الدكتورة هدى الملاح: المخدرات تمثل العقبة الكبرى ضد جهود الدولة
خبيرة اقتصادية: البطالة تحتوي على جذور الجريمة
كتب/ محمود أحمد
قالت الدكتورة هدى الملاح مدير عام المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى إن المخدرات تأتي على رأس العوائق متفاقمة الخطر والإضرار بالفرد والمجتمع؛ فهي العقبة الكبرى ضد عمليات التنمية الاقتصادية.
وأشارت “الملاح” إلى أن التعاطي لا يمس الفرد فقط؛ بل يتسع تأثيره ليشمل المجتمع بأسره، وأصبح يشكل خطورة حقيقية وتهديدًا للأمن القومي، فكلما زاد الوعي بها ساهم ذلك في القضاء على هذه الجريمة.
مؤكدت على أن جريمة المخدرات تؤثر على الاقتصاد الدولي وليس المصري فقط، وتمثل العقبة الكبرى ضد جهود أي دولة لعملية التنمية، مسببة بذلك الأضرار الجسيمة على التنمية الاقتصادية في حالات عديدة.
وأوضحت مدير عام المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية أن المواد المخدرة تأتي من الدول التي تسمح بزراعتها ويتم شرائها بالعملة الصعبة “الدولار” لسهولة الصرف والتصرف بالمال؛ مما ينتج عنه تدفقات دولارية كثيرة مسببة بذلك خسائر في الاقتصاد القومي.
ولفتت “الملاح” إلى أن المواد المخدرة تعتبر اقتصاد غير شرعي؛ وبالتالي لا تدخل إيراداتها لميزانية الدولة والناتج الإجمالي، فهو غير مسجل ولا يوجد عليه ضرائب مما يؤثر على المرتبات والعملية الاقتصادية؛ والأولى توجيه العملة للاقتصاد الشرعي، فالمخدرات تكبد الدولة أموال دولارية كثيرة.
مبينةً أن التدفقات الدولارية الكثيرة للخارج ينتج عنها قلة العرض والطلب؛ مما يترتب عليها إرتفاع قيمة الدولار أمام الجنيه المصري وهي إحدى العقبات متفاقمة الخطر.
وأضافت الدكتورة هدى الملاح أن المخدرات تؤثر سلبيا على العملية الإنتاجية؛ لأن التدفقات الدولارية يدخل بالمقابل لها المخدرات والتي تستهلك القوة البشرية ويقل قدرتها على الإنتاج.
وأكدت “الملاح” على تأثير المواد المخدرة على الاقتصاد من خلال الناحية الاجتماعية من خلال التعليم الرديء للأطفال والأجيال القادمة؛ مما يؤثر مستقبليًا على العملية الإنتاجية والاقتصادية، وظهور ظاهرة أطفال الشوارع وهي قنبلة موقوتة تضر بالاقتصاد على مختلف الأصعدة إنتاجيًا وأمنيًا واجتماعيًا وسياحيًا، فالقوة الاقتصادية أساسها المجتمع إذا فسد المجتمع فسدت العملية الاقتصادية.
واختتمت الدكتورة هدى الملاح بالنتائج التي تترتب على جريمة المخدرات من ضياع الأسرة والأخلاق مما يؤثر على العملية الإنتاجية، وتكثر حالات زنا المحارم بسبب غياب العقل والإدراك، وظهور البطالة لأنه غير قادر ذهنيا وجسديا على الإنتاج والعمل.
كما يترتب على زيادة البطالة والتي تحتوي على جذور الكارثة والجريمة والفساد تدمير العملية الاقتصادية، وأصبح لزاما على المجتمع بأسره التكاتف لعلاج هذه القضية، لأنها ستلحق الضرر بالجميع في حال التغافل عن علاجها لتحرير الوطن وحماية الأمة.