بذور لم يهزمها الصقيع
بقلم شاكر محمد المدهون
في أرض تمتد من الماء إلى الماء
كانت أشجار نخيل والزيتون
وعبق من الماضي
كبرياء و قداسة
وكان العيش في رغد
تكالبت قبائل همجية
تنشر في الأرض الديدان
وتحفر في الأرض خنادق للمتسللين
الحقد الأعمى يحذوهم
وقبائل مهرت في تفسير الأحلام
لم تجيد الصيد يوما
وأجادت في رواية قصص الغابرين
وجاء من أقصى الأرض إمام لهم
ولم يأت بتابوت سليمان -فقط
بل ملأ الأرض توابيت
وأنشأ للجثث سجونا
أعانته قبائل ا لزحف
أصبحت الأرض صحاري
لم يعد النخيل يقوى على رفع الرأس
والزيتون أصبح بارودا
وقدكانت أغصانه رمزسلام
صحراء ممتدة من القلب إلى القلب
ومن الوريد إلى الشريان
تكالبت ديدان الأرض عليها
وزعق فوق رؤوس النخيل الغربان
شوك في كل وادي
وجحافل العربان تسعى
الكل يبحث عن أمان
وأمطرت سحابات البشرى
كان تحت الأرض بذور
لم يقتلها ذاك الصقيع
ولم يلونها البهتان
وإخضرت أرض النخيل
وجادت أرض الزيتون
أمة لن تمت وإن طال ليلها
فالصبح قادم رغ تكالب سحب البهتان
لن يهزم الجمع أن توحدت راياتهم
من يسرج الأقصى؟
ومن للقوافل في بغداد؟
———–
شاكر محمد المدهون