المطرب ابراهيم عبد القادر : اوافق على الغناء مع مطربى المهرجانات ولكن بشروط
حلمى بكر ظلمنى ورفض اعتمادى فى الإذاعة
حوار أجرته الدكتورة جيهان رفاعى
– حلمى بكر ظلمنى ورفض اعتمادى فى الإذاعة .
– لابد من وجود توازى بين محاربة الإرهاب ومحاربة الفساد والتدنى الفنى .
– كان اختيار المطرب فى ليالى التلفزيون حسب رصيده فى البنك .
– اوافق على الغناء مع مطربى المهرجانات ولكن بشروط .
– رفضت سيارة هامر من سناهر لاني احترم نفسي وفني .
هو واحد من أشهر مطربى التسعينات ويعد أحد أبناء الجيل الموسيقى الخاص بالفنان حميد الشاعري ، اشتهر فى مدينة بور سعيد وانضم لفرقة الكنارة بقيادة الفنان محمود شلبى ، وذاع صيته كمطرب جامعة قناة السويس أثناء دراسته بكلية التربية ، . كان أول فنان يترشح رسميا لعضوية مجلس النواب ، ومن أشهر أغانيه “عنيكى سلاح” ، “القمر قمرنا” ،”يا خسارة يا أول حبيب” ،”اقول والحق” ، “احلو احلو” وغيرها من الأغانى المعروفة .
وإلى نص الحوار:
س: كيف كانت بدايتك ، وأهم المحطات فى حياتك ؟
ج: البداية كانت فى محافظتي بور سعيد ، حيث البيئة الجميلة التى تخلق فنان ، بالإضافة إلى المعاناة من الهجرة والتهجير أثناء طفولتي وحرمانى من الشارع الذي أسكن فيه ومن اقاربى اللائى أحب زيارتهم ، كل ذلك شكل شخصيتى وزاد من جرأتى وقوتى وجعل منى فنان يحس ويشعر ، أنا أعشق الحياة والفن ، وبدأ حبى للغناء والموسيقى من مطبخ والدتى حيث صوتها الجميل وهى تغنى أثناء إعدادها للطعام بأحلى الأغانى الطربية القديمة ، وفى المرحلة الإعدادية كان هناك مدرس يسمى محمد غريب كنت فى زيارتة بعد انتقاله لمعهد المعلمين فوجدت عنده كل ما أعشقه من آلات موسيقية مثل البيانو و المندولين وكذلك المسرح ومساحات من النجيلة للعب الكرة ، فقررت أدخل معهد المعلمين رغم اعتراض أهلى عليه لأنه فوق المتوسط لذلك صممت على النجاح بمجموع عالى وأكملت الدراسة بالتحاقى بكلية التربية بعد أن تعلمت فى معهد المعلمين كل شىء عن الغناء والموسيقى ، فى عام ١٩٨٦ كنت مطرب الجامعة لمدة ثلاث سنوات وفى السنة الرابعة طلبوا منى الغناء على مسرح الجمهورية وفعلا غنيت أغنية البيض الإمارة ، حكايتى مع الزمان ، الصبر لوديع الصافى مما أدى لحصولى على مطرب الجامعات المصرية ، وكانت الفنانة سناء جميل والفنان عماد عبد الحكيم فى اللجنة وقتها ، وبعد أن استمعت الفنانة سناء جميل لى قالت أنت صوتك حلو لازم تروح الإذاعة لتعتمد ، ولكنى فى الإذاعة اتصدمت بالملحن حلمى بكر الذى قال لى صوتك لا يصلح مما دعانى لغلق باب الأستوديو علينا وكان موجود محمد سلطان ، حلمى امين ، شكرى ابو عميرة وكانت مديرة المنوعات وقتها هند ابو السعود وكان مدير أمن التليفزيون محمد مصيلحى وكان فى حالة تأهب لأن وقتها فى عز ظهور العمليات الإرهابية وكانت