“مشهد لا يُنسى” بورسعيد تُشيّع بطلها الصغير يوسف محمد فى لحظات الدموع والدعاء والوداع .. إنهيار والدته وحزن أصحابه وذويهم.. والده يؤكد على الحضور: “بالله عليكو ما تسيبوا حق إبني”.. 

كتبت:هدي احمد

في صباح أثقلته الصدمة وارتجف فيه صوت الحزن .. شيع أهالي محافظة بورسعيد أمام مشهد مهيب لطفلٍ لم يتجاوز الثانية عشرة، تقدمت جنازته في صمتٍ رهيب، تتقدّمها صرخات أمٍ مكلومة وانكسار أب يطلب العدل: “بالله عليكو ما تسيبوا حق ابني”.. ليصبح صوته أهم ما بقي يتردّد في المكان بعد أن وارى الجميع جسد السباح الصغير الثرى.

شهدت مقابر محافظة بورسعيد، صباح اليوم الخميس، لحظات مؤلمة خلال مراسم تشييع جثمان السباح يوسف محمد، الذي لقي مصرعه في حادث مأساوي أثناء مشاركته في بطولة الجمهورية للسباحة.وانهارت والدته بالبكاء مع وصول الجثمان، بينما وقف أصدقاؤه وزملاؤه مذهولين أمام الرحيل المفاجئ لمن كان بالأمس يبتسم لهم داخل حمام السباحة.

وخلال تلقي العزاء داخل المقابر، توجّه المهندس محمد عبدالملك، والد السباح يوسف، بنداء مؤثر للحضور قال فيه: “بالله عليكو ما تسيبوا حقه”، في رسالة تعكس عمق الألم الذي يعيشه، ومطالبته بمتابعة أسباب الحادث وعدم ترك ما حدث يمر دون كشف الحقائق.

وكان أهالي بورسعيد قد أدّوا صلاة الجنازة على الفقيد بمسجد الكريم عقب وصول الجثمان من القاهرة، قبل أن ينتقلوا في موكب مهيب إلى مقابر العائلة لدفنه.ورافق الجثمان والدا الطفل وعائلته، وسط بكاء وانهيار شديدين، بينما بدت علامات الصدمة واضحة على وجوه زملائه وأقاربه.

ينتمي يوسف محمد إلى نادي الزهور، وقد شارك في بطولة الجمهورية للسباحة المقامة بمجمع حمامات السباحة باستاد القاهرة.وبحسب شهود، فقد تعرض لإغماء مفاجئ أسفل الماء فور انتهاء السباق الخاص به، ولم يلاحظ أحد سقوطه إلا لاعبو السباق التالي، ليتم انتشاله سريعًا ونقله إلى المستشفى.

دخل الطفل العناية المركزة فور وصوله إلى المستشفى، ورغم جهود الطاقم الطبي في إنعاشه، إلا أنه فارق الحياة في لحظة صادمة لكل من عرفه وبعد أن توقف قلبه 4 مرات.

عمّ الحزن أندية السباحة في مصر بعد إعلان الوفاة، إذ كان يوسف يُعد من المواهب البارزة في فئته العمرية، ويُعرف بانضباطه وأدائه القوي داخل المياه.

طلبت وزارة الشباب والرياضة، برئاسة الدكتور أشرف صبحي، تقريرًا رسميًا من اتحاد السباحة حول ملابسات وفاة اللاعب، مع توجيه بمتابعة التحقيقات بدقة لمعرفة أسباب ما حدث.

نعى مجلس إدارة الاتحاد المصري للسباحة، برئاسة المهندس ياسر إدريس، اللاعب الصغير، مؤكدًا اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمعرفة تفاصيل الحادث ومراجعة منظومة السلامة داخل البطولات.

رحل يوسف محمد جسدًا، لكن صوته، ابتسامته، وموهبته ستظل محفورة في ذاكرة بورسعيد وكل من عرفه، وعلى الرغم  من الألم، يبقى النداء الذي تردّد في المقابر هو العهد الذي أخذه الجميع على أنفسهم:
ألا يُترك حق هذا الطفل حتى تظهر الحقيقة كاملة.