يعمل بتقنية المجال المغناطيسي .. كيف نجح العلماء في زراعة قلب اصطناعي من التيتانيوم؟
يعمل بتقنية المجال المغناطيسي .. كيف نجح العلماء في زراعة قلب اصطناعي من التيتانيوم؟
كتبت/ مي عبد المجيد
سطوع جديد للإمكانات الهائلة التي تتمتع بها التقنيات المبتكرة في معالجة التحديات الحرجة في مجال الصحة، سجله الفريق الطبي لمعهد تكساس للقلب بنجاحه في إجراء أول عملية زرع لقلب اصطناعي كامل في مريض يعاني من قصور القلب في مرحلته النهائية للحفاظ علي حياته أثناء فترة انتظار إجراء زراعة القلب
قصور القلب هو مرض يصيب ما لا يقل عن 26 مليون شخص في العالم، ومع تدهور الحالة المرضية لا يبق أمام المريض إلا اللجوء لعمليات زرع القلب يأتي هذا في الوقت الذي لايزيد إجراء الزرع عن 6 آلالاف عملية سنويًا فقط على مستوى العالم. وهو ما يزيد من معاناة المرضي في قوائم الانتظار والتعرض لخطر الوفاة.
ويأتي إجراء هذه الزراعة كاول دراسة سريرية تحت إشراف لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية كجزء من دراسة تقييم سلامة وأداء “جهاز” القلب الصناعي ليعمل كحل مؤقت لعملية زرع القلب للمرضى الذين يعانون من قصور القلب الشديد.
القلب الصناعي
القلب الصناعي يتكون من مضخة دم دوارة ثنائية البطين مصنوعة من التيتانيوم مع جزء متحرك واحد يستخدم مجال مغناطيسي يضخ الدم ويحل محل القلب المرد استبداله. والتي طورته إحدي شركات الأجهزة الطبية الأمريكية الرائدة في تطوير تقنيات علاج مرضي قصور القلب.
تعتمد آلية عمل القلب الصناعي علي تقنية المجال المغناطيسي، وهو نفس المبدأ المستخدم في القطارات عالية السرعة، إذ يتميز بتصميم مضخة فريد من نوعه مع جزء متحرك. مما يشكل مجالاً لدفع وتوزيع الدم من حجرتي المضخة المعنيتين إلى الدورة الدموية الرئوية وباقي الجسم. فضلا علي الحفاظ علي القلب الصناعي من التعرض للتآكل الميكانيكي بما يعطي فترة صلاحية أطول لبقاءه سليماً دون توقف أو ضرر للمريض.
إنقاذ مرضى القلب
يقول الدكتور جوزيف روجرز، مدير معهد تكساس للقلب والباحث الرئيسي للدراسة: ” يمثل قصور القلب أحد الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم، واليوم لدينا أمل في إنقاذ عدد لا يحصى من المرضى الذين ينتظرون عملية زرع قلب”، وهو أمل نتاج جهد بحثي لسنوات طويلة وثورة تقنية أصبح حقيقة بالتعاون مع كلية الطب ومركز بايلور سانت لوك الأمريكي الطبي.
يذكر أن معهد تكساس للقلب يمثل أحد الأماكن الرائد في مجال البحث وتشخيص وعلاج أكثر حالات القلب والأوعية الدموية تعقيدًا منذ تأسيسه عام 1962، والتي شهدت إجراء أول عملية ناجحة لزراعة قلب وزرع قلب اصطناعي في الولايات المتحدة.
تقنية المجال المغناطيسي
أما الدكتور دانيال تيمز، مؤسس ورئيس قسم التكنولوجيا بالشركة المصنعة للقلب الصناعي، فيقول لقد أحدثت تقنية المجال المغناطيسي المستخدم في الجهاز الجديد مستقبل جديد للمرضي حيث أصبح لدينا قلب صناعي يحاكي عمل القلب الطبيعي. إذ يأتي تصميم القلب الاصطناعي بحجم صغير مناسب للمرضي من الرجال والنساء. مع تمتعه بقدرة علي توفير تدفقات عالية تزيد عن 12 لتر/دقيقة، بما يجعله كافي لإمداد الجسم لبالغ يمارس الرياضة.
ويسمح التصميم بتوفير فجوات دموية كبيرة تقلل من صدمة الدم بما يجعله يعمل بكقاءة وفعالية كبديل متوافق حيوياً مع جسم المريض. ويبق تدفق سريان الدم بفضل دوران المضخة المستمر بسرعة وبتكييف ذكي مع التغيرات في نشاط المريض وهو ما يجعل القلب الاصناعي بدون حاجة للصمامات أو الحجرات البطينية. كما يسمح القلب الصناعي حرية الحركة للمريض بفضل جهاز التحكم الخارجي الصغير الذي يعمل بالبطارية القابلة لإعادة الشحن.
ويستطرد: تأكد هذا النجاح مع إتمام زراعته لمريض يعاني من قصور القلب في المرحلة النهائية.
ويتطلع الفريق الطبي إلى مواصلة المرحلة الثانية بعد نجاح المؤشرات الحيوية واستقرار حالة أول مريض خلال فترة تعافيه، حيث ينتظر تسجيل أربعة مرضى إضافيين في الدراسة.
من جانبه يوضح الدكتور أحمد مجدي استشاري القلب بالمعهد القومي للقلب وسفير جمعية القسطرة التداخلية الاميريكية، إن الجهاز يتميز بصغر حجمه وصناعته من مادة التيتانيوم الذي يتقبله الجسم. ويتمكن بفضل تقنيته الطبية الحديثة المعتمدة علي دوائر المجال المغناطيسي من ضخ الدم للرئة والشريان الأورطي للأعضاء بنفس الوقت وبكمية كافية للحياة. وهو ما يجعله مؤهل للعمل بشكل يحاكي أداء القلب الطبيعي وبفترة صلاحية أطول تمكن المريض من البقاء علي قيد الحياة.
في الوقت الراهن تظهر أهمية استخدامه في مرضي قصور أو هبوط القلب الشديد نتيجة فشل القلب والرئتين. والتي لا يتوفر لها زراعة قلب بشري، وهو مايصل إلي مائة ألف حالة سنوياَ في أمريكا ومثلها في أوروبا بينما يتم زراعة ستة آلاف قلب سنوياً في العالم كله. ويمتاز الجهاز الحديث عن أجهزة القلب التعويضية المتوفرة حالياً بعدم احتياجه للشحن المستمر وقد يتعرض للتلوث.
ويعد هذا الجهاز بحسب قول الدكتور مجدي، نتاج دراسات تقنية متقدمة وتقدم تكنولوجي كبير، وهو ما دفع بهيئة الغذاء والدواء الأميريكية بالموافقة علي بدء اختباره في دراسات سريرية تضم عدد أكبر من المرضي تهميداً لاعتماده وتوافره كأحد الحلول العلاجية الفعالة لإنقاذ حياة المرضي علي قائمة الانتظار لزراعة القلب.
ومع تعاظم هذا الخطوة علي الصعيد العلمي والبحثي. يطرح التساؤل، هل اقتربنا من وجود قلب صناعي كامل ودائم؟ يجيب الدكتور مجدي أن فشل القلب في حالاته المتقدمة لا يزال مجالاً يحتاج المزيد من الأبحاث الحديثة حول التقنيات الطبية في مجال أجهزة دعم القلب أو الزراعة والتي يحتاجها أعداد كبيرة من المرضي حول العالم.
اقرأ أيضًا:
رفض الإبادة الممنهجة فى غزة ومساعى نقل الحرب لبلادنا
شكوك بين الديمقراطيين حول قدرة بايدن على هزيمة ترامب
إطلاق 5 ملايين رسالة إرشادية للمعتمرين عبر الشاشات الإلكترونية
الاحتلال لقطاع غزة والضفة الغربية والقدس
زيزو وفتوح يحصلان على راحة من تدريبات الزمالك بعد الانضمام للمنتخب
دكتور يوسف شلتوت اخصائي أمراض النساء والتوليد في حوار خاص للرأي العام المصري والإجابة عن أهم الأسئلة المتداولة
الصحة: فحص 5 ملايين و474 ألف طفل ضمن مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع
نقدم لكم من خلال موقع (الرأى العام المصرى )، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.