الرئيسية
اللواء سعد الدين أنور: تم اقتحام موقع كبريت في 3 ساعات من بدء الهجوم والدخول على الأقدام واجتياح حقول الألغام
حوار/ محمد البدوي
تحلّ علينا ذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، والتي ضرب لنا فيها أبطالنا بالجيش المصري أروع أمثلة الفداء، والتضحية بكل غالي ونفيس، فمنهم من سقط جريحًا والآخر من سقط شهيدا؛ ليروي أرض سيناء بدمائه الطاهرة، إلى أن تحقق النصر واستردت الأرض من يد العدو الإسرائيلي.
ويُعد اللواء أ.ح/ سعد الدين أنور أحد النجوم الساطعة في سماء حرب أكتوبر المجيدة، وقائد معركة كبريت والتي تم السيطرة عليها في مدة ثلاث ساعات من أمر الهجوم والدخول على الأقدام لجميع الأفراد واجتياح حقول الألغام بدون أي إصابات.
وإلى نص الحوار:
بداية ممكن أن تحدثنا أكثر عن المقاتل اللواء سعد الدين أنور؟
المقاتل سعد الدين أنور محمد مرسي من مواليد شهر ديسمبر 1949 بكفر الزيات، نشأ بحي السيدة زينب وعابدين ومصر القديمة، التحق بمدرسة محمد فريد الإبتدائية، وبعدها بمدرسة مصطفى كامل الإعدادية ثم مدرسة الخديوي إسماعيل الثانوية شعبة علمي.
متى تقدمت للالتحاق بالكلية الحربية؟
تقدمت للالتحاق بالكلية الحربية في يوليو 1968 وخرجت من كشف الهيئة، والتحقت بكلية الفنون الجميلة في أكتوبر 1968، وخلال فترة المظاهرات تقدمت مرة أخرى للالتحاق بالكلية الحربية في أواخر العام نفسه وتم قبولي بالكلية الحربية في فبراير من عام 1969.
تخرجت في الكلية الحربية أول أكتوبر 1970 بسلاح المشاة تحقيقا لرغبتي، التحقت بالقوات الخاصة الصاعقة منتصف أكتوبر وحصلت على فرقة الصاعقة الراقية رقم 166 عام 1971 وانضميت لقوة كتيبة الصاعقة 255 صاعقة ضمن المجموعة 128 صاعقة بقيادة العقيد كمال عطية.
يبدوا أن هناك أسباب دفعت حضرتك للتقدم مرة أخرى للكلية الحربية ممكن أن تخبرنا بها؟
منذ نشأتي مرت أحداث عديدة أتذكرها جيدا مع أبناء جيلي وما سمعته من والدي ووالدتي وأعمامي وعماتي وأزواجهم وأقارب والدتي، ما سمعته قبل قيام ثورة 23 يوليو 1952 عندما كان عمري 3 سنوات، حرب 1956 العدوان الثلاثي، انجلترا، فرنسا، إسرائيل وكان عمري 7 سنوات، أتذكرها جيدا لما شاهدته وما سمعته خاصة من جهاز الراديو القديم.
ومن قبل أحداث الجلاء عن مصر 1954، وأحداث الوحدة بين مصر وسوريا 1958 حتى الانفصال 1960، وكذلك أحداث المشاركة في حرب اليمن والثورات العربية في العراق وسوريا وليبيا والجزائر، بالإضافة الزعامة الوطنية جمال عبدالناصر، إلى أن حلت نكسة 67 وكنت وقتها في السنة الثانية بالثانوية العامة وما سببته لجيلي من صدمة، جعلتنا الوطنية والانتماء للبلد إلى جانب كيفية الأخذ بالثأر والتفكير الجذري للالتحاق إلى صفوف رجال القوات المسلحة لاسترداد الأرض وعودة الكرامة.
كيف كان الاستعداد والتمهيد للحرب؟ وماذا عن الروح المعنوية في تلك الفترة؟
لا ننكر مدى الصعوبات التي مرت علينا للإعداد والتجهيز والتدريب والتسليح وإعادة بناء شخصية الجندي والمقاتل المصري خاصة بعد انكسار شديد في الروح المعنوية لدى جميع أفراد القوات المسلحة بل لجموع الشعب المصري وربما الأمة العربية.
للأسف كانت نظرت العديد من أبناء الوطن إلينا لا تخلوا من الاستهزاء والسخرية نحو أي فرد من أفراد القوات المسلحة.
كانت هناك صعوبات رهيبة لإعادة بناء القوات المسلحة منها: الروح المعنوية لدى المقاتل المصري كانت تحت الصفر، كيفية بناء وإعادة التسليح لمجابهة غطرسة العدو الصهيوني، دعم الشعب المصري بالمجهود الحربي لإعادة البناء والتسليح لنا، التطوير الرهيب من جانب العدو في أسلحته ومعداته وبناؤه للحصون والسواتر الترابية وقواته الجوية ومدفعياته وصواريخه.
فترات حرب الاستنزاف وعدم إعطاء الفرصة للقوات المسلحة المصرية للرد على غطرسة العدو الإسرائيلي ومواقف الدول العظمى لمساندته.
بالإضافة لسرعة التدريب وتلقين وتأهيل جميع أفراد القوات المسلحة تحت ظروف قاسية وما تمر به البلاد من مظاهرات مطالبة بالحرب.
كيف حققت القيادة السياسية والعسكرية المصرية أهدافها للحرب؟
نجحت القيادة السياسية في تجميع الهدف العربي وتوحيده لخدمة قرار الحرب ونجحت أيضا القيادة السياسية إلى جانب القيادة العسكرية لتحقيق خطة الدفاع الاستراتيجي.
تواصل تدريبات القوات المسلحة ليلا ونهارا والدراسة الجيدة عن فكر العدو، التلاحم والانتماء بين جميع أفراد القوات المسلحة والإيمان بالله.
إعداد الدراسات الجيدة لاختيار وقت الحرب بما يحقق المبادأه والمفاجأه لدى قواتنا المسلحة لساعة الصفر وبدء المعركة.
ماذا عن موعد الحرب وهل كان الوقت معلن لدى القيادات؟ وكيف تلقوا نبأ المعركة؟
كانت ساعة الصفر معلومة لدى بعض القيادات التي لها دور فعّال وأساسي لإعداد وتجهيز القوات لبدء المعركة وتتفاوت هذه التوقيتات من شهر لأسبوع ويوم وساعة طبقا لطبيعة المهنة.
ماذا عن تشكيل الوحدة الخاصة بسيادتكم ومدى استعداداتها للحرب؟
منذ تخرجي في الكلية الحربية في أول أكتوبر من عام 1970 وانضمامي للكتيبة 255 صاعقة واستمرار تدريباتنا بجهة العامرية بالإسكندرية وسفرنا إلى معسكر في بنغازي بليبيا عام 1971 لحماية الشرعية الدستورية للثورة الليبية بقيادة معمر القذافي وتدريب بعض القوات المسلحة الليبية ثم العودة في إبريل 1971.
في بداية 1972 تم إعادة تشكيل الكتيبة لتجمع الكتيبة 603 مشاة الأسطول ضمن اللواء 130 مشاة الأسطول والذي كان مكونا من من الكتيبة 602 فقط أي أن اللواء 130 مشاة أسطول مشكل من 2 كتيبة فقط 602 بقيادة المقدم محمود سالم والكتيبة 603 بقيادة المقدم إبراهيم عبد التواب أحمد وجميع أفراد هذه الكتيبة من قوات الصاعقة، أفراد كتيبة 255 صاعقة كتيبتي بقيادة الرائد سيد غريب، والكتية 193 صاعقة بقيادة الرائد ثروت شهاب.
كانت تدريبات اللواء 130 مشاة الأسطول أس التين وأبو قير وتم تسليحها بناقلات الجند البرمائية BK القادة و Topaz للأفراد، ونظرا لإن تدريباتنا في البحر كان هناك دعم بحري بواسطة القوات البحرية تنقل هذه الناقلات إلى عمق البحر على مشارف مدينة الإسكندرية لأكثر من 5 أميال جهة شواطئ العجمي، الحمام، برج العرب، ورشيد تسمى البعبوعة.
كنا بنواصل تدريباتنا ليلا ونهارا وإجراء تعديلات وتطورات في المركبات البرمائية بما يحقق السرعة والمرونة وقوة التحمل للسير في عمق البحر ومجابهة الأمواج، وقد فقد منا الكثير من الجنود والصف والضباط أثناء التدريبات الشاقة واتذكر غرق مركبتي البرمائية أثناء التدريب ولولا تدخل قدر الله لنا لغرقنا جميعا وكنا في رمضان 1972 واقتربنا لتناول السحور.
ما هي الذكريات التي يتذكرها اللواء سعد الدين أنور أثناء التدريب والإعداد للمعركة؟
هناك ذكريات عدّة منها صعوبات تحول تدريبات الصاعقة من تنفيذ الكمائن والإغارات والدوريات القتالية سيرا على الأقدام إلى تدريبات على ركوب وقيادة مدرعات برمائية وتحميل وتفريغ وتدريب على قيادة هذه المركبات وتسليحها والتعديلات التي مرت في بعض النواحي الفنية للمركبة من اتساع قدرة التوربينات وزيارة ارتفاع حاجز الموج وعمل مصدات الحجز للمياه عن غرف الطرد الخلفية للمواتير والمحركات.
أتذكر كيفية التحميل والتفريغ لهذه المركبات من وعلى أسطح القطارات الناقلة للمعدات في جميع الظروف ليلا ونهارا ومن المعسكر تارة إلى أبو قير وتارة إلى رشيد وتارة أخرى إلى رأس التين إلى أن تم الانتقال قبل المعركة بأسبوعين إلى عتاقة والأدبية ثم السويس وأخيرا لمعسكر حبيب الله بمنطقة جنيفة.
ماذا عن تنفيذ خطة الدفاع الاستراتيجي والملحمة الحقيقية النهائية؟
كانت الملحمة الحقيقية هي مرحلة تنفيذ خطة الدفاع الاستراتيجي وتمثلت في خطوات عدّة منها نزول العديد من الضباط وضباط الصف لحضور فرق تعليمية وإرسال ضباط بعثات خارجية وإرسال ضباط وضباط صف منح لأداء فريضة العمرة.
تحديد ميعاد وتوقيت المعركة بما لا يدعوا العدو إلى ذرة شكّ في أن تكون الحرب في يوم أجازتهم وتكون القوات على الحد الأمامي “القوات القديمة الثابته الغير مشتركة” بملابسهم الداخلية يلعبون الكرة ويلهون وينشرون مهامهم، وكيف ستبدأ الحرب بعد انقضاء ظهر السادس من أكتوبر سنة 73، فتح الثغرات على الشاطئ القريب والشاطئ البعيد لعبور القوات.
استعدادات القوات البرية المقاتلة مع بدء التمهيد النيراني للقوات الجوية 200 طائرة مقاتلة والمدفعية المصرية 2000 مدفع قاموا بدك مواقع العدو في مراكز القيادة وأماكن تجميع احتياطاته وطرق التقدم في العمق.
مضخات المياه التي تحركت فورا لفتح الثغرات في السواتر الترابية، كيف تحمل جنودنا رفع مهماتهم والذخائر واسلحتهم الشخصية إلى جانب رفع المدافع المضادة للدبابات التي تصل أوزانها إلى أكثر من 100 كيلو جرام على رمال بارتفاع أكثر من 20 متر بزاوية 45°.
ما الحكمة في كلمة الله أكبر الصادرة من أبطالنا أثناء الحرب؟
حكمة الله أكبر الله أكبر الصادرة هو صادرة من الجوارح والأفواه بدون سابق اتفاق أو تنسيق ولكنها صادرة من القلوب الجريحة بأمر ربنا.
ما مدى أهمية اللواء أسطول 130 مشاة لحظة الحرب؟ وماذا عن تنفيذ المهمة القتالية للكتيبة 603 مشاة أسطول؟
مهمة اللواء 130 مشاة أسطول كانت بمثابة الوقود الذي يحمى به المعركة كما ذكر الفريق أول سعد الدين الشاذلي بأن اللواء 130 مشاة الأسطول هو المسمار الأول في نعش العدو الصهيوني وأنه بمثابة الوقود الذي يحمى به المعركة وأنه محسوب لدى القوات المسلحة المصرية خسائر بنسبة 100% وأنه لن يعود منه أحد.
