بنك مصر
بنك مصر
2b7dd046-8b2b-408c-8c9e-48604659ffe0
البنك الاهلى المصرى
الرئيسية

الكاتبة وفاء عرفه تكتب محاكاة الماضى قصة قصيرة

مؤتمر كيان المرأة المصرية .. تكريماً لمجهود كل امرأة تحت شعار رائدات النجاح 14

الكاتبة وفاء عرفه تكتب محاكاة الماضى قصة قصيرة 1

الكاتبة وفاء عرفه تكتب محاكاة الماضى قصة قصيرة

الكاتبة وفاء عرفه تكتب محاكاة

 الماضى قصة قصيرة

رب صدفة خير من ألف ميعاد، هكذا

 حدث نفسه مراد، بعد إنقضاء لقاء

 عمل في إحدي الشركات الكبرى،

لتقديمه عرض لو ناله سيرتقي لمنصب

 أعلي في شركته، و بالنسبة له هى نقلة

نوعية و مادية هائلة، لكن أذهلته

 مفاجأة بكل المقاييس لم يتوقعها أبداً،

بل يحاول تصديقها و يخال له أنه كان

 حلماً أو خيالاً ؟!!! ظل جاهداً يستفيق

 من ذهوله، و يقر بقوله نعم أنا حقاً

 قابلت فريدة، بعد كل هذه السنوات، لم

أرها و لم أهتم من بعيد أو قريب

 بأخبارها، كأنها لم تكن يوماً الفتاة التي

 كنت أريد الزواج منها، و عاد إلى

 مخيلته لقاء اليوم بكل تفاصيله كما

 يلى بأحداثه.

