الجمهورية الجديدة .. والقرار الصعب ..
الكاتب الصحفي قطب الضوي
نعم هي الجمهورية الجديدة التي نحلم بها لمصر المستقبل .. مصر التي حاولوا كثيرا كسرها وتركيعها ولكنها كانت في كل مرة تنهض وتعود أكثر قوة وأكثر شموخا ..
الجمهورية الجديدة ليست مجرد تطوير عشوائي أو أبنية تعلو أو طرق يتم مدها في جميع أماكن متفرقة .. الجمهورية الجديدة هي فكر جديد يتم تطبيقه للوصول إلى القمة في خلال سنوات قليلة قادمة ..
منذ سنوات طوال كان هناك هجوم حاد على الرئيس السادات بسبب كوبري 6 أكتوبر الذي كان محل اعتراض كثيرين في حينه .. وكان الهجوم على السادات رحمة الله عليه بحجة أنه يهدر أموال الدولة في بناء الكباري .. وبعدها بسنوات قليلة أدرك الجميع أن كوبري 6 أكتوبر كان ضرورة أساسية بعد أن زادت حدة أزمة المرور في القاهرة و أصبح هو الشريان الرئيسي بالقاهرة .. ولولا وجوده لأصاب الاختناق جميع شوارع العاصمة .. رؤية مستقبلية كان يتمتع بها السادات ومن معه لم تقنع البعض وقتها لكن ثبت بالتجربة والدليل أنها هي الصواب وأن الآخرين على خطأ .
نفس الأمر يتكرر الآن مع الرئيس السيسي عندما يتهم بعض المغرضين الدولة بأنها تضيع أموالها على بناء مدن وطرق جديدة تمتد بطول الجمهورية وعرضها .. ولا يدرك هؤلاء أن ما يحدث هو صحوة ونهضة حضارية وعمرانية غير مسبوقة وفي وقت قياسي غير مسبوق أيضا .. وفي ظل ظروف اقتصادية ليست صعبة بل بالغة الصعوبة والدقة .. ورغم ذلك تمت التجربة بنجاح أيضا غير مسبوق جعل العالم كله يشهد بما أنجزه السيسي في أعوام قليلة .
الطرق الجديدة ليست مجرد طرق فقط .. وهذا هو ما لايدركه قصار النظر .. فهي في الحقيقة مقدمة لنهضة حضارية وتحويل كل المناطق المحيطة بها إلى مناطق صناعية وسكنية جديدة .. ولو سأل بعض النابهين أنفسهم سؤالا بسيطا لعرفوا الإجابة البديهية .. فلو كنا نطالب بفتح مشروعات صناعية جديدة وندعو المستثمرين ورجال الأعمال لافتتاح مشروعاتهم واقتحام الصحراء .. فهل كان من الممكن لأي صاحب عقل من المستثمرين أن يلقى بأمواله في الصحراء دون طرق ووسائل مواصلات لهذه الأماكن النائية .. وهل يمكن أن تكون هناك نهضة عمرانية وإقبال سكاني على مناطق معزولة عن العمران..
الجمهورية الجديدة أيضا ليست فيما سبق فقط بل في تطوير شامل لمنظومة الدولة المصرية .. وهو ما يتمثل في العاصمة الإدارية الجديدة والتي ينتظر أن تكون مركزاً سياسىاً وثقافياً واقتصادياً لمنطقة الشرق الأوسط مع تطوير شامل في البنية التحتية والتكنولوجية لتصبح على أعلى مستويات الإدارة في العالم ..
أما عن المدن الجديدة فحدث ولا حرج .. فالدولة تسابق الزمن للانتهاء من عدد غير مسبوق من المدن الجديدة يستوعب مالا يقل عن 30 مليون مواطن وهو ما يعتبر بحق جمهورية جديدة يتم بناؤها على أسس سليمة واعية تدرك حقا معنى التنمية المستدامة التي تعمل لسنوات قادمة ..
الدولة الحديثة بالطبع لابد أن يكون خلفها جيش قوي .. وهو ما حدث ويحدث بالفعل منذ تولى الرئيس السيسي الحكم منذ سبع سنوات .. تم تنويع مصادر السلاح ولم نعد تحت هيمنة جهة ما أو دولة ما .. تم شراء طائرات حديثة سيطرنا بها على المجال الجوي وسفن وبوارج وغواصات وحاملات الطائرات الميسترال .. بالاضافة إلى طائرات الرافال حتى سيطرنا على البحر والجو وأصبح الجميع يحسب لمصر ألف حساب .. ومع كل هذا يتم تطوير العنصر البشري ليصبح الجندي المصري من أفضل المقاتلين في العالم ويصبح الجيش المصري هو الجيش الأول في المنطقة العربية والتاسع على مستوى العالم .. في حين جاءت إسرائيل في المستوى العشرين .
هكذا أصبحت مصر على يد الرئيس السيسي الذي لا يكل ولا يمل من التحرك نحو المستقبل بخطى ثابتة .. فأصبح الاقتصاد المصري في وضع أفضل بكثير من سنوات سابقة حتى أن جميع خبراء الاقتصاد أكدوا أن الاقتصاد المصري سيصبح السابع عالميا بحلول عام 2030 ..
حقق السيسي في النهوض بالاقتصاد المصري ما لم يحققه رئيس سابق في فترة حرجة جدا من عمر الوطن .. كان الاقتصاد المصري في حالة انهيار بعد مؤامرة يناير وخروج الإخوان من الحكم بثورة شعبية .. وكان لابد من اتخاذ إجراءات اقتصادية إصلاحية عنيفة .. كان من المفترض أن يتم تنفيذها منذ سنوات طوال لكن لم يجرؤ رئيس واحد من قبل على اتخاذ القرار الجرئ بالبدء في إجراءات الاصلاح الاقتصادي .. وهو ما كان له بالغ الأثر في تراجع اقتصاد مصر بشدة ..
اتخذ السيسي قراره وعاني الشعب كثيراً ولكنه لم يرفض الاصلاحات وتحمل ومازال يتحمل تبعات الإصلاح التي بدأت تؤتي ثمارها وبدأ مؤشر الاقتصاد يعلو من جديد بشهادة الخبراء .
هذه هي الجمهورية الجديدة التي نحلم بها مع الرئيس ..ليست مجرد جمهورية كما يقولون من طرق صماء أو مبان شاهقة .. ليست مجرد مدن جديدة فقط ولكنها فكر جديد وعصر جديد نقتحمه اقتحاماً مع رئيس مصري أخلص لبلده وقدم لها الكثير والكثير .. اختار بناء المستقبل ولم يكتف بنظرة ضيقة للحاضر فقط .. كان يكفيه أن يعيش الشعب في فترة حكمه سعيدا بجنيهات معدودات.. ثم يترك المسئولية لمن يأتي خلفه ليحمل نتائجها السلبية ولكنه رفض وقرر أن يتحمل القرار الصعب .. قرار بناء الجمهورية الجديدة .. حبا وكرامة سيادة الرئيس .. سر وأكمل طريقك على بركة الله ..