنه يقلل من وقوع المشكلات والفتن بين أفراد المجتمع، ويمنع حدوث قطيعة بين الناس، لأنه مبني على أساس ثابت وهو قلب صفحة المشكلة والخطأ والبدء بصفحة جديدة خالية من العتاب والضغينة، فثمار هذا الخلق الطيب كثيرة جداً ولا يمكن حصرها، خصوصاً أن التسامح يجعل من صاحبه محط إعجاب من أفراد المجتمع لقدرته الكبيرة على العفو. التسامح زهرة في بستان الأخلاق الفاضلة، وهي زهرة عطرة الرائحة وزكية وتبهج القلب والنفس والروح، ولا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن يكون للتسامح أية آثار سلبية، بل على العكس تماماً، إذ أنه يُشجع الفرد على أن يتصف بأخلاقٍ أخرى مرتبطة بهذا الخلق الرفيع، فمنظومة الأخلاق الحميدة ترتبط كلها معاً بخيطٍ رفيع وشديد، فمن يكن متسامحاً يتصف بالتواضع والصدق وطيبة القلب، وغير ذلك من الأخلاق الحميدة. من الآثار الطيبة التي يتركها التسامح في نفس الفرد أنه يجعل منه قدوةً حسنةً للآخرين، وهذا يُساهم في أن يسود التسامح المجتمع وأن يصبح جميع أفراد المجتمع متسامحين متحابين ومتوادين فيما بينهم، ، فالشخص المتسامح يعفو عن غيره وينال الأجر والثواب من الله تعالى.