بداية جديدة الانسحاب أم المواجهة بقلم فاطمة مصطفى
بقلم فاطمة مصطفى أستاذ الصحة النفسية والعلاقات الأسرية
نتعرض خلال فترات حياتنا الى العديد من المواقف سواء السلبية او الايجابية و يتطلب ذلك بعض ردود الافعال التى سوف يترتب عليها بعض النتائج و مدى سلامة صحتنا النفسية و نظرتنا للامور فيما بعد ، و طبعا تختلف ردود الافعال من شخص الى اخر حسب تكوين شخصيته و نضجه و مدى حكمة و رجاحة عقله فى الحكم و لكن هناك ثوابت و معايير معينة لا يتم الاختلاف عليها حتى و ان اختلفت اهمية هذه المعايير بدرجات متفاوتة من شخص الى اخر سوف تظل ثوابت لا يستطيع اى فرد التنازل عنها مثل الامان و الاحترام و الثقة …. و لكى لا اقوم بتشتيت تركيزك عزيزى القارئ فيما نود مناقشته فى هذا المقال تعال نرجع سويا الى الهدف الاساسى و هو متى على ان انسحب من اى علاقة انسانية او متى يتم المواجهة ؟؟؟؟ و ما فائدة الانسحاب او المواجهة ؟؟؟؟ و ما هى اضرار كلا منهم ؟؟؟؟ و هل يوجد فرق كبير بينهم ام هما يعتبروا تحصيل حاصل ؟؟؟؟ و ما هى النتائج التى سوف تترتب على كلا منهما و مدى استجابتى انا كفرد للحالتين و مدى تاثيرهم على سلامى النفسى و استقرارى الداخلى ؟؟؟؟ تعددت الاسئلة و اختلفت ايضا و سوف تختلف الايجابات و لكى اكون مبسطة و فى نفس الوقت واضحة تعال معى نناقش كل سؤال ….
الانسحاب …بيتم بعد تفكير مرتب و دقيق و اعادة ترتيب المشهد مرة اخرى بكل تفاصيله و تكون مشاعر الغضب او الحزن قد تم ادراكها و تجاوزها بالفعل … يسمى هنا ( وقفة مع النفس و لقد كتبت فيما سبق مقال يحمل هذا العنوان ) و الانسحاب لا يتم من خلال موقف او مشهد معين و لكن بيتم فى حالة تقييم علاقتك الانسانية بالافراد المحطين بيك فى تلك العلاقة و اعادة تقييمك لنفسك و هل مازالوا على نفس المستوى ام تم اختلاف النظر اليهم و نزولهم الى مرتبة اقل ؟؟؟؟ و نظرتك انت لنفسك ايضا و هل انت سعيد و راضى فى تلك العلاقة ام لا ؟؟؟
الانسحاب بيتم عندما يكون مجرد الكلام او التفاعل اهانة لك انت شخصيا قبل ما يكون اهانة لاى طرف اخر عليك ان تدرك متى تنسحب و متى يكون صمتك حفاظا على ادميتك و انسانيتك و مدى سلامك النفسى ، الانسحاب هو رد فعل طبيعي عندما يبدا العقل فى ربط الاحداث ببعضها البعض و اعادة و ترتيب الافكار مرة اخرى بهدوء بدون ضغط ….. و هنا بتصل الى نتيجة مختلفة نهائى هل انا فى وضع راض عنه و سعيد ام محتاج ان انسحب و بكل هدوء لانى ادركت مدى قيمتى و قيمة ما كنت سوف اتواجه معه او سوف اواجه فيما بعد و مع ايضا تقبلى للاساءة ام لا اى كان سببها ؟؟؟؟
الانسحاب ليس ضعف او قلة حيلة بل هو الوصول الى الثقة التامة بان ما حدث لا تستطيع تجاوزه و بالتالى علاقتك الانسانية تشوهت بالطرف الاخر و وصلت لمرحلة تسمى فى علم النفس ( الشعور بفقد الشغف ) او حتى الرغبة فى الاستمرار و سقوط الطرف الاخر من نظرك بل و بقى فى منطقى متدنية و اقل مما كان عليها .