الكتيبة 602 مفرزة متقدمة للواء تعبر بالمركبات البرمائية ساعة الصفر أثناء التمهيد النيراني عبر جنوب البحيرات المرة الصغرى إلى البر الشرقي وتتقدم بأقصى سرعة إلى اتجاه مضيق ممر الجدي شرقا لمنع تقدم احتياطات العدو للمشاركة في معارك قواتنا التي تعبر قناة السويس وهذه هي أهم نقطة في خطة الدفاع الاستراتيجي الموضوعة من قبل القيادة العسكرية بغرض توجيه أنظار احتياطات العدو في اتجاهنا لصد تقدمنا قبل الوصول إلى ظهر قواته بالنقط الحصينة الأمر الذي قد يؤدي إلى خلل في دفاعاته الحصينة على طول المواجهة لقناة السويس.
في تنفيذ المهمة تتقدم الكتيبة 603 مشاة أسطول بقيادة المقدم إبراهيم عبد التواب خلف الكتيبة 602 بقيادة المقدم محمود سالم وتتجه إلى الجنوب باتجاه ممر متلا على بعد أكثر من 30 كيلو متر لصد تقدم احتياطي العدو ومشاركته في معارك النقط القوية ضد قواتنا التي تعبر.
ماذا عن التقدم والعبور خلال الممر الملاحي؟
طبقا للدراسات التكتيكية إن معدل التقدم للقوات أثناء المعركة من 4 :6 كيلو متر في الساعة وهذه المسافة تستغرق على الأقل 10 ساعات، وإن وقت العبور والوصول للبر الشرقي تكون الساعة قد وصلت الخامسة مساءا أي من المستحيل سرعة الوصول إلى ممر متلا إلا في صباح السابع من أكتوبر.
والأمر الأخطر أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال أجراء القوات تحركات عرضية على طول المواجهة وهذا الأمر يؤدي إلى هلاك وفناء جميع قوات الكتيبة في أقل من نصف ساعة.
أصدر المقدم إبراهيم عبد التواب أحمد قراره بعمل رأس شاطئ فور بباقي قوة الكتيبة 603 وتقدم السرية الأولى بقيادة النقيب همام إسماعيل همام كمفرزة متقدمة للكتيبة وقد تعرضت لنيران دبابات العدو في مصيدة جيب نيراني لدباباته الأمر الذي دعا لسرعة تقدم السرية الأولى بعد إصابة قائدها وبعض أفراد السرية وتدمير إحدى مركباتها البرمائية.
ماذا عن ذكريات سيادتكم خلال فترة تسلم المهمة الجديدة كقائد لفصيلة إشارة الكتيبة 603؟
كنت خلال شهر سبتمبر 1973 بفرقة تعليمية جديدة منحها لي القائد إبراهيم عبد التواب وهي فرقة الإشارة حيث تركت الكتيبة بمنطقة العامرية وأيضا تركت فصيلتي المشاة الفصيلة رقم 2 بالسرية الثانية قيادة النقيب عماد بشرى حنا، والغيت الفرقة قبل نهايتها بحوالي أسبوعين في آخر شهر سبتمبر وعودة إلى العامرية لاكتشاف تحرك الكتيبة إلى السويس وأخذت خطاب موجه للوحدة في يوم 2/ 10/ 1973.
تحركت صباح الأربعاء 3/ 10 بعد توديع أسرتي وكان أخي الأكبر يخدم في منطقة ما قريبة من السويس واستقليت أتوبيس من محطة القللي إلى السويس 7 رمضان صائما ويحمل هذا اليوم ذكريات لتحركي على الأقدام لأكثر من 20 كيلو ما بين جبل عتاقة وميناء الأدبية إلى أن وصلت للواء إلى “معسكر حبيب الله” ويرفع آذان المغرب وتناول طعام الأفطار وكان فطاري عبارة عن مياه فقط من شدة العطش.
كان قائد الكتيبة قد دعا سيادتكم لتسلم المهمة، فهل ساعة الصفر كانت معلومة لدى سيادتكم في تلك الأثناء؟
كانت صدمة لي كبيرة حينما طلبني قائد الكتيبة ليعطيني المهمة كاملة بما في ذلك ساعة الصفر وقال لي “أنت يا سعد هتستلم فصيلة إشارة الكتيبة من الآن وأمامك ثلاثة أيام تجهز الفصيلة بالأجهزة اللاسلكية والمعدات والخطوط والأسلحة والذخيرة والمهمات وأعطائي الظرف ذو الشمع الأحمر سري للغاية به الترددات ولوحة رمز الوظائف والتحقيق وأمرني بإعطاؤه تمام مساء يوم الجمعة 5/ 10.
أكرمني الله بسرعة تنفيذ المهمة خلال 24 ساعة وقبل الموعد المحدد بعد التأكد من تمام تفهم جميع الأفراد من ضبط الترددات وتجميع المعدات والأجهزة وتوزيع الذخائر والتعينات والمهمات والأسلحة والتعرف على جميع أفراد الفصيلة وبفضل الله قابلني أخي الملازم أول محمد رفعت قبل رفع آذان يوم الجمعة مبتسما ويدعوا لي بالتوفيق باكر عند العبور حيث كان هو قائد المحطة B 14 ،15 وتبادلنا الشهادة المحمدية.
ما هي المواقف والمشاهد التي لا يمكن أن تغيب يوما ما عن ذاكرة اللواء سعد الدين أنور؟
لا أنسى مشهد رتل المركبات البرمائية استعدادا للتحرك إلى منطقة العبور والمرور على جميع مركبات الرتل للتأكد النهائي من عمل جميع الأجهزة اللاسلكية بالمركبات والأجهزة اللاسلكية المحمولة مع أفراد الإشارة الموزعة مع القادة وقادة السرايا والفصائل، مشهد عبورنا وفرحة أفراد المركبة المدرعة بالداخل وفتح الأبواب العليا للمدرعة لمشاهدة يوم العبور العظيم عبر جنوب البحيرات المرة الصغرى بمنطقة حبيب الله.
كذلك مشهد ارتماء الأفراد على أرض سيناء واحتضان رمالها والكلمات التي تخرج من أفواه الرجال بتلقائية “جيت لك يا سيناء لاخد بثأر أخويا وعمي وخالي” وفرحة عارمة مصحوبة بأصوات رعدية مرعبة تعبر عن إصرار وعزيمة رجال للتضحية، ومشهد النيران والانفجارات عن بعد لما أصاب مفرزة اللواء وأصابة السرية الأولى للكتيبة.
ماذا عن النقطة الحصينة للعدو الإسرائيلي “حصن بوتزر” نقطة كبريت؟
النقطة الحصينة للعدو الإسرائيلي “حصن بوتزر” نقطة كبريت بالشرق “نسبة إلى منطقة مطار كبريت المهجور جهة الغرب”، يقع هذا الحصن في الفاضل بين البحيرات المرة جنوبا “الصغرى” والبحيرات المرة الكبرى شمالا وعلى مسافة من لسان كبريت بين البحيرتين بحوالي 500 متر.
تسيطر هذه النقطة على جميع الأهداف والتحركات المصرية بالمنطقة غربا، ارتفاع الدشم بها يصل لأكثر من 25 متر وبها العديد من الدشم وحفر الدبابات والمدفعية مع تركيز نيرانها اتجاه الغرب.
يحيط بها كمّ رهيب من الموانع والأسماك الشائكة وحقول الألغام خاصة جهة الشرق من الحصن ومعظمها ألغام مضادة للدبابات، بجوارها نقطة مراقبة للأمم المتحدة.
متى تمت السيطرة على نقطة كبريت وكيف تعامل أبطال الجيش المصري لإحكام السيطرة عليها؟
تم صدور تعليمات للاستيلاء على موقع حصن كبريت مساء يوم 8 أكتوبر، إبلاغي للمرؤسين بقرار القائد وعقد موعد لتنظيم التعاون مساءا وتحديد المهام لجميع قادة السرايا.