إنتظر مراد فترة من الوقت في مكتب

 السكرتارية الأنيق جداً، علي أعلي

 مستوي من الرقي حتى حان دوره،

للقاء المسئول عن المقابلة، وضع مراد

 يده علي قلبه داعياً الله، لنفسه بالقبول

 و الموافقة علي عرضه، توجه إلي

 المكتب وكان يخشى أن تسمع دقات

 قلبه العالية من القلق، لكنه حاول أن

 يبدو متماسك و لا يظهر قلقه، إذا

 بالمسئول شابة جميلة رفعت عينيها

 من علي شاشة اللاب توب، مرحبة له

 بقولها: تفضل أستاذ مراد بالجلوس،

وألتقت عيناهما للمرة الأولى منذ سنوات، كأن القدر أبدع في رسم اللقاء ليرد لها إعتبارها أمامه.
بكل الثقة و قوة الشخصية الممزوجة بالجمال الهادئ، مع صوت ناعم عذب رقيق قالت: أستاذ مراد لك وقت محدد لتقدم فيه محتوى عرضك، لأننى لدي عروض من شركات أخرى فى إنتظارى، هكذا بدأت فريدة مقابلة العمل، كأنها لم تعرفه من قبل.
إحترم مراد ما قالته ثم إلتزم بالوقت وأنصتت فريدة جيداً، بعد الإنتهاء طلبت منه ترك نسخة عند السكرتارية، مع بقية المتقدمين لحين إختيار أفضل العروض، ثم شكرته فإستأذنها بالإنصراف.
منذ تلك اللحظة و طيفها لا يغادره، تذكر كل ماكان بينهما، و كيف كانت؟ و ماذا أصبحت عليه الآن !! ظل يتابعها بعد مقابلة العمل بينهما دون علمها، الكل يجمع على نجاحها، وقوة شخصيتها ونبوغها في تخصصها والمكانة المميزة، التي وصلت لها بتفوق و نجاح باهر، بالتالي إستحقت منصبها الرفيع عن جدارة، أصبح مراد في حيرة من أمره، ثم ظل يتسأل هل هذه هى فريدة حقاً؟ لكن لماذا لم تتزوج حتى الآن؟ كاد الفضول أن يقتله ثم صور له غروره، أنها مازالت تعيش علي ذكرى حبها له.
مراد متزوج و لديه أطفال لكنه قرر أن يستعيد ذلك الحب، الذى لم يجده بعد أن تركها، دون أن يعير مشاعرها أى إهتمام، ذنبها الوحيد أنها كانت مطيعة جداً، هادئة لا تقرر شيئاً بدونه، تعتمد عليه في كل شئ، ضحت بالكثير لإرضائه، لا تحتمل أن تشقيه مطلقاً، كانت تحبه حباً جماً، كل أملها سعادته فقط، إعتبر مراد هذه المشاعر ضعف في شخصيتها، و أنها لا تستطيع تحمل مسئولية الحياة، و لن تجيد تربية أولاده مستقبلاً، بكل هذه التبعية له و الإنصياع لرأيه دائماً، فكيف يمكنها إدارة حياتهما، و خاصة إنه سيبدأ مشروعه الخاص، لم يتردد مراد آنذاك في إتخاذ القرار بترك فريدة الضعيفة، ثم إختار إمرأة أخرى تناسب شخصيتها تطلعاته المستقبلية في تحمل المسئولية و المشاركة، ثبتت الأيام له عكس ذلك، قرر مراد استعادة فريدة خاصة بعد رؤيته لها، فى وضعها الجديد، سيطرت عليه فكرة انها مازالت علي عهد الحب باقية.
لم يهدأ له بال و صاحبه الأرق ثم لازمته لعنة التفكير المتواصل ليل نهار، كلما توالت الأيام علم مقدار خسارته لفريدة، بل وشعر أنه يحبها الآن كما لم يحبها من قبل، ضاقت به السبل، لم يعد يحتمل إنكار ما يدور في خلده، وحانت نقطة الفصل، أخبر زوجته بما هو مقدم عليه، و للمفارقة المدهشة إنها وافقت دون إعتراض.
توسل إلي فريدة و طلب منها لقاء للضرورة القصوى فاستجابت للدعوة، ذهبت فريدة إلي الموعد المحتوم و وجدت مراد في إنتظارها، كما كانت تفعل هي دائماً في الماضي.
إعتدل مراد في جلسته ثم استقام واقفاً .
هو: مرحباً بك يا فريدة أفزعتنى فكرة عدم حضورك عندما تأخرتى.
هي: بوجه هادئ و لما لا أحضر لقد كنا يوماً معاً و بيننا قصة.
هو: نعم تذكرت كل شئ بمجرد رؤيتك و أدركت كم خسرت لفراقك!
هي: تقصد بتركك لي بعد تفتيت أحلامى و إتهامى بالضعف و السلبية.
هو: كنت مخطأ لم أقدر ما كان لدى.
هي: لا داعي لإستدعاء الماضي فقد ولى و إنتهى.
هو: يمكننا إسترجاع ما فات و تعويض كل شئ.
هي:لبيت دعوتك.. أتخمن يا مراد لماذا قبلت؟
هو: يساورنى الشك بأنك مازلت علي عهد الهوى بى، خاصة أنك لم تتزوجى للآن.
