بنك مصر
بنك مصر
بنك مصر
2b7dd046-8b2b-408c-8c9e-48604659ffe0
البنك الاهلى المصرى
البنك الاهلى المصرى
مقالات

القدوة الحسنة ونماذج من التراث

بقلم/عبدالله الغنام
القدوة هو من يتبع ويحتذي فعله ويكون أسوة ومثالا سلوكيا الآخرين قال ابن سيده في المحكم
القدوة والقدوة ما تسنت به
اتبعت طريقه ونهضه
فالقدوة منبوع كالعالم
والاستاذ والاب والام ونحوهم
وقد كان عمررضي الله عنه يحث العلماء وأهل الفتيا على أن يكونوا قدوة للناس بأعمالهم قبل اقولهم راي ذات يوم على طلحة بن عبيد الله راضي الله عنه ثوباً مصبوغا وهو محرم فقال ماهذا الثوب المطبوع ويا طلحة فقال يا أمير المومنين إنما هو مدر فقال عمر أبكم ايها الرهط قائمه يقتدي بكم الناس فلوان رجلاً جاهلاً اي هذا الثوب لقال أن طلحة بن عبيد الله قد كان يلبس الثياب المصبغه في الإحرام وهذا من فقه عمرراضي الله عنه فقد كان يشدد على العلماء وأهل الفضل والمعاشه في أمور لا يشدد فيها على غيرهم بكونهم قدوة كما كان يشدد على أهل بيته وأقاربه أن يكونوا اول المتهمين عما ينهي عنه الناس فكان راضي الله عنه إذا انهي لناس عن شيء داخل الي أهله وجميعهم فقال إني نهيت عن كذا وكذا ولناس إنما ينظرون اليكم نظر ااطيرالي اللحم فإن وقعتم وقعداوان هستم هايوا واني والله لا توتي برجل منكم وقع في شيء ممانهي الناس إلا اضفت له ألعقوبة لمكان مني فمن شاء لليتقدم ومن شاء فليتاف هذي مناصبه في عهد دولة
للشاهدين واللاعقاب ملا عقاب احكيها
في عمل واحدة نهيت تايله من الطبائع تغذ نفسي وراعيها لعل في امته الاسلام مائة تخلو لحاضرها مرآة مافيها
حتى تري بعض ماشادت أو اتلها
من الصروح وما عاناه يأنيها وحسيها أن تري ما كان من عمر حتي بيه منها عندي فيها فاتق الله وأثبت لأمر الله لا ينبغي القدوة أبدا أن يأتي موطن الشبه وظن الناس به الظنون فلا يكون إلا نفسه ومن دعا الناس الي ذمه وذموه بالحق والباطل وفي قضية مايصير الي هذالمعني فإنها لمازادرت النبي صلى الله عليه وسلم
معتكفه ليلا خرج يودعها فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي -صلى الله عليه وسلم- أسرعا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم على رسلكما إنها صفية بنت حيي فقالا سبحان الله يا رسول الله فقال إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يَقذف في قلوبكما سوءا
يقول الإمام الخطابي في هذا الحديث من العلم استحباب أن يحذر الإنسان من كل أمر من المكروه مما تجري به الظنون ويخطر بالقلوب وأن يطلب السلامة من الناس بإظهار البراءَة من الريب
كثير من الأفكار والقيم والسلوكيات تنتقل إلى الآخرين عن طريق القدوات فالإنسان بطبعه ميال للتقليد والمحاكاة ولا سيما في مراحل حياته الأولى ولذا يقول المختصون إن سبعين بالمائة من المهارات والمعلومات التي يكسبها الطفل تكون من خلال التقليد والمحاكاة ومن هنا ندرك أهمية القدوة إن كانت صالحة، وخطورتها إن لم تكن كذلك
قد لا يمتثل الفرد للتوجيه والخطاب لكنه يقتنع ويتأسى بأفعال القدوة حين يراها ولو دون توجيه له بفعلهاولعل هذا الأمر من خصائص السلوك البشري الذي لا يُقبل على أي عادة أو فكرة غالبا إلا بعد أن يدرك كونها حقيقة وواقعية
والمتأمل في كتاب الله يجده يومئ إلى هذا المعنى من خلال عرض قصص الأنبياء
وسيرهم ثم يقول الحق سبحانه: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} يوسف (111)، ويقول سبحانه: {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} الأنعام (90)
وكذلك عند التأمل في سنة النبي صلى الله عليه وسلم يجد مواقف مختلفة تؤكد هذا المعنى وتجليه، فالقدوة من أهم الوسائل المؤثرة والفعل أبلغ في إفهام المتلقين من القول المجرد؛ لاختلاف أفهام الناس وتفاوت عقولهم في مدى استيعاب الكلام وفهمه، فلوا حُدثوا بحديث لأخذ كل منهم بحسب فهمه، وقد يفهمه على غير المراد، لكن حين يرى المرء مواقف وأفعالا، فإنه يدركها تمام الإدراك ويتأثر بها ويسهل عليه محاكاتها والتأسي بهاوقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم في مواقف كثيرة على أن يُري الصحابة أفعالا لا أقوالا مجردة ولا سيما حين تدعوا الحاجة إلى سرعة الامتثال وترسيخ المعنى
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أن رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، اصْطَنَعَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ وَكَانَ فَصُّهُ مِنْ دَاخِلٍ إِذَا لَبِسَهُ، فصنع النَّاس خَوَاتِمَ مثله، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَنَزَعَ خَاتَمَهُ، وَقَالَ: «كُنْتُ أَلْبَسُ هَذَا الْخَاتَمَ، فَلَمَّا رَأَيْتُمُونِي صَنَعْتُ هَذِهِ الْحَلْقَةَ صَنَعْتُمُوهَا»، فَقَالَ: «لَا أَلْبَسُهُ أَبَدًا»، فَنَبَذَ رَسُولُ اللَّهِ الْخَاتَمَ، فَنَبَذَ النَّاسُ خَوَاتِمَهُمْ
وكان صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابهصلوا كما رأيتموني أصلي وصلى على مكان مرتفع يوما وقال أيُّها الناسُ إِنما صنعتُ هذا لِتأتَمُّوا بي ولِتَعلَّموا صَلاتي وكان يقول صلى الله عليه وسلمخذوا عني مناسككم وقد حج راكبا ليرى الناس أفعاله ولا يخفى عليهم منها شيء
هذه نماذج من سنته صلى الله عليه وسلم تؤكد لنا مدى تأثير القدوة، وأن التأسي بالأفعال أسهل وأبلغ من الأقوال.
قد لا يترك الكلام أثرا على الشخص مهما طلب منه التحلي بالفضائل والإقبال عليها ولا سيما إذا كان الآمر لا يتحلى بما يقول ولا يأتي ما يأمر به كمن يؤدب أبناءه على ترك الكذب وهو يكذب أمامهم، أو ينصحهم بعدم التدخين وهو يدخن فلن يستجيبوا لأن ما يرونه أبلغ في التأثير عليهم مما يسمعون منه. ولذا قال شعيب على السلام لقومه
{وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} هود (88)
ولله در أبي الأسود الدؤلي إذ يقول
لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله … عارٌ عليك إذا فعلت عظيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيه فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
هناك يقبل ما وعظت ويقتدى
بالعلم منك وينفع التعليم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى