نساء غزة.. صانعات الأمل وسط الركام.. “وردة الشنطى” عيون تبصر بالحقيقة وسط عتمة الحرب.. الإعلامية الفلسطينية الكفيفة فى حوار لـ”اليوم السابع”: كنت أصنع الإعلام من بين القصف والخيام والقلوب كانت عدستى

تم نسخ الرابط بنجاح!
👁️ 10,066 مشاهدة

نساء غزة.. صانعات الأمل وسط الركام.. “وردة الشنطى” عيون تبصر بالحقيقة وسط عتمة الحرب.. الإعلامية الفلسطينية الكفيفة فى حوار لـ”اليوم السابع”: كنت أصنع الإعلام من بين القصف والخيام والقلوب كانت عدستى

كتبت:هدي احمد

في غزة، حيث تتقاطع رائحة الدخان مع صرخات الفقد، وحيث يصبح الضوء رفاهية، والحياة محاولة يومية للنجاة، تنبض نساء لا يشبهن سوى أنفسهن، يحملن على أكتافهن ثقل حرب لا تنتهي، ويصنعن من بين الركام فسحات أمل، ويبتكرن للحياة مسارات جديدة رغم النزوح والمرض والمجازر التي لا تهدأ.

في أرض تتساقط فيها البيوت وتنتزع الأرواح قبل أن يكتمل الحلم، تظل المرأة الغزية تقاوم، لا بالكلمات وحدها، بل بالفعل والإصرار، وبقلب ينهض كل مرة من تحت الرماد.

من رحم هذا الألم، تولد الحكايات التي تبدو أقرب إلى الأساطير منها إلى الواقع، باحثات ينهين رسائل علمية على ضوء شمعة في خيمة، وفنانات يشعلن الألوان فوق جدران مدمرة ليقولن إن الجمال لا يقصف، وطبيبات يعملن وسط الدماء لينقذن الحياة التي تترنح على حافة الموت، ومعلمات يحولن الخيام والفصول المهدمة إلى مساحات معرفة.، فكل واحدة منهن تحمل معركتها على طريقتها، وتحمل غزة معها في قلبها، وتثبت أن المرأة ليست مجرد ناجية في الحرب، بل صانعة أمل، ورافعة جدار الحياة الأخير.

أنهن نساء غزة اللواتي يكتبن فصولا جديدة من الشجاعة، ويثبتن للعالم أن الضوء قد يبهت، لكنه لا ينطفئ ما دام في هذه الأرض امرأة تقاوم، تنجز، وتنهض من جديد، في هذا الملف الذي يتضمن سلسلة حلقات تحمل عنوان ” نساء غزة.. صانعات الأمل وسط الركام ” نسلط الضوء على نجاح بعضهن يحكين تجاربهن وألامهن وكيف حولن المأساة إلى طريق جديد للحياة والأمل والنجاح.

نبدأ هذه الحلقات بقصة إعلامية فلسطينية كفيفة تدعى وردة الشنطي، جسدت معنى الصمود حين تلاشت كل مقومات الحياة، ففي زمن فقد فيه كثيرون القدرة على الاحتمال، برزت في غزة تلك المرأة التي لم تمنعها إعاقتها البصرية من النجاح في توثيق الحرب وأداء رسالتها الإعلامية.

لم تكن الحرب بالنسبة إليها مجرد مشهد يُروى، بل تجربة قاسية عاشتها لحظة بلحظة على مدار عامين متواصلين من الخوف والنزوح والفقد، لكنّها خرجت منها أكثر إصرارًا على أن تكون صوت من لا صوت لهم، وعدسة تبصر بالحقيقة وإن فقدت بصرها.

تبدأ وردة حديثها بنبرةٍ يغلب عليها الثبات رغم الألم، “خلال عامين من الحرب، عشت كل أشكال الخوف والجوع والفقد، لكنني صمدت بالإيمان وبالأمل وبقوة داخلي لا تنكسر”.

بهذه الكلمات تلخص وردة رحلة مليئة بالمحن والمواقف التي اختبرت فيها إنسانيتها وصبرها وإصرارها على أداء رسالتها الإعلامية رغم كل ما يحيط بها من دمار وموت.

وأكدت وزارة الصحة بغزة، أنه بعد عامين من حرب الإبادة، هناك نداءات عاجلة لإنقاذ القطاع والتدخل الفوري لانعاش ما تبقى منه، موضحة أن ما يجري في غزة أزمة إنسانية، أو مجرد وصف عابر لسجل مُتخم من جرائم الاحتلال، بل هو انهيار تام ومتعمد لركيزة الوجود البشري المتمثل في منظومة الخدمات الصحية والتي تعرضت على مدار 733 يوما لضربات قاسمة وقاتلة نالت من عصب مقومات الخدمة وبنيتها التحتية.

