حديث الصباح إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ
أشرف عمر
إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
*{ إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَىْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ }.*
رواه البخاري، وصححه الألباني في صحيح الجامع، وصحيح النسائي.
*شرح الحديث:*
في هذا الحديثِ حثَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على ملازمةِ الرِّفقِ في الأعمالِ، والاقتصارِ على ما يُطيقُ العاملُ، ويُمكِنُه المداومةُ عليه، وأنَّ مَن شَادَّ الدِّينَ وتعمَّقَ، انقطَع، وغلَبَه الدِّينُ وقهَرَه.
وقد أسَّس صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أوَّلِ الحديثِ هذا الأصلَ الكبيرَ، فقال: “إنَّ الدِّينَ يُسْرٌ”، أي: مُيسَّرٌ مُسهَّلٌ في عقائدِه وأخلاقِه، وفي أفعالِه وتُروكِه.
ثمَّ وصَّى بالتَّسديدِ والمقارَبةِ، وتقويةِ النُّفوسِ بالبِشارةِ بالخيرِ، وعدمِ اليأسِ، والتَّسديد: هو العملُ بالقصدِ، والتَّوسُّطِ في العبادةِ، فلا يقصِّرُ فيما أُمِر به، ولا يتحمَّلُ منها ما لا يُطِيقه، مِن غيرِ إفراطٍ ولا تفريطٍ.
وقوله: وقارِبوا، أي: إن لم تستطيعوا الأخذَ بالأكملِ، فاعمَلوا بما يقرُبُ منه. وقوله: وأبشِروا، أي: بالثَّوابِ على العملِ، وإن قَلَّ.
ثمَّ أرشَد صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى ما يساعدُ على السَّدادِ والمقارَبةِ، فقال: “واستعِينوا بالغَدْوةِ والرَّوْحةِ، وشيءٍ مِن الدُّلْجةِ”، يعني أنَّ هذه الأوقاتَ الثَّلاثةَ أوقاتُ العملِ والسَّيرِ إلى الله؛ فالغَدوةُ: أوَّلُ النَّهارِ، والرَّوحةُ: آخِرُه، والدُّلجة: سيرُ آخرِ اللَّيل، وسيرُ آخرِ اللَّيل محمودٌ في سيرِ الدُّنيا بالأبدانِ، وفي سيرِ القلوبِ إلى اللهِ بالأعمال، وقال: وشيءٍ مِن الدُّلجةِ، ولم يقُلْ: والدُّلجة؛ تخفيفًا؛ لمشقَّةِ عملِ اللَّيل.
*صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.*