الرأي الآخر
الرأي الآخر
بقلم محمود جنيدي
تعلمت الثقافة من الرأى الأخر , كثير من الناس تصارع بالحديث من اجل اثبات أن رأيها الصواب , كمن يحارب قوة خارقة تجعله يرهب انا يذهب الي المرحاض ليلاً, دون أن يقف ويتسائل ماذا إن كان الطرف الأخر علي صواب ؟
إن أكملت الحديث فأنا سأكون هذا الغبي الذي يحاول القفز من الطابق العشرين دون استقلال الدرج بغرض سرعه النزول.
وإن توقفت واعترفت ان الأخر علي صواب , اكون خسرت هذه المعركة وأعود منزلي مهزوم بحرب الفارس والنعزة ..
هل تسائلت من قبل لماذا نفعل هذا ؟
دعني أخبرك
منذ القدم ونشأ الانسان علي المنافسه وكانت بدايتها بين الأخوآن قبيل وهبيل علي الحسناء , واخر شئ حين تشاجرت مع بن اختي البالغ من العمر عشر سنوات البارحه علي اثبات أنه مزعج للغاية ولا يريد إلاقتناع لنظرته لي كخال صامت ممل مثير للشفقه .
حين لا يعرف الإنسان أين وجهته من الطريق فحينها كل الطرق تؤدى إلى هناك .
الحديث له غرض وغايه , وإن خرج هذه الغايه من نصابحها الحقيقي تحول النقاش لحلبه مصارعه , كل الهدف الانتصار علي الاخر وليس البحث عن الرأي الاصح .
قال الامام الشافعي : رأيى خطأ يحمل الصواب ورأى غيري صواب يحمل الخطأ ..
وهنا في العلم الحديث فرق بين نوعين من البشر , الاول منغلق الذهن , وهو شخص لا يستمع للطرف الاخر , وأي محاولة اثبات وجهة نظر مخالفة له يعتبره هجوم شن ضده
والثاني : شخص منفتح ذهنيا , وهو الشخص الذي لا يحاول اثبات انه علي حق بل يحاول البحث علي أدله يؤيد
رأي الطرف الاخر بحثاً عن الحقيقه من النقاش .
فإسل نفسك من أنت بين الإثنين , وإن كنت تراني متحزلقاً فأنت غالباً النوع الاول ..
الآن دعني أسألك ؟
ما تعريف الذرة ؟ وكم نملة توجد بالعالم ؟ وكم مره تتنفس باليوم ؟
ان كنت لا تعلم إجابة الثلاثه , فهذا أمر طبيعي لأنك انسان ولست نبي يأتيه وحي من الله , إنسان برحلة بحث عن الافضل دائما برحلة استكمال ما ناقص عنده من معلومات , فطريق الفكر والثقافة يأتي حين تتقبل ان رأيك صواب يحمل الخطأ وراي غيرك خطأ يحمل الصواب .