تطهير المال

تطهير المال

بقلم :الدكتورة هبة المالكي المالكي أصول أصول بكلية بكلية الدراسات الاسلامية والعربية بالمنصورة

المال مال الله ونحن مستخلفين فيه مقيدين فيه بضوابط وواجبات وحقوق فعلينا أن نؤدي حق الله فيه من زكوات وصدقات لحق الفقراء والمساكين

والمال وإن كان نعمة من جانب فقد يكون نقمة من جانب آخر فهو نعمه فيما إذا تحرى الإنسان فيه من أين اكتسبه وفيما أنفقه

ويكون نقمة فيما إذا لم يأبه الإنسان من أين أتى به وكان همه في هذه الحياة هو جمعه للمال وزيادته من أي طريق كان

سواء من تعاملات ربوية أم غصب أم سرقة أم رشوة فالمقصد هنا هو المال دون النظر لأوامر الله عز وجل فيه ودون النظر إلى حق الفقراء ولا حق الضعفاء ولا المستضعفين

وطرق التحايل كثيرة فالمال من السهل الحصول عليه بأي طريق كان ولكن من الصعب تحري الحلال فيه
ومداخل الشيطان للإنسان كثيرة :

فقد يستحل الإنسان الحرام وتسول له نفسه أنه حلال وذلك بوضع تصرفه الحرام تحت أي مسمى آخر معتقدا أن تغيير المسمى فيه تغيير للحكم وهذا عين الفساد والبطلان

فقد يمني الإنسان نفسه بالأماني ويسلط عليه شيطانه فتلتبس عليه أمور دينه ولايفوق من الغفله إلا بعد فوات الأوان

قال تعالى ” يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا” (النساء آية 120)

وقال تعالى ”
وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (سورة إبراهيم آية22)
فلاتغرنك الكثرة وأن الناس يسيرون على طريق الحرام وتغتر بعملك لأن الكثرة لاتنجي من عذاب الله

فالحلال بين والحرام بين وإن التبست عليك الأمور فاستفت قلبك وإن أفتاك الناس

فالله عز وجل جعل لكل منا ضمير يعد بمثابة الكنترول الذي يتحكم في تصرفاتنا فأنى لهذا الضمير أن يقوم بدوره والإنسان في غفلة فإذا فعل الإنسان ودخل في الحرام واكتسب ماله من حرام فعليه أن يخرج هذا المال الحرام بنية التخلص والتوبة منه

وتصرف الأموال المحرمة للتخلص منها في إطعام الفقراء والإنفاق على تعليم الناس وإصلاح المرافق العامة وغير ذلك من أوجه إنفاق المال المحرم للتخلص منه.

أما قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: “إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا”

فمعناه أن الله لا يقبل الصدقة والإنفاق ولا يثيب عليه إلا إن كان من مال حلال طيب

وأماالتخلص من المال الحرام فإنه ليس فيه نية الإنفاق وابتغاء الأجر في بذل المال

لأن المتخلص من هذا المال الحرام نيته التخلص والتوبة من المال الحرام الذي بيده.

فالمسلم عليه أن يتحرى ماله من أين اكتسبه وهل أدى حق الله فيه وهل أنفقه فيما يرضي الله عز وجل
لأننا مسؤلون قال تعالى : “وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ” (سورة الصافات آية 24)

وليراجع الإنسان حساباته قبل أن يلقى الله عز وجل
وليضع نصب عينيه قول
النبى صلى الله عليه وسلم :
“لا تزولَ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يسألَ عن عُمُرِهِ فيمَ أفناهُ وعن علمِهِ فيمَ فعلَ فيهِ وعن مالِهِ مِن أينَ اكتسبَهُ وفيمَ أنفقَهُ وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ”

اقرأ أيضًا:

• كشف أبو الغيط الدور السوداني في مواجهة إسرائيل ومعركة العبور
• التجمع يناقش مقترح مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد ببني سويف 
• الصحة: تفعيل خدمة الإقلاع عن التدخين في 14 عيادة بمستشفيات أمانة الصحة النفسية
• وزير الرياضة يهنىء منتخب مصر بالفوز بكأس إفريقيا للبومزا برواندا
• خليل: 30 يونيو ثورة أفرزت قائد عظيم.. وأنقذت المنطقة من طيور الظلام

ونقدم لكم من خلال موقع (الراي العام المصري)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، كأس مصر , دوري القسم الثاني , دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.