تاريخ بنى إسرائيل
كتب / مجدى الكومى
أورد التاريخ أن إبنى إبراهيم عليه السلام إسحاق
وإسماعيل قد ولدا فى فلسطين ويعقوب ” إسرائيل” هو إبن إسحاق عليهما السلام أنجب يعقوب اثنى عشر ولداً عُرِفوا ببني إسرائيل وكان من بينهم يوسف عليه السلام
يوسف هو إبن يعقوب من السيدة راحيل وأحب أولاده إليه حسـده إخوته بسبب رؤيا بشرته بسيادته عليهم
حـيث كان يرى إخوته سـاجدين له، فتآمروا عليه وألقوه في جُبّ وحمله بعض أهل َمْدَين إلى مصر وباعوه بيع الرقيق فإشتراه رئيس شرطة فرعون ووكله على بيته
وقد إتهمته زوجته ظلماً فأُلقى فى السجن سنوات
وهناك إكتسب ثقة رئيس السجن فولاه على جميع المسجونين وذاعت شهرة يوسف عليه السلام مفسراً للأحلام إستوزره فرعون مصر بعد أن أوَّل له رؤيا رأها عن سبع سنين شبع وسبع سنين جوع واقترح عليه تخزين الحبوب فى سنين الوفرة لتحاشى المجاعة، فعينه رئيساً لمخازنه وهو منصب يماثل منصب وزير التموين فى العهد الحاضر ثم حضر أبوه النبى يعقوب وكل إخوته من فلسطين هرباً من المجاعة فأكرم وفادتهم ووطنهم أرض جاسان أثناء حكم الهكسوس
موسى وبنو إسرائيل هاجر موسى بقومه تخليصاً لهم من فرعون وقد حصلت فى هذه الأثناء حادثة التيه أربعين سنة بعد العناد والكفر الذى حصل منهم حتى أخرجهم الله على يد فتى موسى “يوشع بن نون” إلى الأردن
وقد دخل يوشع بن نون بقومه إلى أريحا ودارت معركة
بينهم وبين قوم من الكنعانيين إنتصر فيها ودخل إلى فلسطين.
“عهد القضاة” بعد وفاة يوشع بن نون عليه السلام إنقسم بنو إسرائيل إلى قبائل عدة وكان حكامهم يسمون القضاة وقد انتشرت بينهم الحروب والنزاعات فى هذا العصر حدثت هزائم كبيرة لليهود وسلب منهم التابوت
وفيه عصا موسى والألواح الأصلية للتوراة وملابسه وأثار من هارون ينتهى هذا العصر بأخر القضاة وهو النبي صموئيل الذى طلب منه بنو إسرائيل أن يختار لهم ملكاً يوحد صفوفهم ويقاتلون خلفه فبعث الله لهم الملك شاؤول وهو أول ملوك القبائل العبرانية.
عهد الملوك الأول أسسها طالوت شاؤول سُمِّيت
«مملكة إسرائيل» ولكن الفضل الحقيقى فى تأسيس المملكة يعود إلى داود عليه السلام قتل داوود عليه السلام جالوت وهو شاب فزوجه طالوت إبنته
وصار ملكاً عليهم وحكم فيهم بشرع الله فى توراة موسى عليه السلام وظهرت على يديه المعجزات المتتاليات منها تسبيح الجبال والطيور معه عندما كان يقرأ كتب المواعظ التى أنزلت عليه المزامير بأعذب صوت عرفه التاريخ دعم داوود عليه السلام إتحاد القبائل وحوِّلها إلى مملكة متحدة عاصمتها القدس، ووسِّع حدود مملكته وهزم المؤابيين والعمونيين والأدوميين وقد خلفه ابنه سليمان فى حكمها.
عهد الملوك الثانى بعد وفاة سليمان أعلن ابنه رحبعام نفسه ملكاً على بني إسرائيل ففاوضوه لتخفيف الأوامر والأحكام التى جاء بها سليمان وعندما رفض رحبعام ذلك تركه غالبية اليهود وبايعوا يربعام بن نباط ولم يبايعه سوى سبطا يهوذا وبنيامين اللذان كانا يقيمان فى منطقة أورشليم وما حولها إلى جنوب فلسطين هكذا إنقسمت مملكة إسرائيل إلى مملكتين المملكة الشمالية
(اسـرائيل – إفـرايم)
المملكة الشمالية تحت رئاسة قبيلة إفرايم.
تأسيس مركز ديني مستقل عن القدس فى دان وبيت إيل
المملكة الشمالية أكثر ثراءً وأكثر تعرضاً للغزو الأجنبى من المملكة الجنوبية لم يكن لملوكها سياسة خارجية واضحة، وكانت غير مستقرة سياسياً حكمها تسعة عشر ملكاً ينتمون إلى تسع أسر خلال ٣١٠ عام مات منهم عشرة عن طريق العنف وبقى فى الحكم سبعة ملوك حكم كل منهم أقل من سنتين.
المملكـة الجنوبيـــة(يهـودا) المملكة الجنوبية (٩٢٨ ـ ٧٩٥) تحت رئاسة قبيلة يهودا عاصمتها القدس كانت أكثر استقراراً من المملكة الشمالية لصغر حجمها وقلة أهميتها وفقرها وبُعدها عن طرق الجيوش الغازية ظَهَر فيها معظم الأنبياء، كما دُوِّن فيها معظم نصوص العهد القديم
في هذة الفترة ضاعت التوراة ويعتقد
اليهود أنهم عثروا عليها في عهد الملك يوشيا
سقوط المملكتين هاجم شيشنق ملك مصر مملكة يهوذا عام ٩٢٠ ق.م وإحتلها لتصبح منذ ذلك الحين تابعة للدولة المصرية وفى عام ٧٤٠ ق.م غزا الأشوريون أرض فلسطين لكن حكمهم لم يدم طويلاً إذ انقلب عليهم البابليون من داخل العراق وحكموا العراق وورثوا عنهم أرض فلسطين وعينوا عليها حاكماً يهودياً هو (دبيكيا) أو (صديقيا) كما يذكره المؤرخون العرب.
نبوخذ نصر والسبي البابلي حاول دبيكيا الحاكم اليهودي الإنقلاب على حكم البابليين فهاجمه الملك البابلي الشهير نبوخذ نصر الذى إشتهر بـ (بختنصر) وهدم أسوار القدس ومنازل أورشليم وأخذ من بقي من اليهود عبيداً
إلى بابل وكانوا قرابة أربعين ألفاً وهو ما يعرف بـالسبى البابلى وهدم القدس وما فيها من معابد وسلب منهم التابوت مرة أخرى وذلك في عام ٥٨٦ ق.م
بسبب غزوات الآشوريين والكلدانيين اختفت دولة اليهود فى فلسطين بعد أن عاشت أربعة قرون
(١٠٠٠ – ٥٨٦ ق.م) كانت حافلة بالخلافات والحروب والإضطرابات.
فترة ما بعد تدمير القدس خلت فلسطين من اليهود بعد سقوط القدس عاش اليهود فى الأسر خمسين سنة فى بابل قلدوا فيها عادات البابليين وأخذوا عنهم الكثير من شعائرهم وآدابهم وإشتركوا فى وظائف الدولة تحت رقابة البابليين.
اليهود تحت حكم فارس بعد إحتلال الفرس لبابل سمح ملكهم كورش(سيروس كما يطلق عليه مؤرخي اليهود)
لليهود بالعودة إلى فلسطين لكن الغالبية منهم فضلت
البقاء في بابل وقد لاقى اليهود على يد الفرس معاملة حسنة لأنهم كانوا أعداء البابليين وغدت يهوذا ولاية من ولايات الفرس حتى سنة ٣٣٢ ق.م، حيث إنتقلت إلى ملك الإسكندر المقدونى
بعد أن هزم الفرس واحتل سورية وفلسطين.
اليهود تحت حكم اليونان بعد وفاة الاسكندر ٥٣٦ ق.م إقتسم قواده الملك فحكم سلوقس سورية وأسس فيها دولة السلوقيين وحكم بطليموس مصر وأسس فيها دولة البطالسة وكانت يهوذا من نصيب البطالسة، وحكم البطالسة اليهود رغم مقاومتهم العنيفة التى أكرهت بطليموس الأول على هدم القدس ودك أسوارها
وإرسال مائة ألف أسير من اليهود إلى مصر عام ٣٢٠ق.م
وفى عام ١٦٨ ق. م إنتقلت يهوذا إلى حكم السلوقيين حينما إحتلها أنطوخيوس وهدم أسوارها ونهب
هيكلها وقتل من اليهود ثمانين ألفاً فى ثلاثة أيام
إنقسم اليهود تحت حكم الإغريق إلى قسمين
قسم إتبعوا الإغريق وسموا اليهود الإغريقين وقسم تمسكوا باليهودية وهربوا من السلوقيين وهم المكابيون نسبة إلى قائدهم يهوذا المكابى الذى إستقل بحكم أورشليم حينما دب الخلاف بين السلوقيين والبطالسة
ويعتقد اليهود أن يهوذا المكابى قد قام بإعادة بناء الهيكل مرة أخرى ولكن حكم المكابيون لم يدم طويلاً إذ دب بينهم الخلاف وضعف مركزهم وإحتلهم الجيش الرومانى بقيادة بومبى عام ٦٣ ق. م.
اليهود تحت حكم الرومان خضعت فلسطين لحكم الرومان وكانوا يستعملون عليهم ولاة ممن يختارون من اليهود، إلا أن اليهود كانوا دائمى الثورة
فى عام ٦٦ق.م ثار اليهود في القدس على الحكم الرومانى فحاصرهم الرومان واستطاع القائد تيتوس عام ٧٠ م دخول القدس فدمرها بالكامل وأخذ اليهود عبيداً يباعون فى روما وهنا بدأ تواجدهم فى أوروبا.
وفى عهد الإمبراطور تراجان عام ١٠٦ من الميلاد عاد اليهود إلى القدس وأخذوا فى الإعداد للثورة وأعمال الشغب من جديد فلما تولى هادريان عرش الرومان سنة ١١٧ – ١٣٨ ميلادية حول المدينة مستعمرة رومانية وحظر
على اليهود الإختتان وقراءة التوراة وإحترام السبت فثار اليهود بقيادة بار كوخبا عام ١٣٧ ميلادية، فأرسلت روما الوالىيوليوس سيفيروس فإحتل المدينة وقهر اليهود وقتل باركوخيا وذبح من اليهود ٥٨٠ ألف نسمة وتشتت الأحياء من اليهود فى بقاع الأرض ويسمى هذا
العهد بـ (عصر الشتات) أو (الدياسبورا).