جميع قوات الأمن بالتلفزيون ، ورغم ذلك قمت بإغلاق باب الأستوديو وصممت على عدم خروجهم إلا بعد أن يأتوا إلى بال Reel وكان أشرف المرسى كبير المذيعين هو من يقوم بالتسجيل ، فأخبرته هند ابو السعود بأن يأتى بال Reel ، فقد قولت لها هناك ممثلة فى الخارج تسمى سهيله فرحات صديقة لحلمى بكر ونجحت فى الإمتحان بعد أن قام حلمى بكر بعمل لحن لها ودخلت اللجنة واعتمدت إذاعة من غير إمتحان ، والغريب انى وقتها كنت عامل شريط “عنيكى سلاح” عام ١٩٨٧ مع حميد الشاعري ، وقد ظل هذا الشريط بالبورصة ١١ شهر والجرائد تثبت ذلك ، وكان يذاع فى مونت كارلو من شدة حب الناس له ، ولكنى كنت أرغب فى الإعتماد فى الإذاعة لعمل إعلان فى التليفزيون ، وبعد أن سمعت هند ابو السعود ال Reel قالت لحلمى بكر معقول هذا الصوت يرفض ولا يعتمد ، ثم اعتذرت واخبرتنى أنها ستقوم بعمل إختبار آخر لى بعد ثلاث ايام فى أستوديو تزامن بالدور الثالث وان شاء الله ناجح ، وقد ذهبت فعلا وشاء القدر أن أقابل محمد الموجى فى اللجنة ، وكان يسمع عنى لأن إبنه يحيى الموجى موزع لى أغنية “بسألك انا ليه بريدك” ، وكان معجب بصوتى وأشاد بعمقه ، وقد غنيت له فى اللجنة شعر عراقى لحنته بطريقتى وكذلك أغنية لعبد الحليم حافظ ونجحت واعتمدت فى الإذاعة … لكنى كنت حزين لأنى شعرت ان حلمى بكر بيظلم ناس كتير ولا يستطيعوا أخذ حقهم مثلى ، وكنت اشكى هذا الكلام لصديقى شفيق قاسم مخرج برنامج فكر ثوانى واكسب دقائق فى التليفزيون ، مما دعاه أن يقترح عليه تصوير حلمى بكر فى البرنامج بعد وضع خطة له لنعرفه الخطأ الذي ارتكبه ، وقد كان نص الخطة أن أذهب إلى مذيعة البرنامج نجوى ابراهيم وهى على الهواء وأقطع عليها الكاميرا واخبرها انى مظلوم وأطلب منها مقابلة حلمى بكر ، وفعلا تمت الخطة وذهبت لحلمى بكر فى بيته وكان ذلك على الهواء وبدون علمه مسبقا ، ثم قالت له المذيعة الاستاذ ابراهيم يطلب منى فى البرنامج أن يغنى أمام الجمهور وأمامك ما غناه فى اللجنة وقمت حضرتك برفضه ، وإذا لم يعجب ذلك الجمهور المصرى والعربى سوف يعتزل الغناء ، وقد كان هذا تحدى منى لحلمى بكر لإثبات خطئه أمام العالم ، وقد كتب عدد من الصحفيين فى الجرائد عن هذا الحدث ومنهم ناهد العدل ، اشرف سويلم ، صافيناز كاظم تحت عنوان الفيل حلمى بكر والعصفور ابراهيم عبد القادر ، وقدح شكل هذا عداء بينى وبين حلمى بكر استمر طويلا حتى أثناء برنامج سباق القمة ، وكان هو ضمن الفريق المنافس ، وعندما طلب منى المذيع مدحت شلبى الغناء غنيت اغنية إسمها “شيكايو” ، واستغرب المذيع من هذه الأغنية الغريبة مما دعانى أن أخبره أنها تلحين العظيم حلمى بكر ، واستمرت العداوة حتى جاء فى زيارة لبور سعيد أثناء لجان تحكيم قصور الثقافة ، فكان ضيفى وفى بلدى مما دعانى لأصافحه وأرحب به ونسيت كل شىء .
س: هل كان لجدك المطرب احمد عبد القادر صاحب أشهر أغانى شهر رمضان (وحوى يا وحوى) تأثير عليك فى مسيرتك الفنية ؟
ج: المطرب والملحن والمنشد أحمد عبد القادر له أعمال كثيرة فى الإذاعة ، وأغنية وحوى يا وحوى من أشهر أغانيه ومعروفة جدا ، لكن للأسف القليل من يعرف إسم المطرب الذى يغنيها وهو مطرب معتمد فى الإذاعة وقد تعامل مع عبد العظيم عويضه وعانى كثيرا فى البداية ، وقد تأثرت كثيرا به تأثير روحاني وتوارثت ذلك فى نبرات صوتي خاصة فى الغناء الدينى .
س: يتساءل الكثيرون عن أسباب قلة تواجد جيل التسعينات على الساحة الغنائية برغم تواجد بعض أفراد جيل يسبقهم تاريخا ، وهو جيل الثمانينات أمثال محمد منير ، هانى شاكر ، محمد ثروت ، على الحجار ، مدحت صالح … هل هو تقصير أم تقلبات السمع لدى الجمهور أم ماذا ؟
ج: كل هذه الأسماء أساتذة كبار ولهم جمهورهم ولديهم رصيد كبير من الأغانى الرائعة ولكنهم لا يغنوا الآن إلا فى مهرجان الموسيقى العربية كل عام أو فى قصور الثقافة أو حفلات ساقية الصاوى فقط ، وبإمكاني عمل ذلك ولكن هذا لا يكفى … المشكلة أن الفن المصرى تأثر بدخول وهيمنة روتانا ، فقد حولت روتانا المنتج إلى موزع ، فمثلا محسن جابر لا ينتج الآن بل يأخذ اعمال من الشباب ويعرضها على قناة ويأخذ نسبة من التوزيع ، اى المشكلة فى الإنتاج ، كما أن الإنتاج الاذاعى توقف ، و حفلات التلفزيون وحفلات أضواء المدينة توقفت ، مدينة الإنتاج الإعلامي بها قنوات مصرية لا تنتج برامج ، كما أن الدولة تاركة وجه آخر للعملة فاسد لا تستطيع إيقافه مع أن بإمكانها وقف منصة إعلامية كبيرة بكل من يعمل فيها من مدير إنتاج ومذيع والقناة بأكملها ، لماذا لا تتعامل الدولة مع هذا الفساد وقد ذكرت هذا الكلام فى مؤتمر فى شرم الشيخ من ضمن مؤتمرات الرئيس وقولت إن الدولة تحارب الإرهاب وتحمى الحدود وتستجلب السفن وحاملات الطائرات لصد الإرهاب وكل هذا رائع ولكن بعد كل هذا ستجد فى الداخل شباب مخوخ لا يوجد عنده أقل درجات العلم والتعليم لا يستطيع أن يحمل الراية ، وللأسف لا نستطيع أن نتعامل معه بالرصاص كما نتعامل مع الإرهابيين ، وأنا أطالب كسفير أن يكون هناك توازى بين محاربة الإرهاب والأعداء وبين محاربة التدنى والفساد الفنى الموجود لأنه قوى ولا يمكن التخلص منه برصاصة ، فكيف نقتل أبناءنا ؟ بل سنحتاج إلى المال لكى نعالجهم ونقومهم وإعادة تأهيلهم وهذا سوف يكلف الدولة اقتصاديا ولا نشعر الآن بحجم هذه الكارثة ، فالإنسان قبل البنيان … وقد هاجمت محافظ بور سعيد عندما قال بور سعيد عاصمة الثقافة ، فهل لمجرد استضافتك لمطرب معروف فى حفلات المحافظة معناه أنها أصبحت عاصمة الثقافة ، ويذكرنى ذلك بالمطربين الغير معروفين فى الماضى عندما كان المطرب يستضيف مطرب عالمى ويعمل معه دويتو ليطلق عليه فنان عالمى وهذا خطأ كبير ، فالعالمية هى الانغماس فى البيئة والمقامات الشرقية الخاصة بنا ، فمثلا كل من المطرب محمد طه ، متقال ، محمد منير يقال عليه عالمى ، أما عمرو دياب ، تامر حسنى ليس عالمى …. العالمية أن أصل بالمجتمع وطقوسه وعاداته عن طريق الكلمات والمقامات الموسيقية الشرقية الأصيلة وأحبب فيها الغرب واكون بذلك نقلت مصر والحى الشعبى بمفرداته الكلامية والموسيقى الخاصة به إلى الخارج وجعلته يعرف بلدى ويغنى اغانيها وهنا اكون اضفت إلى بلدى واستحق لقب عالمى .
س: هناك تصنيف لنجوم التمثيل يقسمهم إلى ممثل سينمائي وآخر تليفزيوني وآخر مسرحي … هل هناك تصنيف أيضا لنجوم الطرب يقسمهم إلى شرائح ، على سبيل المثال مطرب كاسيت ، مطرب تترات ، مطرب لايف أو ملاهى؟
ج: لا طبعا … أى مطرب يمكن أن يغنى تتر مسلسل أو يغنى فى اى عمل درامي ، فمثلا اشتركت فى عمل الفوازير مع نيللى واشتغلت مسرح كذلك ، وأنا لست مع التصنيف ولكن يتوقف ذلك على نوعية أداء المطرب وهل يتحمل أن يغنى كل الأنواع أم لا ، ودرجة العمق فى صوته مثل على الحجار ومحمد الحلو فى تترات المسلسلات الدرامية مثل الشهد والدموع و ليالى الحلمية وغيرها ، ويتوقف الاختيار كذلك على المنتج والمخرج الذكى وكيفية اختيار نوعية الصوت ، وفى بعض الأحيان يتوقف الاختيار على شهرة المطرب نفسه لرفع أسهم العمل الدرامي .
س: لماذا لم تشارك فى حفلات ليالى التليفزيون وأضواء المدينة ؟
ج: شاركت فى حفلات اضواء المدينة ، ولكن حفلات ليالى التليفزيون لم أغنى بها لأنها كانت تدار بطريقة لا اقبلها على نفسى ، وهى حسب رصيد المطرب فى البنك والبقاء لمن يدفع أكثر ، فمثلا المطرب خالد الجيوشى الذى كسر الدنيا فى حفلات ليالي التليفزيون وكانت الاتوبيسات تخرج محملة بالموظفين وتذهب إلى مارينا لحضور الحفل والتصفيق له ، هو ابن اخت صفاء قطب وكان الجمهور يذهبوا لحفلاته ويستقبلوه بحفاوة حتى يمكنهم الحصول على إجازات أو حوافز من المديرة صفاء قطب لأنهم تعبوا واجتهدوا للتصفيق له … أين خالد الجيوشى الآن ؟ … كل شىء بالواسطة الا الفن .
س: هل توافق على مصطلحات مثل جيل العمالقة أو زمن الفن الجميل ؟
ج: لا أوافق … الفن الجميل موجود والذى يقيمه هو الإنسان ، اللحظة الجميلة موجودة والذى يصل إليها هو الإنسان وهو الذى يصنع اللحظة وليس العكس .
س: هل مهنة التمثيل بعيدة عن مواهب ابراهيم عبد القادر ؟
ح: أنا قمت بالتمثيل فى المسرح وكان دور البطولة فى مسرحية “حكاية سلام” مع فاروق نجيب ، ايناس نور ، منير مكرم ، مجدى فكرى ، من إخراج محمود ابو جليله وكانت تعرض فى الهوسابير ، والقصة عبارة عن الصراع بين الخير والشر وهى غنائية درامية ، كذلك اشتركت بالعمل مع نيللى فى الفوازير ، وكنت سأقوم ببطولة فيلم “الغواص” الذى قام ببطولته عامر منيب ولكنى كنت فى أستراليا وقتها ورشحت لهم عامر منيب .
س : حدثت لك نقلات فنية من الأغنية الإيقاعية مع حميد الشاعري إلى الاغنية الدرامية مع صلاح الشرنوبي وسامى الحفناوى فى عز نجاحك مع حميد … كلمنى عن ذلك ؟
ج: فى البداية كنت اريد الطريق الذى أصل به للجمهور ويصبح اسمى معروف ، وبعد أن وصلت إلى الجماهير بدأت أفكر فى تقديم نفسى بطريقة أخرى وأسلوب مختلف فى التوزيع وهذا ليس إنكارا لقيمة العمل المشترك مع حميد الشاعري أو السنين التى قضيناها سويا وحققنا فيها نجاحا كبيرا ، وانا اعتبر نفسي الإبن البكرى لحميد الشاعرى ولكن طالما امتلك القدرة على التغيير فلما لا .
س: إن عرض على الفنان ابراهيم عبد القادر مشروع غنائى بتكاليف وعقد مغرى ولكن فى مجال غناء المهرجانات أو ديو غنائى مع أسماء مثل حمو بيكا أو حسن شاكوش … ماذا سيكون رد فعلك ؟
ج: أغانى المهرجانات لها عيوب ومزايا ، وأنا أوجه لهم رسالة اعملوا ما شئتم من المزيكا لأنها تتغير كل فترة والايقاع يختلف حسب العصر ولكن اهتموا بالكلمة والمضمون والبعد عن الاباحية والايحاءات والصورة المشينة لأنك فى النهاية سوف تقاس بما قدمت من رسالة … أوافق على الغناء مع حمو بيكا أو غيره ولكن بشروط فهو صوته حلو لو اتوظف صح ، ولكنه فى يد أشخاص يتاجروا فى الفساد وهو يريد أن يعيش ويكسب ، وكل هدف المنتجين الكسب المادى على حساب إفساد الذوق العام ، كما يحوز على اعجابى عمرو كمال وحسن شاكوش ولابد أن نضعهم فى الإطار الصحيح والبعد عن الكسب المادى السريع .
س: ما رأيك فى ظاهرة عودة مطربين التسعينات إلى الغناء … هل تعتقد أن حفل القرن فى ديسمبر ٢٠١٨ والذى أشرفت على تنظيمه مؤسسة الأهرام كان سبب هذه الظاهرة ؟
ج: ده حقيقى … كان حفل القرن بعد أحداث الروضة بعشر ايام ، لذلك منع الرئيس إذاعته على الهواء احتراما لقدسية الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل مصر ، ولكن الرئيس لم يؤجل الحفل أو يلغيه ، وقد كان به أعداد كبيرة من الجمهور فى ستاد القاهرة وكنت أتمنى أن يتكرر مرة أخرى لأنه استطاع أن يولد فينا طموح كبير فى العودة إلى الغناء وخاصة بعد نجاحه الكبير ، وقد قدمت عدة اغانى بعد هذا الحفل مثل اغنية “سلمولى عليها “مع ناصر الميزدوى ، اغنية “أتحمل ليه” مع هانى فؤاد ، أغنية “علشان طيب” مع جهانى فؤاد وأحمد زعيم ، ولكن مهما اقدم من إنتاج أين الشاشة التى سوف أعرض من خلالها ، لذلك أطالب اللجنة الوطنية للإعلام أن يتحروا الدقة فيما يعرضون من خلال الشاشات التى تبث الأغانى المفسدة للشباب والأسر المصرية وهذا من بديهات الإعلام ، فقد كنا فى الماضى نتعذب لإنتاج شريط الكاسيت بدايه من تقديم نص الكلمات لصلاح أبو شادى فى المصنفات الفنية ليوافق عليها بعد عشر أيام من دراستها ثم نسجل الاغنية فى شريط كاسيت ثم نعرضه مرة أخرى ولو غيرنا كلمة تعترض الرقابة ثم بعد ذلك يسمعوا الشريط كاملا ثم يعطونى تصريح بيع وتداول ، أما الآن يتم تصوير الأغنية تحت بير السلم ثم تظهر على النت وتحصد الملايين .
س: هل تعتقد أنه سيأتى اليوم الذي يتهاوى فيه أنصاف المطربين وتعود الأغنية الطربية إلى مجدها ؟
ج: لو استطعنا نقضى على التلوث الموجود حاليا بأن يساهم الإعلام فى توعية الشباب ويترك لهم الاختيار .
س: بعد هذا التاريخ الفنى ، هل هناك عمل مازال فى مخيلتك وتتمنى أن تؤديه ؟
ج: طبعا ، لو سألتينى هل شبعت من الفن حرد أقول أنا لم أغنى حتى الآن ، ما زال هناك أشياء داخلى لم تخرج للناس ونفسى يعرفوا إن ابراهيم عبد القادر لم يأخذ حقه لأنه كان مستقيم جدا ، فلا يمكن أن اتواجد فى حفل عيد ميلاد ولا يزج بأسمى فى مشكلة ، إن الإعلام المصرى ظلم ناس كتير ليس على مستوى الغناء فقط ، فالصادق يتأخر كثيرا ولكنى أحمد الله على ما وصلت إليه ، فقد حفرت اسمى بين عمالقة الغناء مثل على الحجار ومدحت صالح ومحمد منير وغيرهم ، انا احترم نفسى وفنى وأكبر دليل هو رفضى لسيارة هامر من سماهر ، فقد رفضت أغنى لها فى عيد ميلادها اغنية بأسمها لأن كل من وافق وقبل هدياها ظلوا عبيدا لها والوحيد الذي رفض كذلك هو الفنان احمد ذكى .
س: ما هو مورد رزقك الآن ؟
ج: مازال الغناء هو مهنتى الأساسية ، أغنى فى الافراح ولكن فترة الحظر نتيجة الكورونا منعت كل ذلك ، فقد كنت اسافر لإحياء حفلات فى بلجيكا تسمى ليالى مصرية ، وكذلك اسافر المغرب ولكن قيد الطيران منع ذلك ، اعمل قليلا فى مجال التجارة .
س: لماذا انسحبت من الترشح للبرلمان ؟
ج: كانت تجربة مريرة ، فقد كنت من أوائل الذين أعلنوا نيتهم للترشح ولكن اللعبة الإنتخابية تنص على الإنتظار لإعلان الترشح قبلها بستة ايام حتى نتقى شر الأعداء ، ولكنى نزلت الانتخابات قبلها بأربع شهور ووضعت برنامج انتخابى وأخذت اراء الناس والكل رحب بى لانى كنت خدوم لأهل بلدى بورسعيد ، وبعد أن أخذت الرمز وعند اعلان النتيجة فى كشوف المقبولين لم أجد اسمى فى الكشف ، واستفسرت عن السبب قالوا لأن أوراق ترشحك لم توضح موقفك من التجنيد وكان عمرى فى هذه الفترة خمسين سنة والأوراق بها معفاة رسمية من التجنيد ولكنم يريدوا توضيح إذا كنت أديت فترة التجنيد أم لم تؤديها واوراقك مكتوب فيها معفاة من التجنيد ، وهذا بعيد عن نص قانون الإنتخابات وكان هذا بعد اربع شهور من إعلان ترشحى فى كل مكان من المحافظة وعلى صفحات الرئاسة ومعى ورق يثبت أنى سفير فى الأمم المتحدة ولم استغل هذا نهائيا ، وأنا لا أملك شىء فى بور سعيد لا بيت ولا ارض سوى بيت أبى الذي اعيش فيه حتى الآن ، وكان قرار اللجنة الإنتخابية لا يقبل أى صورة من الإعفاء من التجنيد سوى الإعفاء الطبى ، وكان سبب الإعفاء هو وجودى فى الجامعة حتى سن ٢٩ سنة لأنى كنت خمس سنوات فى معهد المعلمين ثم اربع سنوات فى الجامعة وبدأ سنى يكبر وكنت أعمل بالفن حتى وصلت لسن ٢٩سنة وشهور ، وانتظرت وصولى سن الثلاثين لدفع الغرامة والحصول على المعفاة ، ولكن للأسف لم تقبل فى لجنة الإنتخابات ، وقد طعنت على هذا القرار فى مجلس الدولة وامهلنى ساعة لتصحيح شكل الدعوة ولم يرفضها بمعنى تصحيح المصطلح فقط فى اللجنة الإنتخابية ولكن للأسف حدثت إتصالات وتم رفض الدعوة … فهل يعقل أن أكون مسجل فى الجداول الإنتخابية ومن حقى أن انتخب وفى نفس الوقت ليس من حقى ترشيح نفسى فى الإنتخابات … هل يعقل أن اى صورة من صور الإعفاء غير مقبولة إلا الإعفاء الطبى ، إن الإعفاء له أشكال وصور وأنا كنت ادرس فى الجامعة ومقدم أوراق وما يثبت ذلك ودفعت الغرامة التى نص عليها القانون .
س: عينت سفير النوايا الحسنة وأمين عام حزب النصر وعضو لجنة الأحزاب العليا ورئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان عن بور سعيد..كلمنى عن ذلك ؟
ج: أنا أحب العمل المجتمعى بكل أشكاله وأجد السعادة فى ذلك ، وأنا لا أعلم لماذا تم اختيارى من قبل الأمم المتحدة كسفير فهم أذكياء ، وللعلم الأمم المتحدة هى لوبى يهودى والأهم من ذلك أن نكون موجودين معهم لكى نعرف كيف يفكرون ، فهم من يقوموا بعمل لجان التصالح وفض النزاعات وهم من يصدرون السلاح وفى نفس الوقت و يمنعوا السلاح ، وهم من يدعموا داعش وطالبان ، وهم من يدعموا جماعة بوكو حرام فى نيجيريا ، أى لابد من مجاورة اللوبى اليهودى فنحن الايادى الناعمة ، وقد ذهبت إلى الجبهة المغربية “البوليساريو” للنزاع فى الصحراء بين الجزائر والمغرب وكذلك إدلب وريف حماس ، وقابلت البابا فى الفاتيكان ، وهذه هياكل يقوموا بفتحها لإظهار حسن النوايا ، ولكن فى الحقيقة هم واحد ، وكان هناك مؤتمر عن سوريا وشعرت من خلاله مقدار الطمع فى هذا البلد وشعرت أنهم لن يصلوا إلى حلول لسوريا .
س: سافرت إلى المغرب ومكثت بها ثلاث سنوات ، كلمنى عن هذه الفترة ؟
ج: زوجتي كانت من المغرب ولكنى انفصلت عنها الآن ، وكانت تجربة عظيمة ولكنى لم اجد نفسى كمطرب هناك ، وقد قمت بعمل حفلة للأسرة المالكة ولكن التواصل معى ومع الجمهور صعب فهناك الفن الأندلسي والامازيغى وكنت أغنى هناك مصرى ، وقد وقفت زوجتي المغربية بجانبى فى أضعف حالاتى وحاولت أعمل شىء هناك ولكنى لم أستطع ، وسبب ابتعادى عن المغرب ورجوعى مصر وفاة والدتى وبعدها والدى ثم أخويا ، وهذا أثر فيا جدا ووجدت الدنيا أصبحت فراغ من حولى ولا يوجد سوى أختى وشعرت زوجتى وقتها أنى لم أعد أستطيع العيش بعيدا عن مصر، وقد طلبت منها أن تأتي إلى مصر لكنها رفضت وطلبت منى الإنفصال ورفع قضية تطليق وإلى الآن على تواصل معها بكل مودة .