كتب حسام الشرقاوي
اشترى عزيزُ مصر
يوسفَ بدراهم معدودة،
فأكرم الله يوسف بملك خزائن الأرض.
وأدخلوه السجن الضيّق، فملّكه الله
واسع الأرض يتبوّأ منها حيث يشاء
. من حيث لا تعلم تنتهي الأمور الصعبة
التي تعتقد أن وجودها هو وجود أبدي ،
ستتفرغ ذات يوم للتسائل كيف انتهت ورحلت
كل هذه الأشياء الصعبة من قلبى قبل حياتى ؟
. ستنام ثم تصحو و كأنّ ما أصابك لم
يُصبك ، هكذا سيلطفُ الله بقلبك
ليقرّ عينك بما تمنّيت، وتتنفّس الرّاحة بعد التّعب،
وتسعد بعد أن غابت السّعادة طويلًا عنك ، وتطيب
بعد أن أعيتك الجِراح ، وترضى رضا لا حدّ له
وتفرح وكأنك إمتلكت العالم أجمع تحت قدميك
فقط ثِق بالله وأحسن الظنّ به
. الله قريب يا صديقى لن يدعك تبكي طويلاً
سيهبك فرحًا يُحييّ روحك التي أرهقها اليأسّ
اطلبه حُلمًا ، وتأكد أنه سَيعطيك حتى ترضى
فكيف لا وقد قال : وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى
. فتلك الحياةُ انتصارات وهزائم ،
ومكاسب وخسائر ، و العاقل هو من لا
يسمح لهزائمه الصغيرة بأن تُجلل حياته
بالسّواد وتمتص قدرته على المقاومة
. وتذكر أجمل ما في فترات اليأس
أنها تفتح من بعدها أبواب عدة
من كل باب تخرج بهجة صغيرة
مرة صديق حقيقي
و مرة حلم يتحقق
و مرات كثيرة دعوات مُستجابة
. فـ والله لن يأخذ رزقك غيرك، ولو تنازع الناس
حوله، ولن تموت حتى تستوفيه تامًا غير ناقص
. ولا تحزن حتمًا ستشرق الشمس في داخلك
وسينتهي كل شيء كنت تخشاه وكان يؤلمك
. وأخيراً يا صديقى ماذا لو كان الخيال الجميل الذي تتخيّله قبل النوم هو في الحقيقة لقطات ولحظات من حياتك القادمة ، ألن يكون هذا ضمادًا كافيًا لتصمد ؟