المختصر المفيد في علم التوحيد
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
نهجُ الهُدى ودلائلُ الإيمانِ……طَوَّعتُها شعراً على أوزانِي
فأنا الذي آمنتُ باللهِ الذي….خلقَ العبيدَ بقدرةٍ ويدانِ
وتكلَّمَ الرحمنُ بالقرآنِ لم…..يخلقْهُ ذا قولٌ بلا برهانِ
قد قالَ كلَّمَ فاقرءوا آياتِهِ…..وتلاها توكيدٌ فمن يلحاني
ولهُ الصِّفاتُ العالياتُ تكاملتْ….. ما أبعدَ الرحمنَ عن نقصانِ
لم يتَّخذْ ولداً وليسَ لذاتِهِ….. زوجٌ ولا أحدٌ من الأعوانِ
وهوَ البديعُ وليسَ شيءٌ غيرُهُ…..وهو الكريمُ ومُطْعِمُ الثقلانِ
ما شاءَ كانَ فكُلُّ شيءٍ عندَهُ……بمشيئةٍ والعلمُ للرحمنِ
ولقد كتبتُ بوصفِهِ ما يربو عن…. ألفٍ من الأبياتِ في إتقانِ
ونظمتُ أقوالَ الأئمةِ في الورى….. شعراً وهم أربابُ هذا الشانِ
في بعضِ أشعاري شرحتُ مُفصِّلاً…… والبعضُ مُختصرٌ كما تريانِ
*****
وأنا الذي أحببتُ أحمدَ سيِّدي……سببَ الهُدى وضياءَ ذي الأكوانِ
وتركتُ منهجَهُ وزغتُ معَ الأُلى……زاغوا على عجلٍ بجورِ جنانِ
لكنْ لنا أملٌ بِحُبِّ مليكِنا…… ورسولِهِ وشعائرِ الإيمانِ
وبِحُبِّ صُحبتِهِ وكلِّ نسائِهِ….. والآلِ من فهرٍ ومن عدنانِ
وبِحُبِّ كلِّ المرسلينَ فإنهم…… رُسْلُ الإلهِ وسادةُ الإنسانِ
لافرقَ عندي بينَهم فجميعُهُم…..أهلُ العُلا ومنازلِ الإحسانِ
هم أصفياءُ اللهِ في أكوانِهِ…… ضلَّ اللدودُ وجدَّ في الطُغيانِ
واللهُ فضَّلَ عبدَهُ وخليلَهُ…… وكليمَهُ في مُحكمِ القرآنِ
وشكورَهُ نوحاً وعيسى هم أولوا……عزمٍ فلا تشططْ بلا عرفانِ
*****
وأُقرُّ بالمَلَكِ العظامِ وأنهمُ……خُلِقُوا من الأنوارِ في استحسانِ
يتشكَّلُونَ بكلِّ شيءٍ طَيِّبٍ….. واللهُ نزَّهَهُم عن العصيانِ
يتسابقونَ إلى السجودِ وطاعةٍ…… والذكرِ والتسبيحِ للمنانِ
وصلاتُهُم خيرُ الصلاةِ لأنها…..خيرُ الصفوفِ وأهلُها في شانِ
وكذاكَ يأمرُ سيدي أن نقتدي…… بصلاتِهِم ونفوزَ بالرضوانِ
وهمُ الشدادُ همُ الغِلاظُ همُ الأُلى…..هدموا القُرى والنصُّ في الوحيانِ
هذي الحضارةُ والعمارةُ في الورى……هيَ آخِرُ المقدورِ من إنسانِ
لو شاءَ ربُّكَ أنْ تزولَ جميعُها….. بجنودِهِ يكفي لها ملكانِ
وهمُ الكرامُ إذا رآهم شاطنٌ….. ولَّى على عجلٍ بلا استئذانِ
إنْ يحضرِ الملكُ العظامُ بمجلسٍ……لا يبقى من جنِّ ولا شيطانِ
*****
وأنا المُقِرُّ بأنَّ ربي باعثٌ……لللخلقِ بعدَ تآكلِ الجُسمانِ
والنشرُ حقٌّ ثُمَّ يحشرُ خلقَهُ……. بعدَ الحيا وقيامةِ الأبدانِ
وأُقرُّ أنَّ اللهَ سائلُ عبدَهُ…… والخلقُ موقوفٌ لدى الرحمنِ
والخلقُ تمضي على الصراطِ جميعُها…… كأدقِّ سيفٍ قد يُرى بعيانِ
ما بينَ ناجٍ للجنانِ وهالكٍ….. من يهوى في دَرَكٍ من النيرانِ
******
وأنا المُقرُّ بأنَّ أقدارَ الورى…..مخلوقةٌ والكسبُ للإنسانِ
قد قدَّرَ اللهُ الأُمورَ جميعَهَا…… وأرادَ نهجَ الحقِّ والإيمانِ
فإرادةٌ كونيةٌ كليَّةٌ……… وإرادةٌ. شرعيَّةٌ. إخواني
فهو الذي ما شاءَ قطُّ لمؤمنٍ….غيرَ الهُدى ومنازلِ الإحسانِ
والعلمُ مسبوقٌ لهُ ومشيئةٌ….. وإرادةٌ والخلقُ للأكوانِ
*****
ونطيعُ حُكَّامَ البلادِ ولو بَغَوا…… مُتمسِّكينَ بمنهجٍ ربَّاني
إنْ يُجْلَدنْ ظهري وتؤخذْ ضيعتي….. ما ساغَ لي ميلٌ عن الفرقانِ
عقدُ القرونِ الماضياتِ من الأُلى…… تبعوا النبيَّ بمنهجٍ نوراني
خيرُ القرونِ كما يقولُ المصطفى…… لم ينزعوا يدَهم عن السلطانِ
وورثنا عنهم ذلكَ العقدَ الذي….. أخذوهُ من سُننٍ ومن قرآنِ
فاسلكْ سبيلَ المؤمنينَ فمن يحدْ…… عن دربِهِم قد باءَ بالخسرانِ
*****
ذا عقدُنا واللهُ يشهدُ أنني…..سطَّرتُهُ زُخراً ليومٍ دانِ
ألا فاشهدوا من تقرأونَ قصيدتي…..بمحبتي للواحدِ الديَّانِ
ثمَّ اطلبوا عفواً لنا عن زلَّةٍ…..والظلمُ طبعٌ في بني الإنسانِ