النصب بإسم الحب
كتب/ احمد حسين
عبارات غزل وكلمات معسولة قد تكون بداية الطريق لصيد ثمين، والضحية هنا ليس الرجل بل الفتاة، ترتبط بعلاقة حب أو صداقة مع أحد الشباب، لكن الحقيقة تخفي وراءها العديد من الأهداف غير النزيهة والبعيدة كل البعد عن المشاعر الطاهرة الصادقة، يستخدمها الرجل للحصول على مراده من تلك الفتاة الساذجة ، مستغلا رغبتها في تكوين أسرة والهرب من فخ العنوسة،ولكن لا يجب القاء اللوم كاملا علي الرجل، لا سيما أن فتيات اليوم يتمتعن بقدر كبير من التعليم والوعي، تتعرض الكثير من الفتيات للخداع باسم الحب وتصبح فريسة سهلة الوقوع في شباك رجل يحترف الكذب على قلوب النساء المتعطشة للحب مقابل الحصول على ما يريده دون وعي منها، وقد تصبح المرأة في الغالب سهلة الانسياق خلف مشاعر كاذبة، بغض النظر عن عمرها وهويتها الاجتماعية، بحكم تفكيرها العاطفي وخيالات الرومانسية الحالمة الموجودة في عقلها الباطن، فالكلام هو سلاح الرجل في هذه اللعبةالقذرة، ونقطة ضعف المرأة فيها حساسيتها، إن هذه النوعية من الرجال تقتحم قلوب النساء بالكلام المعسول الذي لا تستطيع المرأة أن تقاوم إغرائه؛ فتسحر بحديثه وتصبح مفتونة به حتى تمنحه ما يريد منها، والسبب الاساسي الذي يوقع المرأة في شباك هذا المحتال، هو حاجتها الفطرية إلى وجود الرجل فيصبح من السهل استدراجها في فخ الحب واستغلالها جسديا او ماديا لاحقا، لأنها تسمع بقلبها لا بعقلها وهذا ما يجعلها تصدق أي كلمة حب تسمعها حتى وإن كانت من أكثر الرجال نفاقا على وجه الأرض، خاصة لو كانت تعيش ظروفا اجتماعية صعبة فهي تتمسك بأي شخص يمنحها مشاعر الحب والحنان، وهذه بعض الحالات التي تعرضت لمواقف تم فيها استغلالهن ماديا باسم الحب: السيدة “ش.ح” (مطلقة) جاءها اتصال بالخطأ من شاب، ولكنه عرف كيف يصل إلى قلبها وكان يكذب عليها خاصة بعد أن أوهمها بأنه عازب، وينوي الزواج بها، وبعد مرور ثلاث سنوات أخبرها أنه رجل متزوج وهي مخيرة في الاستمرار معه أو قطع العلاقة، وعلقت هي “لم أستطع البعد عنه فحبي المجنون له دفعني لاقتراض مبلغ كبير من المال لتكون حياتي معه، بعدما أوهمني بأنني أجمل النساء وأول النساء في حياته وآخرهن، وأنه بحاجة إلى هذا المبلغ لمشروع تجاري، وتابعت “مرت الأيام من دون أن أطالبه برد المبلغ حتى أفقت ذات يوم على اتصال هاتفي أنهى به كل ما بيننا بثلاث كلمات “علينا أن ننفصل”، وعندما سألته عن المبلغ الذي اقترضته من أجله أنكر كل شيء، وحالة أخرى ليست أقل معاناة وألما، فهذه فتاة من عائلة غنية في الأربعين من عمرها فاتها قطار الزواج، ارتبطت بقصة حب مع شاب يصغرها بأكثر من عشر سنوات عاطل عن العمل، قالت (ر.ك) “حبي له أعماني، فقد استغلني ماديا حيث كان يصرف النقود على صديقاته دون علمي، و في إحدى المرات ودون علمه ضبطته متلبسا مع إحدى الفتيات” وتتابع ” لقد ضحك علي واستغل عواطفي كي يلهو بعض الوقت، والثمن دفعته من عواطفي وأحلامي، التي ضرب بها عرض الحائط لكي يسرق أموالي ويصرفها على صديقاته” وعلقت الاستاذ محمد حسين (اخصائي نفسي) علي استهتار الشباب في علاقاتهم البنات التي يكون اغلبها علاقات عابرة أو غير صادقة، ” إنهم بذلك يعتقدون أنهم يثبتون رجولتهم بشكل أكبر من خلال زيادة رصيدهم بهذه العلاقات المزيفة” وعلق على التجارب السابقة لهؤلاء الفتيات اللاتي تعرضن للخداع باسم الحب ” أغلبهن من ذوات تركيبات شخصية معينة، فالشخصية الهستيرية، تتميز بعاطفة مبالغ فيها، فتعمد في أحيان كثيرة إلى ابتزاز الكلمة من الرجل التي قد تملأ فراغها الداخلي، أما الشخصية النرجسية، فإن عرض الحب الذي يقدمه الآخر لها، حتى وإن كان مزيفا، يرضي رغبة شديدة عندها، بالتميز والتفرد، ويضيف “بعض من الرجال لا هم لهم إلا اللعب بقلوب الفتيات، فهو رجل نزوات لا يقيم قدرا لمشاعر بنات الناس اللاتي يرضين أهواءه بسذاجتهن، متسائل ” أليس لديهم أخوات يمكن أن يتعرضن لنفس المواقف الخادعة التي يمارسونها على فتيات الغير، فما ذنب تلك الفتاة التي تتعرض للخداع باسم الحب وخاصة إذا كانت طيبة وقليلة الخبرة بالرجال ، فالشاب الذي يتمتع بأخلاق عالية لا يحاول استغلال هذا النوع من الفتيات بل يحاول توعيتهن وإرشادهن للطريق الصحيح، وتتفق في الرأي هاجر سعيد (طالبة جامعية إدارة أعمال) تقول إن الحياة سلف ودين، لذلك الشاب المخادع سيجد في المستقبل من يخدعه ويجرح مشاعرة وكذلك الفتاة، وتضيف “أنصح الفتاة لأنها الخاسر الأكبر في هذه العلاقات حسب العرف الاجتماعي بأن تكون حذرة في العلاقة حتى النهاية وتعرف تماما كيف تختار الطرف الآخر، وكيف تضع له الحدود اللازمة حتى لا يستغلها باسم الحب” في المقابل، يرفض محمد سعيد (33 سنة) تعميم هذه التهمة على كل الرجال، ويرى أن طبيعة الشخص والظروف التي تربي فيها الفرد لها دور اساسي وحاسم في هذا الموضوع سواء عند الذكر أو الأنثى، ويقول ” أؤكد أن الفتاة أكثر عاطفة في الحب وأكثر طلبا للاستقرار إذا كانت صادقة بمشاعرها لأن العاطفة تتحكم بتصرفاتها مقارنة بالرجل الذي يميل للعقلانية والمادية”، يعتبر يوسف سعيد (26 سنة) “الأنثى شخصية مخادعة بطبيعتها، فهي حسب قوله تميل إلى التمثيل منذ الصغر وتمتلك بالفطرة الكثير من أسلحة الخداع مثل العواطف المزيفة والدموع الكاذبة” مشيرا أن ” هناك نسبة كبيرة من الشباب المخادع باسم الحب ولكن نسبة الإناث تزيد عنهم، فالفتيات يمثلن الحب على الرجل للحصول عليه كزوج والشباب يمثل النصب والاحتيال باسم الحب والزواج لاستغلاها ماديا وجسديا، ومن بعد ذلك تركها تغرق في دوامة من اليأس وانعدام الثقة تعيشها نتيجة تفكيرها بقلبها لا بعقلها.