فى رحاب الرحمن
.….فى رحاب الرحمن….

بقلم/سماح الزيادى
…
“فى يوم ما قاتلنى وصارعنى المرض كثيرا ومن كثرة الإعياء ..فقدت الوعى وذهبت فى نوم عميق وحلمت حلم غريب…
… وجدت نفسي كأنى ادخل قبو جدرانه من الخارج متهالكه …وانا فى طريقى لدخول هذا القبو ..وجدت أبى وامى فى استقبالى ..ومن الداخل .رأيت هذا المكان واسع ويضاء بنور الشمس الابيض فى لحظة الشروق …ومن حولنا أشجار خضراء يمتد فروعها للسماء… ووالداى رحبوا بى كثيرا..واخذونى فى احضانهم …ووجدت معهم مجموعة من الملائكة ،الطيبين..
ولكن كل من رأيته وأعرفه كان فى عمر الشباب ..الجد والابن والحفيد…. كلهم فى عمر واحد ..وهو عمر الشباب أصحاب عمر ..الخمسه والثلاثين عاما ولا يوجد تعب ولا نصب..على وجوهم
كما كانوا معنا فى الدنيا ..وترى الوجوه نضره ومستبشره…

واناس آخرين لم أكن اعرفهم وايضا رحبوا بى بحفاوة…
ولكن ..غالبا قد يكونوا من الأهل والاقارب ..ولكن رحلوا منذ زمن بعيد ….
وبعد لحظه وجدت نفسي بمفردى ولكن كان يرافقنى رجل صالح مسن ..كان يبعث الطمأنينة فى قلبى .معظم الوقت ..أنه معى ولاويفارقتى..ويقول لى …لا تخفىين يا ابنتى ..انا عملك الصالح ..الذى طالما حرصتى عليه فى الدنيا استعدادا لذلك اليوم …
..توسلت له ولكل الملائكه من حولى ..وهم حراس الموت والبرزخ .. أن يعيدونني إلى الحياة ، من أجل اولادى لا تزال أعمارهم صغيره ..وشفقة قلبى تحترق عليهم ، لقد كانوا اولادى صغار فى مقتبل العمر .ولا يزال عظامهم هشه لمواجهة الحياه والدنيا الموحشه بمفردهم…
..وبعد التوسلات العديده منى
جاء احد الملائكة يحمل شيء يشبه البلوره السحريه ..و أخبرني ان التوقيت بين الدنيا والآخرة يختلف كثيرا …وان عامل الزمن فى الحياة البرزخيه ..يسير ببطئ شديد وان الدقائق هنا تعادل الكثير من الاعوام هناك فى عالم الدنيا ..وقال لى
” تستطيعى ان تطمئنين عليهم من هنا ”
فقام بتحريك البلوره… فظهرت ابنتى مباشرةً وها هى قد أكملت دراستها وهى تعمل الان ولها مكانتها الاجتماعيه. المرموقة….ورأيتها
تزوجت ومعها اطفال …ورأيت أخيها
هو أيضا تزوج وأصبح مسؤل عن زوجه وأبناء . واصبح لكل منهم مسكنه وحياته الخاصه…ولكل منهم وجهته الخاصه…ولكن رأيت الزمن قد طبع بصمته عليهم فى اعمارهم وظهور التجاعيد على وجوههم .. وكل هذا يمر فى دقائق معدوده
وهذه الأحداث ..وهى بعمر الأرض والحياه سنيين طويله…..
…ومن هنا أدركت رحمة ربنا بالمقبورين
فى عالم البرزخ هو أنهم لا يستشعرون..طول الوقت..وان لبثوا سنين طويله فى قبورهم وكأنهم لبثوا يوم او بعض يوم …
الصورة كانت مسرعة جداً ، الزمن كان يتغير كل دقيقه ، ،، مرت الكثير من الحوادث ، …والحروب والصراعات والأوبئة..فى العالم كله ….
…
….ومن هنا .أدركت أيضا أن كل ما سيحدث فى المستقبل من أحداث هى فى ذاتها هى.. ماضى فى علم الله…
.
…وفى زحمة الحياه والحركة والصورة المسرعه ، لاحظت شيئاً ثابتاً في الخلف ، يبدو كالظلام الأسود ، مرت دقائق كثيرة ولا يزال الظل ذاته في جميع الصور ، كانت تمر هنالك فى الحياه السنوات الطويله.. ، كان الظل ثابت ووجوه ناس ظلمتنى فى الحياه بقول أو فعل لا تختفى من الصوره التى اشاهدها ..وهذه الأشخاص اراها.. وهى تعانى وتضعف وتنهار بعد ظلمهم المعتاد للعباد …، وتحققت فعلا مقولة …أن الزمن يبدع فى تصفية. الحسابات ..وان حق العباد لا يتركه ، رب العباد..
ورأيت شيئا قابعا بجوار باب القبر..ولا يتحرك ولا اعرفه من هو ناديت على أحد الملائكة ، توسلت إليه أن يقرب لي هذا الظل حتى اراه جيدا ، ،،لقد كان ملاكاً طيبا ورحيما ،،، لم يقم فقط بتقريب الصورة ، بل عرض عليا المشهد بذات التوقيت الأرضي ، و لا يزال هؤلاء هنا قابعين في مكاني ، فاءذا هم أشخاص.ابدعوا فى ظلمى ووقع الازى ..عليا…فى الدنيا……
وعندما أبدع الزمان معهم فى التأديب وتصفية الحسابات معهم ..وتدهورت بهم الأحوال ..تذكرونى …
…وجاءوا لزيارتى
والندم يسبق خطاهم إلى حيث ارقد.
ظنا منهم أن لازالت.. لدى اراده ومشوره فى امرى..
فى العفو أو عدمه ..ولا يعلمون أن كلنا هناك… فى رحاب الرحمن لا نملك من أمر أنفسنا شيئا…وان الأمر بات كله لله..
….ولا نملك لأنفسنا..
سوى الخير الذى قدمناه فى الدنيا …عندما كنا معهم..ولكن ..كتب الله لنا الخير
اخيرا
سيمر الزمن وسيأتي بعدنا من يعرف كم تعذبنا، فى هذه الحياه ستنسى وجوهنا وأصواتنا…، لكنهم لن ينسوا عذابنا. وظلمهم لنا ..ونحن كنا لا نملك من أمرنا شيئأ سوى الملاذ بالله …ليس إلى اللقاء، بل وداعًا، إننا لن نلتقي مرة أخرى…. لقد عشنا حياتنا في سكينة وسلام، …دون أن نعرف للفرح أو للبهجة معنى ،.. وارتضينا وعشنا …وفجأة و دون سابق إنذار،.. جاءه الألم ليعشش بين تلافيف قلبنا،،،وحياتنا .. فوجدنا انفسنا في موقع المسؤل، مثقلين بالهموم، ونصارع الطبيعة.من أجل من هم لنا حياه ..وايضا الحياة لم تكتب لنا كثيرا…وبات الكل فى رحاب الرحمن…

اقرأ أيضًا:
البنك الأهلي المصري يحتفظ بشهادة الجودة في مجال الإمداد اللوجيستي من للعام الثاني على التوالي
بنك مصر والبنك التجاري الدولي يمنحان تمويلا مشتركا لصالح شركة السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار “سوديك” بقيمة 4.14 مليار جنيه مصري لتمويل مشروعها بزايد الجديدة
وزير المالية: الإصلاح المالى والاقتصادي عملية ممتدة ومستدامة.. وأكبر من برامجنا الإصلاحية المدعومة من المؤسسات الدولية
البنك الزراعي المصري يوقع بروتوكول تعاون مع وزارة الزراعة وشركة MAFI لتمويل الزراعات التعاقدية
الرئيس عبد الفتاح السيسي يهنيء قضاة مصر بمناسبة الاحتفال بـيوم القضاء المصري
النائب أحمد المصري يشيد بأستجابة مجلس أمناء الحوار الوطني لمطالبة الرئيس السيسي بإضافة بندًا عاجلاً لمناقشة قضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية
دكتوره نورهان الزقم اخصائي طب الاسنان و علاج اللثة في حوار خاص للرأي العام عن أهم اسباب التهابات اللثةوكيفية علاجها
بنك القاهرة يوقع عقداً مع شركة بلتون لإدارة صناديق الاستثمار لتكوين وإدارة محفظة خارجية
نقدم لكم من خلال موقع (الرأى العام المصرى )، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

















