بقلم/ دكتورة عائشة عبدالفتاح الدجدج
أستاذ التخطيط التربوي م بجامعة القاهرة
في إطار تطوير نظام التعليم في مصر، واستخدم مناهج وأساليب تعلم و تقييم جديدة- مع اعتماد الطالب علي المحتوي المعرفى الموجود علي بنك المعرفة و عدم وجود كتاب ورقي يلتزم الطالب بحدوده المعرفية – ونظام تقييم يقيس مهارات الطلاب ونواتج التعلم؛
في ضوء ذلك كله – ما الذي يجب أن يكتسبه ويتمكن منه الطالب من المعارف والمهارات والقيم في نهاية كل مرحلة تعليمية؟
وكيف يصبح الخريج ذو جودة عالية وقادر علي المنافسة محليا وإقليميا ودوليا؟
لابد من وجود مقياس أو مسطرة دقيقة تقيس ذلك، هذا المقياس يمثله الإطار القومي للمؤهلات
الذي يهدف إلي إصدار الحكم علي المتعلم وتحديد مستواه التعليمي،. ومعايرة الشهادات الدراسية الأجنبية ومعادلتها.
فالإطار القومي للمؤهلات يحدد مواصفات المتعلم الذي يهدف النظام التعليمي إلي بنائه وتنشئته طوال مراحله الدراسية، كما يضع وصفا للواجبات التي يجب أن يتحملها المتعلم تجاه ذاته ومجتمعه والكون كله، كذلك يحدد المتطلبات التربوية اللازمة لممارسته كافة الأنشطة في إطارها الثقافي،.
وفي ضوئه يكون المؤهل الدراسي معبرا عن مستوي محدد سلفا من المهارات والجدارات التي يستطيع الحاصل عليها القيام بها في الحياة المهنية والعملية.
ويعرف الإطار القومي للمؤهلات بأنه ” إطار يقدم وصف منهجي لكافة المؤهلات الموجودة داخل النظم التعليمية للدولة، ويصنفها تبعا لمجموعة من المعايير تحدد مستوي نواتج التعلم المكتسبة لكل مؤهل ”
. وقد أعلنت الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد في مصر عن مشروع الإطار القومي للمؤهلات منذ عام ٢٠١٥، وانتهت من صياغته، وسوف يتم طرحه بعد صدور التشريع من مجلس النواب.
ويضم إطار المؤهلات كل من التعليم العام، والفني، والعالي. ويكفل الإطار معادلة المؤهلات المصرية بالمؤهلات العالمية من خلال معايرته بإطار انتقالي كإطار المؤهلات الأوروبية مما يتيح فرص الانتقال عبر الحدود للمتعلمين والعاملين علي وجه سواء.
ويساعد الإطار القومي للمؤهلات علي الإعتراف بالمؤهلات المصرية، كما يساعد علي تصدير العمالة للخارج من خلال وضع توصيف للمعارف والجدارات والخبرات التي يجب توافرها في خريجي نظام التعليم المصري بجميع مراحله، من الروضة حتي الدكتوراه، مقسمة إلي ثمانية مراحل تعليمية.
ولقد أنشئ أول إطار قومي للمؤهلات في المملكة المتحدة،. وذلك في الثمانينات من القرن الماضي، وتوجد حاليا أكثر من سبعين دولة علي مستوي العالم لديها إطار للمؤهلات.
وتختلف الأهداف المحددة لأطر المؤهلات وفقا لمستواها، كما تختلف من دولة لأخري، إلا أن هناك عدد من الأهداف الجوهرية تتفق عليها جميع أنواع أطر المؤهلات علي مستوي العالم وهي :
– تحديد معايير قياسية لمستويات المؤهلات.
– ضمان جودة المؤهلات بما يلبي احتياجات
وتوقعات سوق العمل.
– توفير نظام يتيح مقارنة المؤهلات بين الدول
المختلفة.