المصالحة الفلسطينية بين ضبابيّة الواقع وآمال المستقبل
عبده الشربيني حمام
لا يلبث ملف المصالحة الوطنية في فلسطين ان يغيب بعض الوقت عن الساحة السياسية لعاود الظهور مرة أخرى , اخر مستجدات هذا الملف تأتي هذه المرة من أنقرة التي بدأت منذ فترة تبدي اهتماما غير مفهوم بفلسطين ما جعل العديد من الشكوك تحوم حول الأهداف الحقيقية لاردوغان ليراهن على ملف المصالحة .
هذا و قد انطلقت منذ أسابيع، حركتا فتح وحماس في عقد سلسلة من اللقاءات والاتصالات بين وفديْن يترأسهما صالح العاروري عن حركة حماس وجبريل الرجوب عن حركة فتح. آخر هذه اللقاءات، لقاء تركيا الذي عُقد في العاصمة التركيّة أنقرة بإشراف من الرئيس التركيّ رجب طيب أردوغان، وقد جمع هذا اللقاء كلّا من صالح العاروري وجبريل الرجوب بالإضافة إلى وفد عن الحركتيْن. وقد تطرّق الطرفان إلى مستقبل ملف المصالحة والخطوات العمليّة لتحقيق الغاية المنشودة.
ورغم الخطّ العام داخل حركة حماس المرحّب بالتقارب الأخير الحاصل، فإنّ هناك بعض القيادات التي تحذّر من مخاطر الثقة الزائدة عن اللزوم في التعامل مع حركة فتح، وقد علّل قياديّ حمساويّ مؤخّرًا وجهة النظر هذه بمعطيات موضوعيّة مبنيّة على قراءات مسترسلة لتاريخ الصراع بين فتح وحماس. تاريخيًّا، لم تحكم حماس في قطاع غزّة عبر انتخابات، وإنّما افتكت السلطة سنة 2007 باستعمال القوّة. بعض القيادات في حماس يأخذون التاريخ بعين الاعتبار، ويشعرون بالقلق إزاء الأمر وإذا ما كانت منظمة التحرير الفلسطيني لا تزال مرتهنة لصراعات الماضي، ما يجعلها تعمل على خطّة لاستعادة السلطة التي اغتصبت منها بغزّة.
لا يزال ملفّ المصالحة في مهده، ولا يمكن الجزم بمآلاته. يرجو الفلسطينيّون أن تكون النوايا السياسيّة والرغبة في المصالحة حقيقيّة، لكنّ المعطيات الواقعية تشير بوجود ثقوب في المشهد الوطنيّ، على أمل أن تُكذّب الشكوك وتنجح الطبقة السياسيّة في تجاوز الماضي.