القلم والمشرط : فرصة العرب الضائعة

                  القلم والمشرط : فرصة العرب الضائعة

بقلم د. أحمد الوحش

يقولون “بدأت الثورةُ الصناعيةُ عندما سمعوا ضجيجًا في ورشة جيمس وات؛ ليعلن عن محركه البخاري”…
ماذا لو أخبرتك أن هناك عالمًا مسلمًا اخترع المحرك البخاري قبل ميلاد جيمس وات بثلاثة قرون، ثم اختفى اسمه بين آلاف السطور، واختفى معه محركه من التاريخ.

في زمنٍ كانت أوروبا تحاول فيه الخروج من ظلام العصور الوسطى كان على الجانب الآخر من العالم تقي الدين ابن معروف الدمشقي، عالمُ فلكٍ، ومهندسٌ، وفيزيائي، ومخترع عاش في القرن السادس عشر يرسم مستقبل الآلات، ويصنع نواةً لثورة صناعية في الشرق.

في كتابهِ “الطرق السامية في معرفة الحيل الميكانيكية” وصف نموذجًا عمليًا لجهاز صنعه لا مجرد فكرة نظرية على الورق، وهو سيخ شوي ذاتي الدوران يحوّل ضغط بخار الماء إلى طاقة ميكانيكية؛ حيث يتم تسخين إناءٍ محكم الغلق به ماء حدَّ

الغليان، فيزداد الضغط الداخلي، ويوجه الضغط، والبخار عبر أنبوب متصل بفتحة صغيرة يندفع على جهاز يشبه الطاحونة… هي الفكرة ذاتها التي ستغير العالم بعد قرون على يد جيمس وات!”  لكن لم يكن للعالم أن يسمع به. وفي عام ١٥٨٠م أُغلِقَ مرصده، وتبعثرت أوراقه، وضاع اختراعه في زوايا النسيان.
كغيره من ابتكارات العلماء المسلمين لم تُنتَج على نطاقٍ واسعٍ؛ لأنها كانت مشاريعًا علمية فردية، وليست مشاريعًا تجارية، كما توافرت الطاقات البشرية، والحيوانية بأسعار رخيصة مقارنة بالمحرك، على الرغم من تقدم الدولة العثمانية آنذاك،

لكن لم تتوفر البنية التحتية اللازمة لمثل هذه الصناعات الثقيلة، ولم يكن هناك حاجة ملحة لقوة ميكانيكية ضخمة لتشغيل المصانع، أو ضخ المياه آنذاك.

ربما لو تنفّس محرك تقي الدين في زمنه، لأنعش قلب الأمة، ودبّت الحياة في عروقها، وأزاح عن كاهلها ركام الجمود، لتنهض بالحديد والبخار، وتشيّد هيمنة تتقد جذوتها ولا تخبو حتى اليوم. في النهاية التاريخ لا ينسى العباقرة… بلنحن من ننسى قصصهم”

نقدم لكم من خلال موقع (الرأى العام المصرى )، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.