تتحرك المؤسسات لإسقاط اسم ماثيو فونتين موري

ايهاب محمد زايد-مصر

قام العمال بإزالة تمثال لماثيو فونتين موري من شوارع ريتشموند ، فيرجينيا ، في يوليو 2020. رائد علوم المحيطات العنصري ، الذي تم تكريمه مرة واحدة ، مرفوض الآن من قبل المجتمع العلمي

ماثيو فونتين موري لم يستطع التخلي عن الكفاح من أجل العبودية. في عام 1861 ، انضم الباحث الرائد في شؤون المحيطات والمشرف السابق للمرصد البحري الأمريكي إلى كثيرين آخرين من ولايته المتمردة فيرجينيا في البحرية الكونفدرالية ، ليقاتلوا اتحاد الرئيس أبراهام لنكولن.

أرسل إلى المملكة المتحدة ، طور مناجم واشترى سفن حربية. وبعد أن خسر الكونفدرالية الحرب عام 1865 ، بقي موري في الخارج ، ساعيًا إلى إنشاء “نيو فيرجينيا” في المكسيك ، حيث كان بإمكان الكونفدراليات السابقة الاستمرار في استعباد الناس.

على الرغم من عنصرية موري ودعمه الشديد للعبودية ، فقد ظل شخصية محترمة في علم المحيطات في الولايات المتحدة. وضعت البحرية الأمريكية اسمه على مبنى أبحاث ومكتبة وستة سفن على الأقل.

رحب تمثال نصفي له بالزوار إلى معهد وودز هول لعلوم المحيطات (WHOI). نظر تمثاله إلى ريتشموند ، عاصمة فرجينيا ، وكان اسمه على البحيرات والطرق وحرم الجامعات المورقة – وحتى البرامج المصممة لتطوير العلماء من خلفيات الأقليات.

الآن ، في أعقاب الاحتجاجات ضد التماثيل والاعتراف الآخر بزعماء الكونفدرالية ، تتحرك المؤسسات لوقف تكريم موري علنًا. في الأسبوع الماضي ، زارت لجنة فيدرالية مكلفة بإعادة تسمية الأصول العسكرية التي تكرم الكونفدراليات الأكاديمية البحرية الأمريكية ، حيث دعا قادة الحرم الجامعي وأعضاء الكونجرس إلى إعادة تسمية مبنى الأبحاث موري هول.

وتأتي الزيارة في أعقاب قرارات اتخذتها العديد من الحكومات والمؤسسات لإزالة اسم موري أو ما شابه من أراضيها. يقول ريك موراي ، نائب مدير منظمة الصحة العالمية ، التي أعادت تسمية “موري لين” هذا العام على اسم ماري تارب ، عالمة المحيطات المشهورة برسم خرائط لقاع المحيط الأطلسي: “لقد حان وقت الاستحقاق”.

كان موري شخصية مثيرة للجدل حتى في عصره. شتمه العديد من الأكاديميين بسبب كتبه المؤثرة ، والتي روجت لأفكار غير دقيقة في كثير من الأحيان حول دوران المحيطات. تقول بينيلوبي هاردي ، مؤرخة العلوم في جامعة ويسكونسن ، لاكروس ، وخريجة الأكاديمية البحرية: “كانت موري حقًا مشهورة”. “كان هذا أحد الأشياء الجادة التي دعاها العلماء الجادون ضده.”

بعد إصابة في ساقه خرجت حياته عن مسارها في البحر ، أصبح موري رئيسًا للمرصد البحري ، حيث قام بتنسيق المخططات والأدوات التي تستخدمها القوات الأمريكية. سعى لفطمهم عن الاعتماد على خرائط المملكة المتحدة ، وجند السفن التجارية وصائدي الحيتان لجمع ومشاركة قياسات الرياح والتيارات ، والتي حولها إلى أحدث الخرائط والتصورات. تقول هيلين روزوادوفسكي ، مؤرخة العلوم في جامعة كونيتيكت ، أفيري بوينت: “لقد كان له دور فعال في توجيه البحرية نحو التدريب الرسمي والعلوم”.

