بنك مصر
بنك مصر
2b7dd046-8b2b-408c-8c9e-48604659ffe0
البنك الاهلى المصرى
منوعات

التعرف على أمين الأمة وفاتح لديار الشامية

كتبت/ زهو عبدالحميد

سوف نتحدث اليوم عن صحابي جليل كان ذا شأن بين الصحابة، وفارساً وبطلاً مغوارا وقائد من أشهر القواد في الحروب، وكتب لهُ خلود الذكر بيننا، وهو الصحابي ” أبو عبيدة بن الجراح ”.

نسبه:

هو عامر بن عبدالله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك. (قُتل أبوهُ كافراً يوم بدر)

أمه:
أميمة بنت غنم بن جابر بن عبد العزي بن عامرة. (أسلمت).

ولد :
40 قبل الهجرة.
584 ميلاداً.

صفاتهُ:

كان عبيدة بن الجراح طويلاً، نحيفاً، خفيف اللحية، معروق الوجه، أثرم الثنيتين أي ” ساقطهما ” بسبب إنتزاع سهمين من جبهة النبي (ص) يوم أُحد، وكان ذا خلوق متين، وإيمان قوي، متواضعاً، زاهد في الدنيا.

إسلامهُ :

كان أبو عبيدة من السابقين الأولين إلي الإسلام، بعد أن أخبر أن محمد _صلي الله عليه وسلم _ يدعو إلي الإسلام دعاهُ أبو بكر لدخولهُ فيه فأسرع إلي تقبل الدعوة الإسلامية، وهذا قبل أن يدخل النبي (ص) دار الأرقم.

_هاجر إلي الحبشة ثم إلي المدينة وشاهد مع النبي (ص) المشاهد كلها.
(قال الذهبي: إن كان هاجر إلي الحبشة فإنه لم يُطلْ بها اللبث).

مواقف أبو عبيدة في الغزوات ::”

غزوة بدر :

ضحى أبو عبيدة بأعز الأعزاء، مُغالباً الحنان وعاطفة المودة، فقتل ‘ابيه’.
لذلك نزلت هذه الآية
(لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ…).

_يقول : فليسوف ألمانيا ” جوته” لا عظيم إلا ما يدوم، وعظمة “بدر” هي عظمة الإسلام الذي ساد ودام وسيبقى يؤدي رسالته التي انتصرت، يوم بدر حتي على الحنان المنبثق من القلوب الأبناء على الآباء.

غروة أحد :

خاض معركة قاسية مع الكفار، ووجد أن الكفار أصابو رسول الله (ص) وأسالو دمه، أعمل سيفهُ فيمن حولهُ من الكفار حتى فروا من أمامه، وأسرع يطيرُ طيراناً نحو النبي _صلي الله عليه وسلم.

_أبو بكر يقول:
لما كان يوم أحد ورمى رسول الله (ص) حتي دخلت في وجنتهِ حلقتان من المغفر، أقبلتُ أسعى إلي الرسول (ص) وإنسان قد أقبل من قبل المشرق، يطير طيرانا.
فقلتُ :اللهم اجعلهُ طاعة حتي إذا توافينا إلى رسول الله إذا هو أبو عبيدة بن الجراح قد سبقني.
فقال: أسألك بالله يا أبا بكر أن تتركني أنزعهما من وجه رسول الله، فتركتهُ فأخذ أبو عبيدة بثنيته إحدى حلقتي المغفر فنزعها، وسقط على الأرض، وسقطت ثنيه معه ثم أخذ الحلقة الأخري بثنيته الأخرى فسقطت. “فمن هنا كان أبو عبيدة فيالناس أثرم “.

ذات السلاسل :

بعث النبي (ص) جيش ذات السلاسل، فإستعمل أبا عبيدة على المهاجرين، وإستعمل عمرو بن العاص على الأعراب، فقال لهما الرسول (ص) “تطاوعا”.

فخرج أبا عبيدة مدداً لعمرو بن العاص، وإمتثل بأمر النبي (ص)، وسلم الإمارة لعمرو..
وهذا يدل على أن أبي عبيدة كان شديد الإمتثال لأوامر رسول الله (ص).