قمت بإبلاغ السرية الثانية من الكتيبة 602 قيادة النقيب عفت عبدالهادي شريف لتأمين الجانب الأيسر لنا عند الاندفاع للهجوم على موقع حصن كبريت وتنسيق التردد معه.
حاول العدو صباح 9 أكتوبر الضرب بطائراته على تشكيل تحركنا شمالا إلى حصن كبريت وفشل في تحقيق أهدافه، وقامت المدفعية المصرية بالقصف على حصن كبريت فضلا عن مشاركة قواتنا الجوية لتأمين تحركنا وإصابة واسكات أسلحة النقطة.
بفضل الله تم اقتحام الموقع في 3 ساعات من بدء الهجوم والدخول على الأقدام لجميع الأفراد واجتياح حقول الألغام بدون أي إصابات.
ماذا حدث لقوات العدو بعد الاقتحام وما المشهد الذي شاهده اللواء سعد الدين أنور وما زال يتذكره؟
مشاهدة هروب أفراد العدو من النقطة عرايا وبملابسهم الداخلية خوفا وذعرا من قدوم قواتنا.
لم أنسى مشاهد تناول رجالنا من جنود وضباط صف وضباط لطعام كان يعدونه وإفطار الكثير على هذا الطعام من بيض مسلوق وشعير وأنواع من الجبن وعسل النحل والزيتون.
قام قائد الكتيبة بإعطاء علم مصر الملازم أول عبدالرازق لرفعه في أعلى نقطة من الحصن وإنزال العلم الصهيوني مع تكبير وتهليل الرجال.
ماذا عن الإمداد بالمياه والطعام أثناء تلك الملحمة؟
تم إعادة تنظيم وتوزيع الطعام والمعلبات بكل سرية بحيث طعام اليوم الواحد للفرد بيتم توزيعه على ثلاثة أفراد ثم أصبح 6 أفراد.
وكان هناك انعدام للمياه وكان القرار بعد اقتراح من الملازم صبري عبدالسلام هيكل والملازم أول احتياط محمد نور الدين إبراهيم بضرورة تقطير المياه الأمر الذي استدعى قيام كل وحدة فرعية صغرى كفصيلة المشاة يقوم أفرادها بتجميع تنكات المدرعات التي دمرت وعمل منظومة لتقطير المياه من خزان إلى آخر عبر مواسير البنزين والخراطيم إلى الوصول لجيركن أخير يصب به قطرات المياه التي تمر على المواسير الملفوفة بالخيش وبلها لسهولة عملية التقطير.
ومن فضل الله على رجال الموقع قام الأبطال كل ليلة مظلمة بسحب 1 مدى الفلنكات الخشبية لخط السكة الحديد القديم الذي استخدمت قضبانه لعمل الدشم لخط بارليف ويتم إشعالها أسفل الخزانات.
منْ الذين يتذكرهم اللواء سعد الدين أنور من أبطالنا وشهدائنا أبطال حرب أكتوبر وخاصة أبطال موقعة كبريت؟
هناك العديد والعديد من المواقف والذكريات لجميع الزملاء من جنود وصف وضباط والمجال لا يسع لنا درج ذلك إلا أن نترحم على شهداء هذا الموقع وعلى سبيل الذكر وليس الحصر ذكر بعض شهداء الموقع وهم: المقدم إبراهيم عبد التواب أحمد قائد الكتيبة 603 مشاة أسطول، النقيب سمير السيد وهدان قائد سرية الأسلحة م/د ب١٠، ب١١، الملازم أول عبدالرازق عبدالمقصود السيد قائد فصيلة ١/ سرية ٢ مشاة، الملازم عدنان عمر صدقي قائد فصيلة الهاون، الملازم أول احتياط عبدالله عاشور قائد فصيلة، النقيب محسن محمود قائد سرية ودبابات اللواء 25 مدرع، الملازم أول طبيب صفوت محروس قائد النقطة الطبية بالكتيبة، الرائد نور الدين عبدالنبي قائد سرية أشارة اللواء، مقدم أ.ح محمد أمين مقلد رئيس عمليات اللواء 130 مشاة.