من نواح كثيرة ، كان موري من أوائل علماء البيانات الضخمة. كان أحد الإنجازات البارزة هو المساعدة في إقناع العديد من حلفاء الولايات المتحدة بجمع وتوحيد وحفظ قياسات المحيطات والطقس التي تتخذها السفن. الآن ، تحكي هذه السجلات بعضًا من أقدم القصص عن تغير المناخ ، حيث تسجل العالم قبل أن تترسخ انبعاثات الوقود الأحفوري.

وصفت الكتب المدرسية موري منذ فترة طويلة بأنه أول عالم محيطات حقيقي – مع القليل من الاعتبار لأفعاله المؤيدة للعبودية. يقول روزوادوفسكي إن ذلك كان سهوًا خطيرًا ، لأن “علمه مرتبط ارتباطًا وثيقًا بعنصريته ومعتقداته في العبودية”.

على الرغم من أنه لم يكن يمتلك عبيدًا ، إلا أن العديد من مبادرات موري البحثية كانت تهدف إلى إيجاد طرق لتوسيع التجارة الأمريكية ، وخاصة العبودية ، خارج الولايات المتحدة ، كتب هاردي وروزوادوفسكي في تعليق مؤثر نُشر العام الماضي في علم المحيطات. لقد دفع من أجل الاستكشافات العسكرية لأمريكا الجنوبية والوسطى ، على سبيل المثال ، والتي تم تصميمها جزئيًا للتحقق من انفتاحهم على العبودية. يقول جون جرادي ، الصحفي المتقاعد الذي كتب سيرة موري لعام 2014: “لقد كان قوميًا جنوبيًا طوال الوقت”.

خلال الحرب الأهلية ، أرسل قادة الكونفدرالية موري إلى المملكة المتحدة ، حيث استخدم مكانته لحث المملكة المتحدة على دعم المتمردين. تلاعب بألغام عائمة تعمل بالكهرباء واشترى سفنًا للبحرية الكونفدرالية ؛ الأول ، CSS Georgia ، كان له على المدى الطويل مداهمة لتجار الاتحاد. كما أنه يتوافق مع أحواض بناء السفن الفرنسية بشأن تصميم السفن الحربية الكونفدرالية. يقول جرادي: “كان يرسل أكبر قدر ممكن من البيانات عبر المحيط”.

يقول روزوادوفسكي إنه بعد انتهاء الحرب ، بدا أن موري أصبح شبه موهوم. “واجه بعض مواطنيه الجنوبيين صعوبة في إقناعه بأن الأمر قد انتهى.” في النهاية ، عاد موري إلى الولايات المتحدة ، وخدم في معهد فيرجينيا العسكري حتى وفاته في عام 1873. في وقت لاحق ، جعله شهرة موري العلمية “خارقًا” لأولئك الذين يريدون التقليل من دور العبودية في الحرب الأهلية وإعادة صياغتها على أنها نبيلة. السبب المفقود ، كما يقول دنكان أجنيو ، عالم الزلازل البحرية والمؤرخ في معهد سكريبس لعلوم المحيطات.

يقول أغنيو إن موري أصبح أيضًا “رمزًا قليلاً” للبحرية الأمريكية. وهي الآن واحدة من آخر المؤسسات التي تدير منشآت تحمل اسمه ، بما في ذلك مكتبة في ولاية ميسيسيبي وسفينة أوقيانوغرافية تم إطلاقها في عام 2016. ومن المقرر صدور تقرير لجنة إعادة التسمية في أكتوبر 2022 ، ويبدو أن هذه الأسماء من المرجح أن تتغير ، كما يقول هاردي ، إذا فقط لأن “الاحتفال بالخونة يبدو غير مناسب” في الأماكن المستخدمة “لتدريب ضباط البحرية المستقبليين”.

AAAS.Org