من رام الله، ھناك أخبار عن إحراز السلطة الفلسطینیة تقدّما فیما یتعلّق بمجھودات إحباط مشروع الضمّ الإسرائیلي.
منذ اللحظة الأولى لإعلان الحكومة الإسرائیلیة الجدیدة ھذا المشروع، انتھجت الحكومة الفلسطینیة بقیادة محمد اشتیة منھجا نضالیّا صارمًا رغم سلمیّتھ، عنوانھ الأكبر: الدبلوماسیّة الدولیة والإقلیمیة.
استغلت الحكومة الفلسطینیة الرفض العالمي المبدئي لھذا المشروع من أجل تباحث إجراءات عملیّة لإحباط الخطة الإسرائیلیة للسیطرة على غور الأردن وبعض أراضي الضفة الغربیّة. مع الرفض العالمي، تدعم بعض الدول العربیة فلسطین أمام ھذا المشروع الاستیطاني وھو ما یجعل الموقف الفلسطیني الدولي أكثر قوّة وإشعاعًا وتأثیرًا لأنّ الكثیر من الأقطاب العالمیة لھا مصالح متشعبة مع دول عربیة وخلیجیة وازنة.
في الجھة الأخرى، تعمل بعض الأطیاف السیاسیة في فلسطین على التحشید من أجل مواجھة شاملة عنوانھا الأول:
الحرب مع إسرائیل. قد یبدو ھذا الخیار ثوریا في ظاھره، لكنّ الكثیر من السیاسیّین والخبراء یعتقدون أنّ خیار المواجھة مع إسرائیل في ھذا الظرف الصحي والاقتصادي ھو بمثابة الانتحار الاقتصادي والسیاسي. إضافة إلى ذلك، أيّ مواجھة مع الكیان الإسرائیلي ستقوّض المجھودات الدبلوماسیة المكثفة للحكومة الفلسطینیة لإسقاط مشروع الضمّ، ممّا سیعزّز حظوظ الحكومة الإسرائیلیة في تنفیذ ھذا المشروع.
یمرّ الشعب الفلسطیني بمفترق طرق تاریخي. تجاوزُ التحدیات المطروحة یتطلّب عقلاً فاھمًا لطبیعة اللعبة السیاسیة في المنطقة وفي العالم. ما یبدو أحیانا نضالا قد یكون تخریبا وما یبدو تخاذلا قد یكون الخیار الأنسب لل”حفاظ على الشروط البدئیة للوجود”