كيف إجتاز على لقب آمين الأمة:

جعلهُ أبو بكر أميناً على بيت المال بعد أن تولى الخلافة، وكان ذلك في أشد الأوقات التي كان يمر بها بيت المال من نقص شديد، حيث منع قوم الزكاة وإرتد آخرون، وكان عليه أن يوفر للجيوش كل متطلباتهم، وإحتياجتهم، فأستطاع بدهاء عقلهِ أن يقوم بواجبهِ خير قيام.

نبذه عن مواقفهُ في فتح الديار الشامية :

أرسلهُ أبو بكر إلي حمص في سوريا على رأس جيش قوامه ثمانية آلاف من المسلمين فسار إليها حتى حاصرها وإستولى عليها، فوجد كتائب الجيوش الإسلامية متفرقة، وإن جيوش الروم متجمعة، ولهذا يكون الموقف في صالح الروم، فاستشار الكتائب الإسلامية حتي ينقذ جنودهُ ولا يلقي بهم إلي التهلكة، فتجلو عن الأماكن التي إحتلوها؛ حتي لا يقضي عليهم العدو وهم متفرقين.
فتجلا بقواتهُ عن حمص وأعاد إلي أهلها الجزية، وكان هذا تصرف إنساني يدل على سماحة الإسلام.

_موقفهُ في معركة اليرموك :

في أثناء معركة اليرموك التي كانت بقيادة خالد_رضى الله عنهُ_ التي هُزمت فيها الإمبراطورية الرومانية، توفى أبو بكر _رضى الله عنهُ _ وعندما تولى عمر، ولى قيادة جيش اليرموك لأبي عبيدة وعزل خالد، فوصلت الرسالة إلي أبي عبيدة فأخفاها حتى إنتهت المعركة، فعلم خالد الأمر.
فسألهُ :يرحمك الله ي أبا عبيدة ما منعك ان تخبرني حين جاءك الكتاب؟
فأجاب أبو عبيدة : إني كرهت أن أكسر عليكَ حربك، وما سلطان الدنيا نريد، ولا للدنيا نعمل، كلنا في الله أخوة.
_”فأصبح أبو عبيدة أمير الأمراء بالشام”.

فضائلة:

تحدث عنهُ رسول الله وأبو بكر وعمر بن الخطاب.
_حيث قال عنه رسول (ص) :
” إن لكل أمة أمينا، وإن أميننا أيتها الآمة : أبو عبيدة بن الجراح ”. رواهُ البخاري.

_وقال أبو بكر عنهُ :
” عليكم بالهين اللين الذي إذا ظُلم لم يَظْلِم، وإذا أسيء إليه غفر، وإذا قُطِعَ وَصَل، رحيمٌ بالمؤمنين، شديد على الكافرين : عامر بن الجراح”.

_وقال عمر أيضاً عنهُ :
“غيرتنا الدنيا كُلَّنا، غيرك يا أبا عبيدة”.
وقال أيضاً :
“لكنّي أتمنَّي بيتاً ممتلئاً رجالاً مثل أبي عبيدة بن الجراح “.

_وكانت لهُ الكلمة الصارمة في سقيفة بني ساعدة، حتى أعد الهدوء إليهم، حتي مد يدهُ لأبو بكر ليبايعهُ، وقال إنك أفضل المهاجرين وثاني إثنين إذ هما في الغار وخليفة رسول الله، حتي سارعو لمبايعة أبو بكر.

تبشير النبي (ص) لهُ بالجنة :

عن أبي ذر قال :
دخل رسول الله (ص) منزل عائشة
وقال : (يا عائشة ألا أبشرك؟ فقالت :بلى ي رسول الله،
قال: أبوك في الجنة ورفيقهُ إبراهيم، وعمر في الجنة ورفيقهُ نوح، وعثمان في الجنة ورفيقة أنا…..، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة ورفيقهُ إدريس عليه السلام).

وفاتهُ :
مات مريض بالطاعون.
توفي 18 هـ.
639 م.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى