استبشر البعض بخصوص المؤتمر الصحفي الذي جمع حركة فتح بحماس بعد سنوات من الشقاق. إلا أنّ الأمور لم تتحسن كثیرا بین الفصیلین كما كان مرجوّا.
نقلت مصادر إعلامیّة عن مسؤول رفیع في المخابرات العامّة الفلسطینیة عن توجیھ السلطة الفلسطینیة برام الله تحذیرا شدیدا لحركة حماس. جاء ھذا التحذیر بعد المؤتمر بأیّام قلیلة، وھو ما یدعم فكرة أنّ عودة الأمور لمجریاتھا بین الحركتین حلم صعب المنال، على الأقل في فترة زمنیة وجیزة للغایة.
وعن سبب التحذیر، تحدثت المصادر الإعلامیة ذاتھا عن تدخّل حركة المقاومة الإسلامیة حماس في شؤون الضفة الغربیة بشكل غیر مرغوب فیھ. ولمن یرید أن یفھم سبب ھذا الشقاق بین الحركتین، یكفي العودة 14سنة إلى الوراء، حین عمدت حماس لافتكاك السلطة في غزة باستعمال القوة المسلحة مخلفة عشرات وربما مئات الضحایا. ھذه الحادثة خلفت شرخا عمیقا في طبیعة العلاقات بین فتح وحماس وھي حاضرة في كلّ الصراعات اللاحقة.
وقد تحدثت تقاریر إعلامیة أخرى عن وجود تنسیق خارجي بین حماس وإیران من أجل التدخل عسكریا لا لمواجھة مشروع الضم لكن لبسط السیطرة ھناك وإحكام قبضة حماس في الضفة الغربیة. في الأثناء، فرّقت السلطة الفلسطینیة بعض الاحتجاجات التي نظمھا أعضاء بحركة حماس في الضفة الغربیّة، لأسباب بعضھا صحي وآخر أمني.
سیكون من المبكر الحدیث عن أي تقارب حقیقي ممكن بین فتح وحماس. ھناك تاریخ غیر مشجع على خَطو خطوة ضخمة من ھذا النوع بین الحركتین. أیام المقبلة ستنفي ذلك أو تثبتھ.