الانسحاب يعطى لك شعور بالراحة بدون بذل اى مجهود تلاحظ من خلالها انك تجاوزت اشياء و افعال و ردود افعال ايضا كانت سوف تستهلك منك وقت كبير و طاقة سلبية انت فى غنى عنها و من الافضل تحويلها الى طاقة ايجابية تستغلها فى حياتك القادمة لتسعى الى الرضا و سلامة صحتك النفسية .
الانسحاب ياتى بعد تفكير و عن اقتناع ان ما حدث ليس نتيجة صدفة و قضاء و قدر و لكن ترتيب من الله عز و جل بان ما حدث وراه رسالة اى كانت مضمونها …. بان ما انت عليه و وضعك فى خطر كبير و فى منطقة غلط سوف تضر بك و بسلامك الداخلى و استقرارك النفسى و مدى رضائك عن نفسك و عن اتجاهتك و اهدافك انتبه جيدا اقدار الله لا تحدث من غير ترتيب …..
عليك ان تواجه هذا الخطر و تنتبه الى هذه الرسالة و تكون واعى لها تماما و لكن يجدث ذلك عندما يقتنع عقلك الواعى و اللاواعى بانك فى منطقة خطر و فقدك للامان كل هذا ليس من فراغ …….انتبه مرة اخرى .
الانسحاب سلاح ذو حدين ايجابى و سلبى و لكن انت من فى يدك تحويل البوصلة و تحرك مسارها الى الاتجاه الذى ينتج عنه كل المشاعر الايجابية حيث ان السكوت و الابتعاد سوف يكشف لك كل الامور بوضوح لكل تقرا المشهد بطريقة صحيحة .
ليس انا عزيزى القارئ من يقول ما فائدة الانسحاب و ما هى اضراره لكنى سوف اترك لك انت الايجابة و مع مرور الوقت سوف تكتشف الايجابة الصحيحة …
كل ما عليك ان تفكر جيدا و ترتب افكارك و تقف مع نفسك انت وحدك كى تستعيد نفسك مرة اخرى و تسال نفسك سؤال واحد ما فائدة الانسحاب ؟؟؟ او ما فائدة المواجهة ؟؟؟ لان لكل شخص مننا قناعاته و عقله و مبادئه و اخلاقة و اختلاف ردود افعاله و لكن كما ذكرت فيما سبق هناك بعض الثوابت التى لا نختلف عليها …..هل فقدانك للامان يستحق الانسحاب بصرف النظر عن تفاصيل المشهد التى تعرض له ، هل احترامك لنفسك و لعلاقتك الانسانية اختلت ، هل انت راضى و سعيد عن ما وصلت اليه من انسحاب و ابتعاد ؟؟؟؟ نلاحظ مجددا انها تعددت الاسئلة و الايجابات مفتوحة و لكى نصل الى نقطة محددة علينا ان نفهم طبيعة النفس البشرية جيدا و نفهم كيفية تحقيق الرضا النفسى و ما على هنا ان الفت نظرك و انتباهك لشئ مهم جدا و هو انه مجرد التفكير فقط اذا كنت راضى و سعيد فى علاقتك الانسانية هذا يمثل خطر شديد و غير صحى بالمرة لان السعادة لا تحتاج الى تفكير بل هى شعور و طاقة ايجابية تجعل منك شخص مختلف.
و اذا استطعنا من خلال كل هذه التساؤلات ان نصل الى ايجابة محددة ترضيك انت قبل اى فرد سوف تحصل على سلامك النفسى الحقيقى من خلالها و تبدا بداية جديدة مختلفة و لكنها صحيحة فهنا استطيع ان اقول لك …. انت بدات تخطوا اول خطوة فى الطريق الصحيح حيث انت من تختار متى تواجه ومتى تقرر الانسحاب و اى كان نوع اختيارك فنصحتى لك اولا واخيرا اختار ما يحقق لك سلامك النفسى.