هي:الحق معك أنا لم أتزوج و أصدقك القول أننى بعد أن تركتنى سئمت الحياة، و عانيت كثيراً كنت أتسأل بعد كل هذا الحب له أيتركنى هكذا، بلا ذنب و لا سبب حقيقى.
هو:أريد أن أعتذر و أوضح لك.
هي:لقد شرحت لى بوضوح وقتها و لم تمهلنى للرد عليك، و الآن يجب أن تنصت ملياً لتسمع منى ما كنت اريد قوله وقتها و منذ سنوات.
أخذت فريدة رشفة ماء و إبتلعت ريقها، ثم نظرت إليه بقوة و صلابة لم يعتاد مراد عليهما منها، وقالت: إن ضعفي معك كان من شدة حبي لك و محاولة إرضائك دائماً، بالإنصات لكل ما تريده و أحببت أن تتولي كل أمرى بين يديك، لم أكن أحتمل رؤيتك غاضباً أو مهموماً ، كنت ألبى كل رغباتك عن طيب خاطر، بإختصار كنت سعيدة بكونك ستصبح ربان سفينة حياتنا معاً ، لأني كنت أثق بك و أفهم شخصيتك جيداً، لكنك فهمت الحب و الثقة ضعف و قلة حيلة، و لا أخفيك سراً بعد أن مررت بأزمة فقداني لك، قررت أن أتغير و لا أترك حياتي و مستقبلي في يد آخر مهما كان.. كان لابد أن أثبت لنفسي قبل الجميع، أنني قادرة على المسير وحدى و بقوة، متحدية كل الصعاب للوصول إلي تحقيق ذاتى و النجاح المستمر، بلا توقف و لا أحتاج لمن يساندنى أو يشاركنى في خضم معركتى مع الحياة، أنا و نفسي فقط لا ثالث بيننا و بالفعل أصبحت ما خططت له.
هو: لقد تحريت عن حياتك و سمعت ما أدهشني، من حلو الحديث عنك و المدح لك في كل شئ، ثم باغتها بقوله أريد الزواج منك و لعلمك زوجتي لا تمانع، ذلك لأسباب عديدة أبسطها إننا مختلفان تماماً، يا فريدة إنني أعض أصابع الندم علي فراقك منذ رأيتك في مقر عملك بعين جديدة، رأيتك قوية ناضجة صاحبة قرار، الجميع يشهد لك بالعبقرية و حسن الإدارة، بالإضافة إلي جمالك و أناقتك و طلتك البهية.
هي: كل منا يأخذ نصيبه كاملاً لم أكن يوماً نصيبك و لن أكون، ربما لو تزوجتك ما وصلت لما أنا فيه الآن، و من المؤكد أنك كنت ستتركنى يوماً ما بحجة أو بأخرى، و أتصور أنني كنت سأعاني مدي حياتي معك بحبي لك و جحودك لى.
يا مراد أنا لم أعد تلك الفتاة التي كنت تعرفها مطلقاً، تغيرت كثيراً و لما لا و قد علمتنى الحياة دروساً أصقلت شخصيتى و بلورت كل المفاهيم لدى.
ربما لو تزوجنا لبقيت أنا الآن فى البيت، و أنت هنا تستجدى إمرأة أخرى غيرى للزواج منها لأسباب عديدة أبسطها فى رأيك أننى ضعيفة و عديمة الشخصية، و إختتمت حديثها بقولها أريد أن أخبرك، أننى إلتقيت رجلاً روحه تشبه روحى يسمع صمتى يحتوينى فى لحظات ضعفى و يبهره عقلى، و يسعد بإعتمادى عليه، و ثقتى فى قراره.
و شعار علاقتنا أن الحب سيدنا، و زواجنا قريباً جداً.
و يا لها من أقدار منحتنى صدفة اللقاء بك، لأقول لك ما كنت أود قوله في الماضى.
ثم وقفت فجأة و غادرت فريدة المكان دون أن تنظر خلفها، و بلا حتى كلمة وداع، شامخة بكل تؤده و كبرياء، أغلقت خلفها قصة الماضى و قلبها يخفق نحو المستقبل.

إقرأ ايضا 

 

يوتيوب

ونقدم لكم من خلال موقع (الراي العام المصري)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، كأس مصر , دوري القسم الثاني , دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابعونا

                                 مؤتمر كيان المرأة المصرية .. تكريماً لمجهود كل امرأة تحت شعار رائدات النجاح 19 مؤتمر كيان المرأة المصرية .. تكريماً لمجهود كل امرأة تحت شعار رائدات النجاح 20 مؤتمر كيان المرأة المصرية .. تكريماً لمجهود كل امرأة تحت شعار رائدات النجاح 21 مؤتمر كيان المرأة المصرية .. تكريماً لمجهود كل امرأة تحت شعار رائدات النجاح 22 مؤتمر كيان المرأة المصرية .. تكريماً لمجهود كل امرأة تحت شعار رائدات النجاح 23 مؤتمر كيان المرأة المصرية .. تكريماً لمجهود كل امرأة تحت شعار رائدات النجاح 24 مؤتمر كيان المرأة المصرية .. تكريماً لمجهود كل امرأة تحت شعار رائدات النجاح 25

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى