كلمات من الرصاص
كتبت علياء حلمي
كم منا لم يتعرض لمواقف من الحيرة فى أنماط الشخصيات التى نقابلها فى حياتنا ؟
كم منا لم يتأذى نفسيا لمواقف يومية فى لحظات تغير شعوره ؟
كم منا تعرض لفقد شغفه بسبب ضغط نفسى فوق طاقته ؟
الكثير يتعرض والكثير يبكى والكثير يتجاهل والكثير يضحك لكن العجلة تدور ولاتتوقف عليك .
فقد قال ابن القيم :
( من دلائل رقة قلب المؤمن وإنابته أنه يتوجع لعثرة أخيه المؤمن إذا عثر كأنه هو الذى عثر بها ولايشمت به )
كل مرِّ سيمرُّ فى علاقتنا الحياتية بالصبر والتحلى بنقاء ضميرك
العلاقات اليومية والمواقف التى تقابلنا للحظات تؤثر فينا وتجعلنا نستنبط منها قصصا من الحياة
موقف تشاهده من سيدة عجوز لاتعرف فى الحياة إلا الصبر والرضا والسعى إلى الرزق وتخرج يوميا فى صلاة الفجر وتذهب إلى مكان ما لتبيع الخضروات وتظل فى هذا المكان عشرين عامًا حتى تغيرت ملامح وجهها وكل انسان يمر تقول له وتضحك ( كلُّ مرًّ سيمرٌّ) السيدة العجوز سعادتها فى حب الناس والسؤال عنها وصبرها على تحمل الصعاب السؤال والحنان عليها فتتعلم منها ومن غيرها الصبر والرضا .
كل مر سيمر لك الا حب الناس عندما يقل تشعر بالضيق تشعر بالجدال مع النفس فتحاسب نفسك .
لماذا بعض الناس تختلف فى حبها ومشاعرها ؟
فهناك من يعرفك للمصالح وهناك من يعرفك لسحب طاقتك وهناك من يعرفك لنفسك لكن هناك من يفسدها وهناك الكثير يتعاملون معك على فطرتهم وهذا النوع لاأتخلى عنه ابدا .
فالعلم والعمل وسيلتان لتحقيق الهدف فالعلم يرقى بأفكارك ولكن أى عمل فهناك أعمال تجذبك للانحدار دون أن تعرف وهناك اعمال ترفع درجاتك إلى اسمى معانيها فعليك التأنى واختار ماينتقيه قلبك وعقلك وماتخدم به نفسك والاخرين .
فعندما تخطو خطوات تجد رسالات كونية من الله سبحانه وتعالى على صور أشخاص لايملكون من الحياة إلا النقاء ويسرفون مافى حقائبهم لسعادة الغير .
هل معنى ذلك أن عقولهم ذهبت منهم ؟
فنحن أيضا سعادتنا وعملنا وتحقيق أهدافنا ليس لنا فقد نجعل البسمات على وجوه الآخرين ونتفاجئ بطعنات وهذا ليس بلاء على أحد لكن كلمات كرصاص فى قلبك عندما تذهب لأشخاص وتحدثهم وكل تصرفاتك تشعرهم بحبك لهم لكن لاتجد منهم غير المبالاة فى مشاعرهم تجاهك فتذهب وتغلق بابك وتفكر وترهق نفسك لماذا كلماتهم رصاص هل الحياة باقية ؟
لماذا لايشغل كبار السن إلا حب الجيران والاصحاب وعم محمد فتح بابه لجاره واستقبله بضحكة حلوة
وست حسنية فرحانة بجارتها وهى بتفطر معاها حياة بسيطة وجميلة لا يسودها إرهاق النفس الكل يحب لأجل الحب
ومع كل ذلك مهما طال الزمن فلايطيل حزنك لأن عوض الله ورزقه سيأتى بقلب سليم ورقة مشاعرك مع الآخرين وعدم استغلالك لهم ولاحقدك فإذا سلمت من الحسد والكراهية والتقاطع والسلام النفسى فأنت لين .
والله لقد اختارك لفعل ذلك فأنت سِقت لذلك فالحمد لله إن كلَّ مرٍّ سيمرُّ فعليك بنفسك وعليك بأهل بيتك ومحيطك والكل سيأتى إليك وبأذن الله كله سيمر .