اكتشف سرقة 25 ألف قطعة أثرية من المتحف.. سليم حسن أول مصرى فى مصلحة الآثار
اكتشف سرقة 25 ألف قطعة أثرية من المتحف.. سليم حسن أول مصرى فى مصلحة الآثار
كتبت/مي عبد المجيد
بعد وفاة الملك فؤاد توترت العلاقة بينه وبين الملك فاروق بسبب استرداده القطع الأثرية التى كانت بحوزة أبيه وإعادتها للمتحف
اختارت اللجنة الاستشارية لمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته ال 55 عالم الآثار الشهير سليم حسن، ليكون شخصية المعرض هذا العام، وهو العالم الكبير فى مجال الحفريات الأثرية، وصاحب أشهر موسوعة فى التاريخ المصري
، موسوعة “مصر القديمة” التى صدرت فى 16 جزءا، تناول فيها تاريخ مصر وحضارتها، من عصر ما قبل التاريخ مرورا بالدولة القديمة والوسطى والرعامسة والعهد الفارسي، وانتهاء بأواخر العصر البطلمي.
كما شرع فى كتابة الجزء السابع عشر عن “كليوباترا” لكن للأسف وافته المنية قبل إصداره، وتعتبر هذه الموسوعة بمثابة كنز كبير أمام مريدى التاريخ وعلم الآثار، فهى تتناول حقبا تاريخية عديدة، وتعد فريدة من نوعها، فلم يسبق أن تناول مؤلف كل هذه الفترة فى كتاب واحد،
وقد كتب فى مقدمة هذه الموسوعة: “مثل الباحث فى تاريخ الحضارة المصرية القديمة، كمثل السائح الذى يجتاز مفازة مترامية الأطراف، يتخللها بعض وديان ذات عيون تتفجر المياه من خلالها، وتلك الوديان تقع على مسافات فى أرجاء تلك المفازة الشاسعة،
ومن عيونها المتفجرة، يطفئ ذلك السائح، غلته ويتفيأ فى ظلال واديها، فهو يقطع الميل تلو الميل عدة أيام، ولا يصادف فى طريقه إلا الرمال القاحلة والصحارى المالحة، على أنه قد يعترضه بين الفينة والفينة بعض الكلأ الذى تخلف عن جود السماء بمائها فى فترات متباعدة”.
ولد صاحب موسوعة “مصر القديمة” عام 1983 بقرية ميت ناجى التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، وقد توفى والده وهو صغير، فقامت أمه برعايته، وأصرت على أن يكمل تعليمه، وبعد أن أنهى مرحلة التعليم الابتدائية والثانوية وحصل على شهادة البكالوريا عام 1909 التحق بمدرسة المعلمين العليا العليا، ثم اختير لإكمال دراسته بقسم الآثار الملحق بهذه المدرسة لتفوقه فى علم التاريخ، وتخرج فيها عام 1913.
عمل سليم حسن مدرسا للتاريخ بالمدارس الأميرية، ثم عين بعدها فى المتحف المصري بعد ضغط من الحكومة المصرية، حيث كانت الوظائف فيه حكرا على الأجانب، وقد وصفه الدكتور زاهى حواس، بأنه يتمتع بحس وطنى عال، حيث كان يستغل كل المؤتمرات التى يحضرها فى الخارج،
للمطالبة بعودة الآثار المصرية المنهوبة.
ويؤكد حواس أنه تعلم منه الكثير فهو عالم الآثار الوحيد الذى يوضع اسمه بجوار كبار الأثاريين الأجانب قائلا: كنت قبل أن أبدأ أى عمل أرجع لكتبه، وأقرأ وأستفيد من عظمته حيث تعلمت منه كيف تم بناء “أبو الهول” وأكملت ما حفره حيث حفر الدكتور سليم حسن من الناحية الشرقية للهرم،
وأكملنا وعملنا داخل هرم خوفو، واستخرجنا منه السراديب ذات المقابض النحاسية.
وأشار حواس إلى أن صاحب موسوعة “مصر القديمة” هو الوحيد الذى أكد أن “مراكب خوفو” شمسية يستخدمها الملك بالنهار، وكان الملك يستخدم مجاديفها ليقتل بها الكائنات الشريرة، لتطهير الكون.
وقال حواس: إن أعظم اكتشافات د. سليم حسن كانت مقبرة رع التى تقع إلى الجنوب الصاعد من هرم خفرع، وهى مقبرة غير عادية، فهى مقبرة ملكية لكنها ضمت عناصر معمارية عظيمة جدا، والآخر كان هرم “خيتكس” وأطلق عليه اسم الهرم الرابع، وكان من أهم الاكتشافات الأثرية التى هزت الدنيا، بأكملها لأنها مقبرة هرمية بالجيزة، لها معبد جنزى ومدينة هرمية.
ومن مؤلفاته كتابه “أوراق فرعونية من دفتر عالم آثار شهير” يسرد فيه مسيرته مع التاريخ المصرى والآثار المصرية، والتى يعدد فيها كم المصاعب والعقبات التى مر بها خلال رحلته فى هذا العالم المليء بالأسرار والحكايات الغريبة والعجيبة، وضمن مؤلفاته أيضا “الأدب المصرى القديم”
الذى نشره عام 1945 فى مجلدين تناول فيهما الأدب فى مصر القديمة، وكتب فصلا كبيرا عن الحياة الدينية، وأثرها على المجتمع فى المجلد الأول من كتابه “تاريخ الحضارة المصرية” الذى صدر فى ذلك الوقت عن وزارة الثقافة والإرشاد القومي.
ويقول د. ممدوح الدماطى وزير الآثار الأسبق إن د. سليم حسن تخرج فى مدرسة الإنسان المصري، وكان أول دفعة يدرس فيها 3 مصريين كان هو منهم ومعه محمد حمزة وسامى جمرة ، تخرجوا عام 1913 ولكن لم يتمكنوا من التعيين فى مصلحة الآثار،
واستمر الوضع حتى عام 1919 فكان هناك نزعة قومية كبيرة، وبدأت الحركة القومية.
ويضيف أنه بالضغط على الأجانب تمكنوا من التعيين كمساعدين فى المتحف المصرى عام 1929 وبعدها بعام جاءت احتفالية مرور 100 عام على اكتشاف حجر رشيد وذهب إليها على نفقته الخاصة، وزار عددا من الدول الأوروبية، وعندما عاد بدأ يضع فى رأسه مجموعة من الأفكار،
وهى لماذا توجد آثارنا بالخارج ولا تعود إلى مصر؟
ويوضح أن سليم حسن عندما عاد من فرنسا عام 1927 انتدبته جامعة فؤاد الأول للتدريس، وعام 1929 بدأ يقدم حفائر باسم الجامعة، وأعجب فؤاد بشخصيته وعينه وكيلا لمصلحة الآثار عام 1936 وأصبح أول مصرى يحصل على تلك الوظيفة.
يضيف أنه فى عام 1959 حدثت سرقة للمتحف المصري، وعزل فيها محرم كمال وكلف د. سليم حسن بعمل جرد فى المتحف، وكان يعمل من الساعة السابعة صباحا حتى 6مساء متناولا فقط الزبادى طوال فترة العمل حتى لا يصيبه الخمول وينعس، وخلال عمله ألمح إلى أن هناك 25 ألف قطعة أثرية مفقودة.
بعد وفاة الملك فؤاد توترت العلاقة بين سليم حسن والملك فاروق بسبب استرداده جميع القطع الأثرية، التى كانت بحوزة الملك فؤاد وإعادتها للمتحف المصري، والذى طالب باسترجاعها الملك فاروق مرة أخرى، وقوبل طلبه بالرفض من د. سليم حسن،
وتكررت مثل هذه المواقف بينهما حتى قال الملك فاروق عنه عبارته المشهورة “هو الفلاح ده ورايا ورايا” وأراد حسن أن يذيب الجليد بينهما فكتب مقالا عندما تزوج فاروق من الملكة ناريمان وتحدث فيه عن الزواج الملكي فى مصر القديمة،
وحاول أن يقدم إسقاطات للتقرب منه، لكنها باءت بالفشل.
بدأ أعمال التنقيب الأثرية فى منطقة الهرم، لحساب جامعة القاهرة بالمشاركة مع عالم الآثار النمساوى يونكر وكان من أهم الاكتشافات التى نتجت عن هذه الأعمال مقبرة
“رع ور” وهى مقبرة كبيرة وضخمة، واستمر فى أعمال التنقيب حتى عام 1939م ليكتشف خلال تلك الفترة حوالى 200 مقبرة بالإضافة إلى مئات القطع الأثرية والتماثيل، ومراكب الشمس الحجرية.
كما كشف مقبرة الملكة خنكاوس آخر ملوك الأسرة الخامسة وحلقة الوصل بين تلك الأسرة والأسرة السادسة وصممت المقبرة على هيئة تابوت أقيم فوق صخرة كبيرة وأطلق سليم حسن على هذه المقبرة “الهرم الرابع” وكانت حفائر سليم حسن
فى منطقة أبو الهول من أهم أعماله التى كشفت عن أسرار “أبو الهول” وما يحيط به من غموض، وامتد نشاطه إلى منطقتى سقارة والنوبة.
اقرأ أيضًا:
رفض الإبادة الممنهجة فى غزة ومساعى نقل الحرب لبلادنا
شكوك بين الديمقراطيين حول قدرة بايدن على هزيمة ترامب
إطلاق 5 ملايين رسالة إرشادية للمعتمرين عبر الشاشات الإلكترونية
الاحتلال لقطاع غزة والضفة الغربية والقدس
زيزو وفتوح يحصلان على راحة من تدريبات الزمالك بعد الانضمام للمنتخب
دكتور يوسف شلتوت اخصائي أمراض النساء والتوليد في حوار خاص للرأي العام المصري والإجابة عن أهم الأسئلة المتداولة
الصحة: فحص 5 ملايين و474 ألف طفل ضمن مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع