الدين المعاملة رؤيه بقلم مصطفي العموري
بقلم مصطفي العموري
جمله نرددها كثيرا واعتدنا سماعها ولكن هل حقا ندرك معناها ؟ عزيزي اولا اياك ان تحكم علي انسان من حلاوه كلماته او عذب حديثه او من مظهره وشكله وهيئته ف المظاهر خادعه . بل اجعل من الافعال والتعاملات هي مقياس الحكم فالفرد لا تكشفه سوي المواقف والافعال خاصه المفاجئه والقاسيه منها . ثانيا عليك ان تراه في مواقف مختلفه ومتباينه . في لحظات الهدوء ولحظات الغضب وساعات العسر وساعات اليسر . في حالات الضيق والكرب وحالات السعاده والفرح . ثالثا ابحث عن مدي الثبات او عدم التغير في افعاله فربما تكون اوقات مزاجيه او فترات تحكمها مصلحه او تقرب لهدف او غرض فابحث عمن لا تغيره الايام ولا الظروف ولا يتخذ من بعض الاحداث شماعات ليعلق عليها اخطائه او يجعل منها سبب تحايل ويقنعك او يقنع نفسه بان افعاله مجرد ردود افعال .
وايا كان صديقك او من تحب اياك ان تتعمق كثيرا فالتعمق احيانا يكون اذي وخطيئه . ولا تتعلق كثيرا او تطلق العنان لقلبك او مشاعرك تجاهه بمعني لا تعول عليه كثيرا وترفع سقف توقعاتك فالأعوام تبدل تضاريس الجبال فكيف لا تبدل الأحوال فالثبات والاستمراريه امر نادر . الجميع غالبا يتغير و سيتغير . حتي انت . ربما تمر عليك ظروف تبدلك او ضغوط تغير من سلوكك ومشاعرك لذا دوما لاتذكر عيوب اخيك حتي لا يشفيه الله وينجيه ويصيبك بما كان به فكلنا حاملون للعيوب ولولا رداء من الله اسمه – الستر – لأنحنت أعناقنا جميعا من شدة الخجل . ولكن تحلي دوما ب الموده والرحمه وكن ع ثقه بان الرحمة أعمق من الحب و أصفى فأطهر المسامحه و الرحمة تجمع الحب . و التضحية و العطف و العفو فتجظي بالتقدير والاحترام . كلنا قادرون على الحب لكن قليل منا هم القادرون على التحلي بالاخلاق الحينه الكريمه ف كل التعاملات والمواقف مهما ازدادت عليهم الضغوط .
احيانا نرسم للبعض في عقولنا صوراً تامة الجمال صوراً ربما ترقى للكمالِ . هذه الصور جميلة بقدر جمالنا نحن الداخلي وكاملة بقدر كمال حبنا لهم . ليس شرطاً أن يكون أصحابها كذلك .فهم انعكاس لما نكنه لهم من مشاعر ومن صورهم المتشكله في مخيلتنا . ونظل هكذا محتفظين بها حتى تأتي أول صدمة فتهتز الصورة ربما هزة بسيطة ولكنها تزلزلنا نحن زلزالا عظيما يدفعنا للتساؤل كثيرا أين الخطأ ويتركنا ف حاله من الحيره والارتباك او الذهول وربما يخلف لدينا شعور بالانكسار او الخذلان وهو شعور ما اقساه .
ويظهَرُ الأشخاص في حياتنا على هيئتين منهم من يعيش فينا ونعيش فيهم ونحبهم ويحبونا ويتركون فينا جميل الأثر وتظل ذكراهُم عِطراً نتنفسُ منه كلما ضاق بنا الحال .
وهناك أخرون يظهرون في حياتنا ويكونون جزء من شكل الحياة في مرحلةٍ ما ويكونون احيانا سبب البلايا والضيق والأسى . يكونون على هيئة مٍحنةٕ شديدة وقد كنت تظن فيهم خيراً وتظل كثيرا تنتظر الخير أن يأتي من وراءِهم ثم يطول إنتظارك للخير وتكتشف أنه سراب . وتجد في نهاية الامر أنك واقف على أعتاب نفسك من طول الإنتظار والأمل ومن تكرار المواقف والعتاب والندم يطغي الالم . هذا ربما ابتلاء تجسد على هيئة بشر . شخص تنتظر منه خيراً وفي الحقيقة هو يحمل لك في داخله الشر والمكر والأذى . فليهنأ هو بالشرِ والمكرِ الذي يعيشه في حياته لأن مِثلَه يعيش في خيوطٍ متشابكة معقدة من الشر والمكر لا يستطيع أن يخرج منها . خيوط تظلمه من الداخل وتظلم حياته ايصا . أما أنت لو كنت فعلا صافي النيه ابيض القلب فهنيئاً لك يا عزيزي بالعوض الجميل ويكفيك سلامك الداخلي الذي سينعكس عليك بصفاء في الرؤيه والرضا والحمد .
اعلم يا عزيزي ان أجمل قلب على الإطلاق هو ذلك القلب الذي يحتفظ ببراءته وتلقائيته وبساطته حتى وهو يستشعر غموض الآخرين من حوله . هذه ليست سذاجه . ولكنها طريق سعاده . أن نمنح الثقه دون أن نستخدم الظنون بلا مبرر . دون أن نخسر الأمان في الحديث بلا أسباب واضحه . فكن راقياً لأنك تعبّر عن ذاتك دون أن تحلّل أساليب الآخرين معك دوما وتشغل بالك وفكرك وقلبك و هنا مكمن قوتك .
يتعافى المرء احيانا بالانفصال عما يرهقه بدون اذي . لاضرر ولا ضرار . فكن لينا سهلا قريب من الناس و كن انت دوما كن رجلا . كن انسان كما خلقك الله فلا تفسد الفطره النقيه . كن دوما بسيط واضح صريح عفوي تلقائي تهنأ و تعش سعيدا . وحاول الا تقترب إلا ممن يسعدك قربه ولا تفتح نوافذك إلا على المناظر التي تسرّك أن تراها . ولا تمضِ في طُرق لا تنتمي إليها . واعلم إن حياتك مسؤوليتك وسعادتك رهن لاختياراتك . إن ضاق بك درب فأرض الله واسعه . وإن ساءك أمر فاعلم أنه لا دوام لحال وثق بنفسك وبربك وبحكمته ف تدبير وتغير الاحوال فإن غيّمت سماؤك فتحلي بالامل فعمّا قريب ستُمطِر . واعلم ان ضرير الروح لا يرى وإن أبصر وبصير القلب لو أغمض عينه يرى أكثر .
عزيزي لا تردد علي الناس وتسمعهم أيات بل اجعل من افعالك ايه ومن تعاملاتك واقوالك ايه . و اعلم أن تعيش انسان وسط هذا المجتمع المنافق هو أمر سيكلفك الكثير لآنهم بكل بساطة يكرهون الرجال الحقيقيون . فلا تنظر للناس بل اجبر الخواطر وانتظر المقابل من رب الناس . فمن سار بين الناس علي سجيته وفطرته وجابرا للخواطر أدركته عناية الله ولو كان في جوف المخاطر .
“حُرِّم على النار كل هيّن ليّن سهل قريب من الناس “