بنك مصر
بنك مصر
بنك مصر
2b7dd046-8b2b-408c-8c9e-48604659ffe0
البنك الاهلى المصرى
البنك الاهلى المصرى
دين ودنيا

حب الصحابة للنبي –صلى الله عليه وسلم

⁩ بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى

⁦عن عائشة رضي الله عنها قالت:

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنك لأحبُّ إليَّ من نفسي، وأحبُّ إليَّ من أهلي، وأحبُّ إليَّ من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك، وإذا ذكرتُ موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلتَ الجنة رُفعت مع النبيين، وإن دخلتُ الجنة خشيت أن لا أراك، فلم يردَّ عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى نزلت عليه: ﴿وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُول﴾.

وقد ترجم الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ حب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ترجمة عملية، فبذلوا أرواحهم وأموالهم رخيصة في سبيل الله، وطاعة وحبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبر عن ذلك سعد بن معاذ رضي الله عنه حين قال للنبي صلى الله عليه وسلم كما ذكر ابن هشام وغيره في السيرة النبوية:

“يا رسول الله، هذه أموالنا بين يديك، خذ منها ما شئت ودع منها ما شئت، وما أخذته منها كان أحب إلينا مما تركته، لو استعرضت بنا البحر لخضناه معك ما تخلف منا أحد، إنا والله لَصبرٌ في الحرب صدق عند اللقاء، فامض بنا يا رسول الله حيث أمرك الله”، فكان لسان حالهم ومقالهم عن النبي صلى الله عليه وسلم:

هو المُقَّدم في نفسي على نفسي
وأهل بيتـي وأحبابـي وخِلانـي

وقد سُئِل علي ـ رضي الله عنه ـ كيف كان حبكم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم -؟
قال:” كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا، وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ”.

?وهذه بعض صور من حُبِّ الصحابة للنبي -صلى الله عليه وسلم-:

في غزوة أحد :

ظهرت صور كثيرة من حب الصحابة للنبي -صلى الله عليه وسلم- بصورة عملية، وذلك حينما حاصر المشركون رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومن معه، وخلال هذا الموقف العصيب سارع المسلمون إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأقاموا حوله سياجاً بأجسادهم وسلاحهم، وبالغوا في الدفاع عنه، فقام أبو طلحة يسور نفسه بين يدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ويرفع صدره ليقيه من سهام العدو، ويقول: “نحري دون نحرك يا رسول الله”.

وأبو دجانة يحمي ظهر رسول الله – صلى الله عليه وسلم- والسهام تقع عليه ولا يتحرك، ومالك بن سنان يمتص الدم من وجنته -صلى الله عليه وسلم- حتى أنقاه، وعرضت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- صخرة من الجبل فنهض إليها ليعلوها فلم يستطع، فجلس تحته طلحة بن عبيد الله فنهض عليه، فقال-صلى الله عليه وسلم-: “أوجب طلحة” أي الجنة.

?وفي صلح الحديبية :

لمّا قدِم عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ مفاوضا للنبي -صلى الله عليه وسلم- من طرف قريش وحلفائها، قال واصفًا ما رآه من حب الصحابة وتعظيمهم للنبي -صلى الله عليه وسلم-:
“والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله إنْ رأيت ملكا قَطْ يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيما له”
رواه البخاري .

وهذا أبو طلحة الذي يفدي الرسول -صلى الله عليه وسلم- بنفسه: (نحري دون نحرك)؛ فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ نَاسٌ مِنْ النَّاسِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُجَوِّبٌ عَلَيْهِ بِحَجَفَةٍ. قَالَ: وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رَجُلًا رَامِيًا شَدِيدَ النَّزْعِ؛ وَكَسَرَ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا. قَالَ: فَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ الْجَعْبَةُ مِنْ النَّبْلِ فَيَقُولُ: انْثُرْهَا لِأَبِي طَلْحَةَ. قَالَ: وَيُشْرِفُ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ إِلَى الْقَوْمِ فَيَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي لَا تُشْرِفْ لَا يُصِبْكَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ الْقَوْمِ نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ”.(متفق عليه).

فانظر لشدة حبه أنه يعرض نفسه للموت والهلاك دون رسول الله صلى الله عليه وسلم وحباً له .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى