بدأ اليابانيون الأحد التصويت لتجديد نصف مقاعد مجلس الشيوخ في اقتراع يطغى عليه اغتيال رئيس الوزراء السابق شينزو آبي قبل يومين خلال تجمع انتخابي. ووفقا للاستطلاعات، يمكن للائتلاف الحاكم المؤلف من الحزب الديمقراطي الليبرالي بزعامة كيشيدا وحليفه “كوميتو” أن يفوز بأكثر من 70 من أصل 125 مقعدا يتم تجديد نصفها كل ثلاث سنوات. وفي حال تحقيقه فوزا كاسحا، سيتمكن كيشيدا، الذي حظي تعاونه الوثيق مع الغرب للضغط على روسيا وخطته لرفع ميزانية الدفاع بتأييد واسع، من تعزيز سلطته بعدما دعا لسياسة اقتصادية تتضمن توزيعا أكثر عدالة للثروات أطلق عليها “الرأسمالية الجديدة” .
توجه الناخبون اليابانيون الأحد إلى مراكز الاقتراع لتجديد نصف مقاعد مجلس الشيوخ، في انتخابات يسودها إلى حد كبير اغتيال رئيس الوزراء السابق شينزو آبي قبل يومين خلال تجمع انتخابي في “نارا” غرب البلاد.
وندد رئيس الوزراء الياباني الحالي فوميو كيشيدا الذي أظهرت استطلاعات الرأي تقدما كبيرا لحزبه الديمقراطي الليبرالي (يمين قومي)، بالهجوم “الهمجي” على آبي، مشددا على أهمية “الدفاع عن الانتخابات الحرة والنزيهة التي تشكل أساس الديمقراطية”. مضيفا: “لن نستسلم للعنف أبدا”.
وأثار اغتيال آبي، أحد أشهر سياسيي الأرخبيل والذي حكم البلاد أكثر من ثماني سنوات، مشاعر من الحزن العميق في البلاد وخارجها. حيث تدفقت رسائل التعازي من أنحاء العالم كافة، بما في ذلك من الصين وكوريا الجنوبية اللتين تتسم علاقاتهما باليابان بالتوتر في كثير من الأحيان.
واعترف منفذ الهجوم الذي أوقف في عين مكان، بأنه استهدف آبي عمدا، موضحا للشرطة أنه كان حاقدا على منظمة اعتقد بأن رئيس الوزراء الراحل على ارتباط بها. وذكرت وسائل إعلام محلية أن الأمر يتعلق بمجموعة دينية. وأفادت بأن المهاجم البالغ 41 عاما ويدعى تيتسويا ياماغامي التحق في الماضي بـ”القوة البحرية للدفاع الذاتي” أي سلاح البحرية الياباني، واستخدم سلاحا “يبدو يدوي الصنع” ويجري حاليا فحصه.
من جهة أخرى، ينوي وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي يقوم حاليا بجولة آسيوية، التوقف الإثنين في طوكيو لتقديم تعازيه شخصيا، حسبما أعلنت الخارجية الأمريكية. وأعلن مكتب آبي أن مراسم تأبين ستقام مساء الإثنين وستجري الجنازة الثلاثاء بحضور أسرة آبي وأقاربه فقط، وذلك في معبد زوجوجي في طوكيو وفق وسائل الإعلام المحلية.
وبعد تعليقها فترة وجيزة من قبل مختلف الأطراف بسبب الأنباء عن الهجوم، استؤنفت الحملة الانتخابية السبت وسط إجراءات أمنية مشددة، في حين أقرت شرطة منطقة نارا بوجود ثغرات أمنية “لا يمكن إنكارها” خلال الحادث الذي كان آبي يشارك به.
كما تطغى على الانتخابات مخاوف محلية، لا سيما ارتفاع الأسعار ومخاطر متعلقة بإمدادات الكهرباء، خصوصا أن موجة الحر التي تؤثر على اليابان منذ نهاية يونيو/حزيران تثير مخاوف من نقص الكهرباء.
ويمكن للائتلاف الحاكم المؤلف من الحزب الديمقراطي الليبرالي بزعامة كيشيدا (64 عاما) وحليفه “كوميتو” أن يفوز، وفقا للتوقعات، بأكثر من 70 من أصل 125 مقعدا سيتم تجديدها الأحد (مجلس الشيوخ يضم 248 مقعدا، ويتم تجديد نصفها كل ثلاث سنوات). في المقابل، فإن الحزب الديمقراطي الدستوري (يسار الوسط) قد يخسر بحسب استطلاعات الرأي قسما من المقاعد الـ45 التي يشغلها حاليا، وموقعه كأول قوة معارضة لعدم عرضه بديلا مقنعا.
وفي حال تحقيقه فوزا كبيرا في الانتخابات، سيتمكن فوميو كيشيدا من تعزيز سلطته بعدما دعا إلى سياسة اقتصادية تتضمن توزيعا أكثر عدالة للثروات أطلق عليها اسم “الرأسمالية الجديدة”، عند أبواب مرحلة من ثلاث سنوات لا تتضمن أي استحقاق انتخابي.
هذا، وحظي تعاونه الوثيق مع حلفاء اليابان الغربيين بهدف الضغط على روسيا بتأييد واسع في بلاده، كما حققت خطته لزيادة ميزانية الدفاع بشكل “كبير” تأييدا شعبيا في وقت تؤكد الصين بصورة متزايدة طموحاتها الجغرافية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وقد يتعزز التوجه إلى زيادة النفقات الدفاعية بعد الانتخابات بحسب أستاذ العلوم السياسية في جامعة طوكيو يو أوشياما الذي يعتقد أن “موقف (اليابان) الحازم تجاه الصين سيتواصل على الأرجح”.