السبعة أكبر من التسعة ؟؟!!!
بقلم / ثناء عوده
بهذا المنطق تدور كل حياتنا في فلك المعايير المصطنعة، التي تعتمد على أهواء من يستفيد منها، فعلى سبيل المثال قضية “القرن” التي أثارت الجدل بين جماهير “الزمالك” و “الاهلي ” ، حيث أن المعايير التي أعصمت أعيننا بحجة او بدليل واهي وأنا لا أدري كيف اقنعتني كإنسان لديه عقل، حبانا الله به، ليميزنا به عن باقي مخلوقاته، كيف للإهل الفكر والتنوير، أن يمر عليهم هذه السقطة، وأن يقتنعوا بأن “السبعة أكبر من التسعة”، تحت أى مسمى كان سواء (بعدد النقط او باي شيء آخر)،
فهذا أمر يفتح الباب أمامنا، لطرح سؤال مهم!!
لماذا كل هذا الجدل ولماذا بعد مرور هذا الوقت ؟؟
ولكن في رأى المتواضع لدي القدرة للإجابة على هذا السؤال، حيث أنه هذا يوضح لنا ان شمس الحقيقة مهما غابت لابد وأن تظهر، وأن عتمة الظلم والتدليس مهما طالت لابد وأن تنجلي، وهذا لا يدع مجالاً للشك فيه، وأن الإنسان عندما ميزه الله بالعقل لم يكن هباءآ، مهما تعطلت بعض اجزاءه، فهذا يدعنا نقف قليلاً ونقول أن هذه القضية لا تقتصر فقط على الرياضة، ولكنها تشمل كل مناحي حياتنا، فقد نجد من يريد أن يقنعنا بأن “السبعة أكبر من التسعة” في كل ركن في حياتنا، وهذا يجعلنا لا نقتصر نظرتنا إلى الشق الضيق من الموضوع، فيجب أن تتسع أفقنا ومداركنا إلى ابعد من ذلك بكثير، فقد نجد إبن “دكتور الجامعة” صاحب تقدير “مقبول” معيد، في حين نجد زميله صاحب تقدير “الإمتياز” وهو بطبيعة الحال من الطبقة المتوسطه، لا يزال يبحث عن عمل وعن فرصة تليق به، بنفس المنطق والمعايير ستجد من يبرر هذا وأنه قيم بحساب “النقط”، وأيضا ولا يخفى عنكم سرآ، حيث نجد إبن “القاضي” أصبح في النيابة بتقدير مقبول في حين رفض ممن هم أعلى منه في الرتبه العلمية ولكنهم أقل منه في المستوي الإجتماعي، ومن أصحاب المهن البسيطة، يرفض لنفس السبب وهي لعنة المعايير التي تحكم بأنه لا يصلح بحساب “النقط”، التي أنتم الآن تهللون لها وتتغاضون عنها فقط لأنها تأتي على أهواءكم الرياضية، ولكن نفس المعايير وحساب “النقط” تشتكون منها لإنها ضد مصالحكم، وكم من معاير وحساب “النقط”، هذا في حياتنا؟؟.
فمن يؤيدون هذا المنطق الذي يتفق ويتصق مع مصالحهم، هم أنفسهم ممن يرفضونه تارة أخرى عندما يتعارض مع مصالحهم، وأنا الآن لست بصدد تعداد أو ذكر أمثلة أكثر من ذلك، لكي أقنعك.. فأنت بالفعل مقتنع ، ولكن إنها المصالح أيها السادة، التي دمرت إنسانيتنا وكل حياتنا، وأعصمت أعيننا.. وجعلتنا لا نرى المرءي، ولا نسمع المسموع، ولكن لابد من شمس الحق أن تضيئ، مهما طال الظلام فعليه أن ينجلي، فشكراً “للإدارة الزمالك”، التي أكدت لنا أنه لا يضيع حق وراءه مطالب، حتى وإن كان هذا الحق سقط بالتقادم، فها هو الحق المعنوي قد أضاء واستنارت عقولنا به، وجعلتنا لا نختزل هذه القضية (القرن), بل ليمتد بصرنا إلى ابعد من ذلك، لتشمل كل أركان الدولة العميقة، فكفانا معايير خاصة نريدها بالمنطق والكفاءة، بدون استثناءات وثغرات..