وأضافت الوزارة، أن هذه الجرائم استحقت وصف الإبادة الصحية لهول المؤشرات الكارثية التي تداعى لها المشهد الصحي والانساني في غزة، وبات يؤرق المراقبين وصناع القرار في المؤسسات الصحية والانسانية الدولية من مدى نجاح تحقيق الاستجابات الطارئة والتي تُبقي على الحد الأدنى من مستويات الخدمة، حيث تحولت المستشفيات إلى هياكل أسمنتية بفعل الضربات العسكرية المباشرة وغير المباشرة لها، ومفرغةً بشكل كامل من مقومات الرعاية التشخيصية والعلاجية .

كانت وردة تعمل قبل الحرب في مجال الإعلام، تتابع الأخبار وتعد التقارير بمهارة رغم إعاقتها البصرية، غير أن الحرب قلبت كل شيء رأسًا على عقب؛ فقدت منزلها، وأدوات عملها، وجهازها اللابتوب الذي كان وسيلتها للتواصل مع العالم. لكنها لم تفقد العزيمة، فحولت هاتفها البسيط إلى نافذة إعلامية صغيرة تنقل من خلالها للعالم مشاهد المأساة الإنسانية في غزة.

أعلنت وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 1500 فلسطيني فقدوا بصرهم خلال الأشهر الماضية نتيجة القصف المباشر أو الإصابات الخطيرة التي لم تتوفر لها الرعاية الطبية اللازمة، فيما يواجه نحو 4500 آخرين خطر فقدانه بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية.

وتقول:”كنت أمارس عملي الإعلامي من بين الركام ومن داخل الخيام مستخدمة هاتفي بعد أن فقدت جهازي اللابتوب، فكنت أعتمد على سمعي وعلى من حولي في التنقل.”

وفي مشهدٍ يختصر قسوة الحرب، تتحدث وردة عن نزوحها المتكرر من منطقة إلى أخرى، باحثة عن مأوى آمن لا وجود له، تنقلت بين مدارس مكتظة، وخيام تفتقر لأبسط مقومات الخصوصية، لكنّها ظلت متمسكة برسالتها: “أن تروي الحقيقة مهما كلّفها الأمر”.

وبحسب إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة الصادر في 5 أكتوبر، فإن هناك 76639 شهيدا ومفقودا خلال الحرب، بينهم 67139 شهيدا وصلوا إلى المستشفيات، وهناك أيضا 22426 شهيدا من الأباء، و1200 حالة فقدان البصر.

ومع كل جولة نزوح جديدة، كانت تحمل هما مضاعفا، كيف ستمارس عملها في ظل فقدان البصر، وانعدام الكهرباء، وغياب الاتصالات؟ لكنها كانت تجد في كل مرة دافعًا داخليًا أقوى من الظروف.

وتروي وردة بمرارة كيف فقدت والدها خلال الحرب، الرجل الذي كان سندها ودليلها في الحياة، حيث تقول:”فقدت والدي الذي كان سندي في الحياة، وكان رحيله من أصعب اللحظات التي مررت بها، ومع ذلك واصلت العمل بدعم أمي وأسرتي الذين لم يتركوني وحدي وساعدوني في كل خطوة.”

تستحضر صوته كلما تراجعت قواها، وتستمد من ذكراه عزيمة تجعلها تصمد في وجه الخوف وا وردة الشنطى ووالدها الشهيد

لم يكن الطريق سهلًا، فالإعلامية الكفيفة كانت تواجه خطر الموت في كل لحظة، والخطر المهني في كل تقرير تُعده، لكنها كانت تؤمن أن الكلمة أحيانًا أقوى من الرصاص، كانت توثق بالصوت ما تراه القلوب لا العيون: صراخ الأطفال الذين يبحثون عن ذويهم بين الركام، نساء يحملن ما تبقّى من منازلهن على أيديهن، شيوخ ينتظرون لقمة تسند يومهم. ومع كل تقرير تسجّله، كانت تحاول أن تحفظ ذاكرة الحرب من النسيان

نقدم لكم من خلال موقع (الرأى العام المصرى )، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

لمتابعة صفحة الرأى العام المصرى على فيس بوك اضغط هنا

لمتابعة صفحة الرأى العام المصرى نيوز  على فيس بوك اضغط هنا

لمتابعة صفحة قناة نيو دريم   على فيس بوك اضغط هنا

لمتابعة الرأى العام المصرى على الانستجرام اضغط هنا 

لمتابعة الرأى العام المصرى على الواتساب اضغط هنا 

لمتابعة الرأى العام المصرى على التليجرام  اضغط هنا 

لمتابعة الرأى العام المصرى على تويتر  اضغط هنا 

لمتابعة الرأى العام المصرى على اليوتيوب  اضغط هنا

لمتابعة الرأى العام المصرى على التيك توك اضغط هنا

لمتابعة الرأى العام المصرى على كواى  اضغط هنا

تم نسخ الرابط بنجاح!