الخائن
الأمير خاير بك الملقب بـ “الخائن” أول حاكم لمصر تحت السلطة العثمانية
كتبت / نورا حامد
جميع الجرائم تغتفر بين البشر إلا جريمة الخيانة عقوبتها الوحيدة الموت تقول الأمثال الشعبية “من ائتمنك لا تخونه ولو كنت خائن” ،كفانا الله وإياكم شر الخيانة قصتنا اليوم عن الأمير خاير بك الملقب بـ الخائن .
بدايته
الأمير خاير بك ملباي الشركسي،وهو أحد أمراء المماليك الشراكسة من سكان المرتفعات الجنوبية في بلاد القبجاق تلك المنطقة التى تقع ما بين البحر الأسود وبحر قزوين،وهو أول حاكم لمصر تحت السلطة العثمانية.
تدرج المناصب
كانت بدايته عندما قدمه أبوه ملباى الشركسي إلى السلطان الاشرف قايتباى فتدرج في المناصب الحربية حتى وصل إلى رتبة حاجب الحجاب عينه السلطان قنصوه الغوري ولثقته الشديدة به نائبا له في حلب واستمر في هذا المنصب ما يقرب من اثنتا عشر عاما .
بداية الخيانة
لعبت خيانة خاير بك دورا رئيسيا في هزيمة قنصوه الغورى في معركة “مرج دابق” حيث بدأ الخيانة من حلب عندما انسحب خاير بك بقواته بالاتفاق مع بعض القادة الآخرين وانضموا إلى جيش العثمانيين بعد أن أثاروا شائعة أن السلطان الغورى قد قتل مما تسبب في انكسار جيش المماليك،وجد السلطان قنصوه الغورى نفسه وحيدا فحاول أن يستحث جنوده وقواده على القتال والمثابرة ولكن كان العثمانيون قد استغلوا ثغرات جيش المماليك فذهبت محاولاته أدراج الرياح وسقط سريعاً تحت سنابك الخيل ولم يعثر له على أثر بعد ذلك . استكمل خاير بك خطوط خيانته فأصدر أوامره لاتباعه من المصريين الانسحاب من حلب والعودة لمصر ليسلم المدينة السورية إلى سليم الأول طبقا لما ذكره ابن زنبل الرمال فى كتابه «آخرة المماليك»
مكافأته
بعد معركة مرج دابق، استمر هذا الخائن في تحريض سليم الأول على غزو مصر،وإعدام طومان باى مع بث روح الهزيمة ونشر بذور الفتنة بين قواد المماليك، مما تسبب في السقوط المروع لدولة المماليك نهائياً بعد معركة الريدانية. كمكافأة له ولاه السلطان سليم الأول حكم مصر بعد أن ضمت إلى الدولة العثمانية،فكان بذلك أول من تقلد ولاية مصر تحت الراية العثمانية عام 1517.
حكم مصر
استمر في حكم مصر لمدة خمس سنوات وثلاثة شهور شهدت مصر خلاله سنوات من القسوة والهلاك . فقد عرف عنه عشقه وسفكه للدماء، فتفنن في قتل الناس فابتكر طريقة لإدخال الخازوق في ضلع من يخونه، وأسماه شك الباذنجان، وقتل في مصر وحلب أكثر من 10 آلاف شخص وكرهه العامة واحتقروه كما أتلف نقود الديار المصرية، وعزل القضاة الأربعة، وزادت كراهيته لرجال العلم والفقهاء، مما زاد من مساوئه، وكان سببا في خراب مصر.
نهايته
مرض في آخر أيامه مرضا لم يعرف له علاج قط فكان يوزع المال ليدعوا له العامة بالشفاء حتى أصيب بالشلل ومات بعدها في عام 1521، ودفن الخائن في تربته التي بناها بباب الوزير.
التاريخ
يقول ابن زنبل الرمال كان “يمر بقبره الباشات والصناجق والأغوات عند ذهابهم وإياهم، فلم يلتفت إليه منهم أحد، ولا يترحم عليه ولا يقرأ له الفاتحة، مع أنها تربة مليحة المنظر، ومع ذلك صد الله عنه قلوب الخلق لأنه كان سبباً في هلال ألوف مؤلفة من الشراكسة والأروام والعرب وغيرهم”.. وكان موته عبرة لمن اعتبر. كما ذكر أن الناس كانت حينما تمر بجوار قبره تسمع صراخا منها، فكان له عبرة بخيانته.
اقرأ أيضًا:
-
طارق الشناوي: قائمة الأجور مفبركة والقوائم موجودة منذ زمن ولها منطق
-
شيرين عبدالوهاب تتقدم ببلاغ ضد شخص استولى على قنواتها وصفحاتها الرسمية
-
تحذير عاجل من الأرصاد: مرتفع جوي يضرب البلاد.. وأتربة ورمال مثارة على جميع الأنحاء
-
التجمع يناقش مقترح مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد ببني سويف
-
الصحة: تفعيل خدمة الإقلاع عن التدخين في 14 عيادة بمستشفيات أمانة الصحة النفسية
-
وزير الرياضة يهنىء منتخب مصر بالفوز بكأس إفريقيا للبومزا برواندا
-
منطقة الإسكندرية الأزهرية تعلن فتح باب التظلمات على نتيجة الدور الثاني للشهادة الثانوية الأزهرية
-
البنك الأهلي المصري يوقع اتفاقية مع مكتب أبو ظبي للصادرات لفتح خط ائتمان بقيمة 100 مليون دولار لتنمية الصادرات الإماراتية