كتب دكتور فوزي الحبال أزرع جميلا ولو في غير موضعه فلن يضيع جميلا أينما زرعا إن الجميل وإن طال الزمان به فليس يحصده إﻻ الذي زرعا . فلن تصبح سعيدا لمجرد أنك خرجت فى نزهة ، على النزهة أن تكون داخلك أولا . يُحكى ﺃﻥ ﺣﺎﻛﻢ إﻳﻄﺎﻟﻲ ﺩﻋﺎ ﻓﻨﺎﻧﺎ ﺗﺸﻜﻴﻠﻴﺎ ﺷﻬﻴﺮﺍ ﻭﺃﻣﺮﻩ ﺑﺮﺳﻢ ﺻﻮﺭﺗﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺘﻴﻦ ﻭﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺘﻴﻦ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺏ أﻛﺒﺮ ﻣﺮﻛﺰ ﺭﻭﺣﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ، أﻣﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺮﺳﻢ ﺻﻮﺭة ﻣﻼﻙ ، ﻭﻳﺮﺳﻢ ﻣﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﺻﻮﺭة ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ، ﻟﺮﺻﺪ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﺍلفضيلة ﻭﺍﻟﺮﺫيلة ، ﻭﻗﺎﻡ ﺍﻟﺮﺳﺎﻡ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺼﺪﺭ ﻳﺴﺘﻮﺣﻲ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﻋﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﻃﻔﻞ ﺑﺮﻱﺀ ، ﻭﺟﻤﻴﻞ ﺗﻄﻞ ﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﻳﺮ ﻭﺗﻐﺮﻕ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ، ﺫﻫﺐ ﻣﻌﻪ إﻟﻰ ﺃﻫﻠﻪ ﻭإﺳﺘﺄﺫﻧﻬﻢ ﻓﻲ إﺳﺘﻠﻬﺎﻡ ﺻﻮﺭة ﺍﻟﻤﻼﻙ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺟﻠﻮﺱ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻬﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺳﻢ ، ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺒﻠﻎ ﻣﺎﻟﻲ ، ﻭﺑﻌﺪ ﺷﻬﺮ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺮﺳﻢ ﺟﺎﻫﺰﺍ ﻭ ﻣﺒﻬﺮﺍ ﻟﻠﻨﺎﺱ ، ﻭﻛﺎﻥ نسخة ﻣﻦ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ، ﻭﻟﻢ ﺗﺮﺳﻢ ﻟﻮحة ﺃﺭﻭﻉ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ، ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﺮﺳﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺷﺨﺺ ﻳﺴﺘﻮﺣﻲ ﻣﻨﻪ ﻭﺟﻪ ﺻﻮﺭة ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺟﺎﺩﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻟﺬﺍ ﺑﺤﺚ ﻛﺜﻴﺮﺍً ، ﻭﻃﺎﻝ ﺑﺤﺜﻪ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ أﺭﺑﻌﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻳﺨﺸﻰ أﻥ ﻳﻤﻮﺕ ﺍﻟﺮﺳﺎﻡ ﻗﺒﻞ أﻥ ﻳﺴﺘﻜﻤﻞ ﺍلتحفة ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺃﻋﻠﻦ ﻋﻦ ﺟﺎﺋﺰﺓ ﻛﺒﺮﻯ ﺳﺘﻤﻨﺢ ﻷﻛﺜﺮ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﻟﻠﺮﻋﺐ ، ﻭﻗﺪ ﺯﺍﺭ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ، ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ، ﻭﺍﻟﺤﺎﻧﺎﺕ ، ﻭﺃﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺑﺸﺮﺍ ﻭﻟﻴﺴﻮﺍ ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ ، ﻭﺫﺍﺕ ﻣﺮة ﻋﺜﺮ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﻓﺠﺎة ﻋﻠﻰ ، ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ﺳﻲﺀ ﻳﺒﺘﻠﻊ ﺯﺟﺎجة ﺧﻤﺮ ﻓﻲ ﺯﺍﻭﻳﺔ ضيقة ﺩﺍﺧﻞ ﺣﺎنة ﻗﺬﺭﺓ ، ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺮﺳﺎﻡ ﻭﺣﺪﺛﻪ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ، ﻭﻭﻋﺪ ﺑﺈﻋﻄﺎﺋﻪ ﻣﺒﻠﻎ ﻫﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺒﻴﺢ ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ ، ﻛﺮﻳﻪ ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ ﺃﺻﻠﻊ ، ﻭﻟﻪ ﺷﻌﺮﺍﺕ ﺗﻨﺒﺖ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺭﺃﺳﻪ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺪﻳﻢ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﻻ ﻳﺄﺑﻪ ﺑﺸﻲﺀ ، ﻭﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻝ ﻭﻓﻤﻪ ﺧﺎﻝ ٍﻣﻦ ﺍﻷﺳﻨﺎﻥ ، ﻓﺮﺡ ﺑﻪ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ لأﻥ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻴﺘﻴﺢ ﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺗﺤﻔﺘﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻟﻐﺎﻟﻴﺔ ، ﺟﻠﺲ ﺍﻟﺮﺳﺎﻡ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺑﺪﺃ ﺑﺮﺳﻢ ﻣﻼﻣﺤﻪ ﻣﻀﻴﻔﺎً ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ، ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ إلى ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺠﺎﻟﺲ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺪمعة ﺗﻨﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻩ ، ﻓﺎﺳﺘﻐﺮﺏ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ، ﻭﺳﺄﻟﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻥ ﻳﺪﺧﻦ ﺃﻭ ﻳﺤﺘﺴﻲ ﺍﻟﺨﻤﺮ ، ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺑﺼﻮﺕ أﻗﺮﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﺍﻟﻤﺨﺘﻨﻖ ، ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﺯﺭﺗﻨﻲ ﻣﻨﺬ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ أﺭﺑﻌﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﺣﻴﻦ ﻛﻨﺖ ﻃﻔﻼ ﺻﻐﻴﺮﺍ ﻭﺍﺳﺘﻠﻬﻤﺖ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻲ ﺻﻮﺭة ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ، ﻭﺃﻧﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﺴﺘﻠﻬﻢ ﻣﻨﻲ ﺻﻮﺭة ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ، ﻟﻘﺪ ﻏﻴﺮﺗﻨﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻧﻘﻴﺾ ﺫﺍﺗﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﻓﻌﺎﻟﻲ ، ﻭﺍﻧﻔﺠﺮﺕ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﺍﺭﺗﻤﻰ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻒ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﻭﺟﻠﺴﺎ ﻣﻌﺎ ﻳﺒﻜﻴﺎﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﺻﻮﺭﻩ ﺍﻟﻤﻼﻙ ، إﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺨﻠﻘﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﻨﺎ ﻛﺎﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻧﺤﻦ ﻣﻦ ﻳﻐﻴﺮ ﻭﻧﺸﻮﻩ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻌﺎﺻﻴﻨﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ : ( وﻫﺪﻳﻨﺎﻩ ﺍﻟﻨﺠﺪﻳﻦ ) أﻱ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮ ﻓﻼ ﺗﻠﻮﺙ ﺭﻭﺣﻚ ، ﻭﻧﻮﺭ ﻭﺟﻬﻚ ، ﻭﺑﺼﻴﺮﺗﻚ ﺑﺄﻓﻌﺎﻟﻚ غير المدروسة ، ولاتستسلم للنفس فالنفوس ضعيفة ، اتمنى لكم نفوساّ قوية بالخير والمحبة لأن الشعور أسمى من الإعتقاد وما تشعر به عليك أن تؤمن به ، الإنتقال من مكان لآخر ليس بالضرورة أن ينقلنا من تفكيرنا ، فأكثر الأشياء أهمية في الحياة هو التوقف عن قول أنا أتمنى ، واستبدالها بقول أنا سأفعل . سأزرع الحياة بالأمل ، وسأضع بذوره فى التربة ، حتى إذا ماباغتني قبري قبل الوصول أكملت مشواري البذور .